محلي
التنقل الجماعي في سيارة واحدة يستهوي سكان مدينة وهران
اقتصادا للمال وحفاظا على البيئة
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 06 نوفمبر 2013
بدأت طريقة التنقل الجماعي في سيارة واحدة تعرف انتشارا بمنطقة غرب البلاد بعد أن بادر بها أشخاص يرون في هذه الخدمة اقتصادا للمال وحفاظا على البيئة.
وتتمثل هذه الطريقة التي تختلف عن قيام مسافر بتوقيف سيارة مارة من أجل نقله في "استغلال مشترك ومنظم وباتفاق مسبق من قبل عدد من الأشخاص من بينهم صاحب سيارة وركاب بهدف القيام برحلة مشتركة" - كما يشرح المبادرون.
ومن بين هؤلاء الأشخاص الذين اقتربنا منهم بمدينة وهران هناك كمال الذي هو في الثلاثين من عمره وهو صاحب مؤسسة وانخرط إلى هذا "المفهوم".
ويعمل كمال على نشر بانتظام عروض للاستخدام المشترك لسيارته بوهران (بين بئر الجير وساحة هوش بوسط مدينة وهران) وعروض أخرى لمسافات أطول بين وهران وتلمسان على وجه الخصوص.
كمال الذي زاول دراسته بفرنسا يعرف جيدا هذه الطريقة في التنقل والتي تعرف رواجا في هذا البلد خاصة عند المسافات الطويلة. وبعد اكتشافه لأحد الموقعين الجزائريين على الأنترنت الذين يقترحون هذه الخدمة أصبح كمال من بين الأوائل الذين نشروا عروضا في هذا المجال.
ويقول كمال -الذي يقترح التنقل بسيارته بسعر 200 دج لكل شخص لرحلة وهران-تلمسان أي بنصف ثمن سيارات الأجرة- "يبقى هذا المفهوم غير معروف جيدا بوهران وبالمناطق الأخرى من البلاد مما يفسر ندرة الأجوبة".
أما زهير الذي هو مدير المؤسسة التي أنشأت موقع "كورسة.كوم" (coorsa.com) الذي ينشر عروضا وطلبات للإستخدام المشترك للسيارة منذ 6 أشهر فيوافق رأي كمال معتبرا أن أناس قليلون هم على علم بهذه الخدمة.
وتتعدد فوائد الاستخدام المشترك للسيارة الواحدة حيث تستجيب لثلاثة جوانب رئيسية في التنمية المستدامة: الإجتماعي والبيئي والاقتصادي.
وإذا فضل أصحاب السيارات هذه الطريقة لأسباب اقتصادية فإن الجميع يتفق على أنها تتيح أجواء حميمية مثلما هو الشأن بالنسبة لياسين الذي لجأ عدة مرات إلى خدمات موقع "نروحو.كوم" (nroho.com) للذهاب إلى الجزائر العاصمة.
ويقول ياسين "لقد أنهيت مؤخرا دراستي وليس لي أي عمل بعد ولأسباب اقتصادية جربت لأول مرة هذه الصيغة للتنقل. لقد توجهت مرتين من وهران إلى الجزائر العاصمة مع نفس الشخص وهو إطار في الثلاثين من العمر ويسود بيننا تفاهم تام منذ البداية".
وعلاوة عن كونه اقتصاديا فإن الإستخدام المشترك لسيارة واحدة عوض عدة سيارات مفيد للبيئة بإعتبار أنه يقلل من إنبعاث غاز ثاني أكسيد الكربون.
وحسب زهير فهناك تزايد في مستعملي هذه الطريقة بغرب ووسط البلاد غير أنه لا يزال الإقبال ضعيفا جدا بالشرق والجنوب.
وأضاف المتحدث أن موقعه على الأنترنت سجل منذ إنشائه في ماي الماضي زهاء 600 مشترك. ويقدر عدد الممارسين فعليا ببضعة عشرات.
وتعتبر ترقية موقع ممارسة الاستخدام المشترك للسيارة أولوية الوقت الحالي" وفق نفس المتحدث.
غير أن هذه الطريقة لا تخلو من بعض السلبيات حيث أن تصاعد العنف والإتجار بالسيارات المسروقة وراء تردد الكثيرين في عرض أو طلب هذه الخدمة. والضمان الوحيد للموقع يتمثل في إجبارية تقدم رقم الهاتف عند ملء استمارة الإشتراك عبر الأنترنت-كما ذكر صاحب الموقع.
وبالنسبة لكمال فإن هذا الأمر لا يقلقه كثيرا لأن هذه الخدمة معروفة حاليا لدى فئة معينة من الأشخاص منهم الطلبة والإطارات الشابة على وجه الخصوص.