دولي
96 عاما والجريمة مستمرة في حق الشعب الفلسطيني
وعد بلفور
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 02 نوفمبر 2013
مرت أمس على الشعب الفلسطيني الذكرى الـ96 لوعد بلفور المشئوم والذي يصادف الثاني من نوفمبر من كل عام والذي أعطى "وعد من لا يملك لمن لا يستحق".
وعد بلفور كان بمثابة الخطوة الأولى للغرب على طريق إقامة كيان لليهود على أرض فلسطين؛ استجابة لرغبات الصهيونية العالمية على حساب شعب متجذر في هذه الأرض منذ آلاف السنين. وسمي وعد بلفور بهذا الاسم لأنه الاسم الشائع المطلق على الرسالة التي أرسلها آرثر جيمس بلفور بتاريخ 2 نوفمبر 1917 إلى اللورد ليونيل وولتر دي روتشيلد يشير فيها إلى تأييد الحكومة البريطانية لإنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين. ولايزال الشعب الفلسطيني في مثل هذا اليوم يرفض هذا الوعد ويقيم الفعاليات في إصرار منه على استرداد حقه المغتصب وإثبات حقه في هذه الأرض. ويفيد محتوى الرسالة التي أرسلها بلفور لليهودي ليونيل وولتر دي روتشيلد أن الحكومة البريطانية ستبذل غاية جهدها لإقامة وطن قومي لليهود في فلسطين على ألا يتم الانتقاص من الحقوق المدنية أو السياسية أو الدينية التي تتمتع بها الطوائف غير اليهودية المقيمة في فلسطين. ويوضح الكاتب الفلسطيني لطفي زغلول أن هذا الوعد باطل تاريخياً وقانونياً حسب رأي الكاتب لعدة أسباب أولها أن بريطانيا منحت أرضاً لا تملكها وهي فلسطين للإسرائيليين الذين هم غرباء عن هذه الأرض وهذا العمل أدى إلى اغتصاب وطن وتشريد شعب فلسطين. فكيف تصدر بريطانيا وعدا بمنح أراض لم تكن فيها أصلا ولا تملكها ولم تكن من مستعمراتها. ويضيف" أصدر الإنجليز وعد بلفور في 7/11 /1917 م بينما هم دخلوا فلسطين في 9/12 /1917 م أي أن الوعد صدر قبل شهر وأسبوع من دخولهم فلسطين وتوقع الإنجليز أن ينتصروا في الحرب العالمية الأولى، فلو هزموا في الحرب لما تحقق وعد بلفور ."
ومن بين الأسباب يوضح زغلول أن الوعد لم يذكر كلمة العرب لا المسلمين و لا المسيحيين وإنما ذكر عبارة غير اليهود في فلسطين علماً أن العرب كانوا يشكلون 93%من الشعب في فلسطين بينما اليهود في فلسطين يشكلون 7%فقط . أما السبب الرابع أن هذا الوعد صدر بشكل سري أرسله اللورد بلفور إلى اللورد روتشيلد وظل هذا الوعد مكتوماً عن العرب عموماً والشعب الفلسطيني خصوصاً حتى عام 1917 م ،حين سربته الثورة البلشفية في روسيا وسربت أيضا معاهدة سايكس بيكو أي بعد نهاية الحرب العالمية الأولى ،ولم يكن روتشيلد ذا صفة دولية وإنما كان أحد أغنياء اليهود. ويختم الكاتب الأسباب بأن بريطانيا كانت قد أعطت الشريف حسين عام 1915 م وعدا في المراسلات التي تمت بين الشريف حسين و السير هنري مكماهون وفي هذا الوعد أقرت بريطانيا بأن تكون فلسطين جزءاً من الدولة العربية المستقلة بعد نهاية الحرب العالمية، إلا أنها أعطت بعد سنتين من ذلك فلسطين للإسرائيليين وكانت الهدية تهدى مرتين وبذلك نقضت بريطانيا وعودها ومواثيقها مع العرب وضربت بالحقوق العربية عرض الحائط. أما من الناحية التاريخية : فلسطين للعرب قبل أن يسكنها اليهود، فقد سكنها العرب الكنعانيون قبل الميلاد بآلاف السنين وتدل الآثار العربية الكنعانية على ذلك ولا يوجد أي أثر يهودي فيها رغم التفتيش والبحث الدقيق للعثور على أي اثر عبري بلا فائدة.
عادل-أ