دولي
سأعمل على أنسنة الخطاب الحكومي
إسراء المدلل، أول ناطقة إعلامية في حكومة حماس:
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 03 نوفمبر 2013
أخذت الصحافية والكاتبة الشابة إسراء المدلل عاما كاملا حتى قررت الاستجابة لطلب من الحكومة المقالة في غزة بتعيينها ناطقة إعلامية باسمها باللغة الإنجليزية، لأنها لم تشأ أبدا مغادرة الأدب إلى السياسة.
وأعلنت الحكومة الفلسطينية في غزة تعيين صحافية شابة ناطقة إعلامية باسمها باللغة الإنجليزية. وإسراء ابنة الـ23 عاما، تنكب الآن على كتابة رواية جديدة، تخشى أنها لن تستطيع إنهاءها إذا ما أخذتها المسؤولية الثقيلة بعيدا. وقالت إسراء: «لدي كثير من الشغف بالأدب وليس بالسياسة». وأضافت: «أعرف أني سأفقد الكثير من المتعة ورغباتي في الحياة، أنا أحب أن أكتب، أن أواصل تعليمي، أن أقرأ، وسأفتقد كل ذلك». وترى إسراء أن الأدب فيه كثير مما يعارض السياسية.. «الأدب ينبع من القلب، والسياسة لا تحتاج إلى القلب بل إلى العقل، وفيها قلب للمنطق والحقائق أحيانا. وأجد هذا صعبا علي». لكن الفتاة الملتزمة دينيا والمحجبة، لا تخطط لقلب الحقائق بالمفهوم الذي يعني قلب الحقيقة، ولكنها قصدت قلب الصورة عند الغرب وإسرائيل. وبدأت إسراء تضع خططا جديدة لتغيير الصورة النمطية المأخوذة عن غزة وحكومتها لدى العالم الغربي وفي إسرائيل. وقالت: «سأتوجه إلى الإعلام الغربي والإسرائيلي، وسأعمل على تغيير الخطاب الإعلامي، وإيصال صورة مختلفة عن فلسطين وقطاع غزة». وتدرك إسراء أن تغيير الصورة بحاجة إلى جهد أكبر وسنوات كثيرة، لكنها على الأقل ستخاطب العالم الآن من زاوية إنسانية، وليس دينية. وأوضحت: «سأعمل على أنسنة القضية، وإذا كان المسؤولون لن يهتموا بمثل هذه اللغة، فأنا أعرف أن الشعوب الغربية ستفهمها». وأضافت: «لا يفهم الغرب لغة الدين ولا السياسة بقدر ما يفهم لغة الإنسان». وعاشت إسراء في بريطانيا، ودرست المرحلة الأساسية في برادفورد، حيث كان والدها وليد المدلل يكمل تعليمه العالي. ويعمل الوالد الآن أستاذا للعلوم السياسية والتاريخ في الجامعة الإسلامية بغزة، بينما يقيم ويدرس بعض أشقائها في لندن. وتقول الناطقة الجديدة إن السنوات التي قضتها في بريطانيا ساعدتها كثيرا على فهم الغرب. وتعمل إسراء الآن على تمضية وصت أطول في متابعة الإعلام الغربي، خصوصا، وتريد أن تبدأ في دورات لتعلم اللغة العبرية لمتابعة الإعلام الإسرائيلي بشكل مباشر، ومن دون مترجمين. وتقول: «أتعرف وأتعلم كل شيء الآن عن الإعلام الإسرائيلي والغربي والأميركي.. وأقضي وقتا أطول في القراءة ومشاهدة القنوات المختلفة». ولا تجد إسراء أي حرج، أو ما يمنعها من الحديث إلى وسائل الإعلام الإسرائيلية، بخلاف السياسة التي تتبعها الحكومة المقالة الآن، وكثير من قادة حماس، لكنها بحاجة أولا إلى تصريح حكومي بذلك. وقالت: «إذا أُعطي لي تصريح بذلك، فأنا شخصيا ليس لدي مشكلة». وتمنع حكومة حماس الصحافيين في قطاع غزة من التعامل مع وسائل الإعلام الإسرائيلية، كما يرفض كثير من المسؤولين هناك الحديث إلى صحافيين إسرائيليين. ويأتي تعيين إسراء في هذه المرحلة ضمن خطة جديدة تنتهجها الحكومة المقالة للانفتاح على الغرب. وقال إيهاب الغصين رئيس المكتب الإعلامي الحكومي والناطق باسم الحكومة في غزة: «إن المكتب قرر تعيين ناطقة تعمل فيه باللغة الإنجليزية، وهي الإعلامية إسراء المدلل، وذلك في إطار تنفيذ وتحقيق أهداف المكتب لعام 2013». وأضاف للوكالة الحكومية في غزة: «ذلك يأتي في إطار تطوير الخطاب الإعلامي الفلسطيني للغرب، والعمل على إيجاد ناطقين بعدة لغات أجنبية لتوصيل رؤية الحكومة والقضية الفلسطينية إلى الغرب، كما يأتي في إطار التعزيز والتأكيد على دور المرأة الفلسطينية، التي لها دور مميز وكبير في خدمة القضية الفلسطينية، لا سيما أنها أثبتت جدارتها في كل المجالات، خاصة في الوزارات والمؤسسات الحكومية». وحصلت إسراء على شهادة البكالوريوس في الصحافة والإعلام من الجامعة الإسلامية في غزة، وعملت مراسلة صحافية في قناة «برس تي في»، إضافة إلى إخراجها لمجموعة من الأفلام الفلسطينية، وترجمتها إلى اللغة الإنجليزية، وتعمل الآن مقدمة برامج في قناة الكتاب الفضائية. وقررت إسراء وقف عملها في القناة الإسلامية، قائلة إنها تريد أن تظهر بوجه واحد. ولا تنتمي إسراء لحركة حماس التي تدير القطاع. وقالت: «قبولي بهذا المهمة لا يدل على انتمائي». وأضافت: «أنا أنتمي لفلسطين، وسأتحدث باسم فلسطين».
وردا على سؤال حول ما إذا كانت ستقبل هذه الوظيفة لو جاءها العرض من رام الله، ردت قائلة: «إذا كان لخدمة فلسطين، نعم، أينما ذهبت فسأتحدث بلغة الإنسان». وإسراء أول ناطقة ستعمل مع الحكومة المقالة التي تضم الآن وزيرة واحدة، هي جميلة الشنطي، لشؤون المرأة. كما أن لدى الحركة الإسلامية عدة نائبات في المجلس التشريعي.
مهدي-ب