دولي
خلافات عميقة في المفاوضات حول القدس و نتنياهو يؤكد أن القدس لن تقسم
يديعوت أحرونوت:
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 06 نوفمبر 2013
لأول مرة منذ انطلاق المفاوضات بين الجانبين الإسرائيليّ والفلسطيني، تُقدم صحيفة عبرية على كشف الخبايا والخفايا خلف الكواليس التي تدور بين طاقمي المفاوضات، علمًا بأنّ الإسرائيليين التزموا الصمت إزّاء المفاوضات، وحتى أنهم قدّموا شكوى إلى الجانب الأمريكي اتّموا من خلالها الفلسطينيين بتسريب المعلومات عن المفاوضات السرية.
حيث كتبت صحيفة ‘يديعوت احرونوت أن المفاوضات تشمل التوصّل إلى اتفاق حول القدس. وفي التفاصيل جاء أن المفاوضات الفلسطينيّة قد شملت حتى اللحظة نحو 15 جلسة تفاوضية توزعت بين القدس وأريحا، حيت استمرت كلّ جلسة بين ثلاث حتى أربع ساعات، كما أنّها تناولت وبحسب تسريبات صحافية لغاية الآن وبشكل أساسي القضايا الأمنية، نزولاً عند طلب الجانب الإسرائيلي.
ولكنّ المصادر التي اعتمدت عليه الصحيفة، أكّدت على أنّه تمّ أيضًا التطرق لملفات أخرى مثل الحدود والمياه. وتابعت الصحيفة قائلةً إنّ ملف القدس هو أحد القضايا الرئيسية المطروحة على طاولة المفاوضات، ولكن وعلى الرغم من أنّ تفاصيل المفاوضات حول القدس لا تزال غير واضحة، إلا أنّ المصادر عينها، أكّدت، كما ذكرت الصحيفة، على أنّ الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني بحثا اقتراح الإبقاء على منطقة مفتوحة للطرفين، وأنّه في هذه المرحلة نشب خلاف داخل الوفد الإسرائيليّ، بين الوزيرة تسيبي ليفني، وزيرة القضاء والمسؤولة عن ملّف المفاوضات مع الفلسطينيين، وبين المحامي يتسحاق مولخو، مبعوث رئيس الوزراء الإسرائيليّ بنيامين نتنياهو إلى المفاوضات، ولفتت المصادر أيضًا إلى أنّ عدم التنسيق في المواقف بين الطرفين، ظهر أمام الفلسطينيين في أكثر من مرة ومناسبة، على حدّ تعبيرها. وحول الخلاف بين الإسرائيليين قالت الصحيفة إنّ المحامي مولخو طالب بتقليص المساحة التي سيتم منح الإسرائيليين والفلسطينيين حرية التنقل فيها لتشمل شرقي القدس فقط، بينما اتخذّت ليفني موقفًا أكثر مرونة من هذه القضية، على حدّ قول المصادر نفسها. وتطرّقت الصحيفة في تقريرها الحصريّ إلى مسألة الحدود، حيث قالت إنّ الطرف الفلسطينيّ طالب في مواقفه الأوليّة بأن تكون الحدود وفقًا لحدود ما قبل عدوان جوان من العام 1967، بينما يقترح الجانب الإسرائيليّ أن تكون حدود الدولة الفلسطينية بموجب مسار جدار الفصل مع تواجد إسرائيليّ في الأغوار، كما طالب الجانب الإسرائيليّ من الفلسطينيين الموافقة على ضمّ المستوطنات بيت أيل، نوكديم، مكان سكن وزير الخارجية الإسرائيليّ السابق أفيغدور ليبرمان، وبساغوت إلى الكتلة الاستيطانية المسّماة إسرائيليًا (غوش عتصيون) والتي يُصّر الإسرائيليون على إبقائها تحت السيادة الإسرائيليّة في أيّ حلٍّ نهائيّ معتمدين على رسالة الضمانات التي سلّمها الرئيس الأمريكيّ السابق، جورج بوش الابن، إلى رئيس الوزراء الإسرائيليّ الأسبق، أرئيل شارون، وذلك في أفريل من العام 2004، والتي تضمنت تعهدًا أمريكيًا بتحقيق هذا المطلب الإسرائيليّ. وقالت الصحيفة إنّ ليفني نفت وجود خلافات مع مولخو وقالت للصحيفة إنّهما على تنسيق كبير، في ما نقلت الصحيفة عن ديوان رئيس الوزراء الإسرائيليّ تأكيده على أنّ القدس بجزأيها الشرقيّ والغربيّ ستبقى موحدّة وعاصمة أبديّة للدولة العبريّة. في المقابل، وعلى الرغم من التصريحات التي تناقلتها وكالات الأنباء عن عزم الولايات المتحدة الأمريكيّة عرض خطة سلام في حال تعثرت المفاوضات الفلسطينية- الإسرائيلية، فقد نفى وزير الخارجية الأمريكيّ، حون كيري، في مؤتمر صحافي مع نظيره السعوديّ أنْ تكون الولايات المتحدة تعتزم فرض الحلّ السلميّ على الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني وأنّ الحديث هو عن خطوط عامة فقط لا غير. في السياق ذاته قال إيتان هابر، رئيس ديوان رئيس الوزراء الإسرائيليّ الأسبق، يتسحاق رابين، إنّ جميع رؤساء الحكومات في إسرائيل منذ حرب العام 1967 وحتى اليوم لم يذوتوا الموقف الأمريكيّ القائل إنّ المناطق التي تمّ احتلالها في العام 67 هي مناطق محتلّة، لافتًا إلى أنّ جميعهم يخشون من المستوطنين، وحتى يخشونهم جسديًا.
صالح-ك