دولي
تصعيد استيطاني غير مسبوق لخلق دولة مستوطنات في الضفة الغربية
تقرير جديد لـ حركة السلام الآن الإسرائيلية:
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 29 أكتوبر 2013
منذ استئناف المفاوضات مع السلطة الفلسطينية قبل ثلاثة أشهر صعدت حكومة الاحتلال من أنشطتها الاستيطانية وجرائمها في الأراضي الفلسطينية المحتلة وخاصة في مدينة القدس المحتلة.
فقد كشف تقرير جديد لـ "حركة السلام الآن" الإسرائيلية عن ارتفاع وتيرة الاستيطان في النصف الأول من هذا العام بنسبة 70% قياساً بالفترة ذاتها من العام الماضي ، وهي ذات الفترة التي بدأت فيها جولة المفاوضات الجديدة بين السلطة والاحتلال. وأكّد التقرير أنّ نصف عمليات البناء جرت في مغتصبات نائية ذ أي شرق الجدار الفاصل، فضلاً عن أن حكومة الكيان قامت بشرعنة ثلاث بؤر استيطانية مخالفة، إضافة إلى سعيها المستقبليّ لشرعنة عشر بؤر أخرى .
وفي الفترة ما بين جانفي 2013 ومارس 2013 بدأ العمل على 865 وحدة سكنية جديدة. وهذا يشكل ثلاثة أضعاف ما تم البدء فيه خلال نفس الربع من العام الماضي وإذا ما قورنت مع الربع الأخير من العام الماضي فإن هناك زيادة مذهلة بنسبة 355٪ . وأشار التقرير إلى أنّ عدد المغتصبين في هذه الأراضي تضاعف ثلاث مرات منذ اتفاقات أوسلو قــــبل عشرين عاماً، غالبيتهم تقطن في المغتصبات الكبرى ، والتي يقول الكيان إنها ستُضم إلى أراضيه في إطار أي اتفاق سلام مستقبلي .
من جهة أخرى فإنه من المتوقع ان تصدر حكومة الاحتلال عطاءات لـبناء 1,200 وحدة استيطانية جديدة في الضفة والقدس وذلك تعويضا عن اطلاق سراح الاسرى. وعلق الاعلام الاسرائيلي قائلا: حتى بعد الإفراج الاسرى قرر نتنياهو الافراج ايضا عن مناقصات للبناء في المستوطنات المقامة على الاراضي الفلسطينية عام 1967. وبحسب الاعلام الاسرائيلي فإن معادلة نتنياهو هي 104 سجينا ل4000-5000 وحدة، وتلك الوحدات الاستيطانية تعني 20 ألف ساكن " مستوطن جديد " في الضفة الغربية والقدس . ويبدو أن الاعلان عن المخططات الاستيطانية الجديدة يرتبط برغبة نتنياهو في إرضاء المتطرفين في الائتلاف الحكومي الذي يقوده خاصة وأنه يتزامن مع تحديد اسماء 26 أسيرا معتقلا منذ ما قبل اتفاق أوسلو من المقرر الافراج عنهم يوم أمس الثلاثاء. ويذكر أن المفاوضات الثنائية القديمة الجديدة، توقفت بين الجانبين في آخر جولة بينهما أواخر عام 2010، احتجاجًا على استمرار الاستيطان فوق الأراضي الفلسطينية، في حين نجح وزير الخارجية الأمريكي جون كيري باستئنافها من جديد، على أن تبدأ أولى تلك الجلسات الثنائية الأربعاء القادم من الأسبوع الجاري. كما أعدت ما تسمى بـ"وزارة البناء والإسكان" الاسرائيلية مخططاً لإقامة خمس مستوطنات في المنطقة الواقعة بين مدينتي بئر السبع وديمونا في الجنوب، وستقدمه للحكومة الإسرائيلية من أجل المصادقة عليه، وهو يأتي ضمن مقترحات تطوير الاستيطان في الضواحي، كما ذكرت صحيفة هآرتس . وذكرت صحيفة معاريف أنه وقبل مصادقة الحكومة على المخطط الاستيطاني أطلقت وزارة البناء والإسكان الإسرائيلية أسماء على المستوطنات الخمس وهي عومريت، غبعوت، عدريم، تلم، تلما وتلباة.
وفي ضوء هذا التصعيد أكدت حركة المقاومة حماس، أن الضفة الغربية المحتلة تتعرض لهجمة استيطانية إسرائيلية شرسة تستهدف تصفية الوجود الفلسطينى فى مدينة القدس الشرقية. وأفادت حماس فى تقرير نشرته حول المشاريع الاستيطانية واعتداءات المستوطنين فى الضفة الغربية خلال الفترة من 16 سبتمبر الماضى إلى 20 أكتوبر الجارى أن النشاطات الاستيطانية فى مدينة القدس تصاعدت بشكل كبير منذ استئناف المفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية برعاية أمريكية. وقالت إن هذه النشاطات الاستيطانية تنذر بتصفية الوجود الفلسطينى فى البلدة القديمة من خلال عمليات الهدم المتواصلة لمنازل المقدسيين والتضييق عليهم، وهدم المحال التجارية وإرهاقهم فى دفع الضرائب الباهظة ومصادرة الأراضى.
من جهته أكد عبد الهادي حنتش الخبير بالاستيطان أن الاحتلال يقوم بسياسة تطهير عرقي في الأراضي الفلسطينية لطرد المواطنين من أراضيهم وتحويلها لصالح المستوطنات.مشيراً أن الوطن ككل مستهدف من الاحتلال وأشار الباحث الفلسطيني إلى أن سلطات الاحتلال تقوم بأعمال التوسع الاستيطاني وتنفيذ مشاريع البناء ومن ثم الإعلان عن العطاءات، معتبراً أن هذه السياسة تأتي في سياق محاولات الاحتلال لفرض أمر واقع ووضع عراقيل أمام المواطنين الفلسطينيين للاعتراض على قرارات مصادرة أراضيهم والاستيلاء عليها لصالح المشاريع الاستيطانية. ويرى حنتش، أن الكتلة الاستيطانية الجديدة التي أعلنت حكومة الاحتلال عن بنائها، ستتمحور معظمها في مدينة القدس المحتلة. وقال حنتش أن سلطات الاحتلال تسارع الزمن، وتوهم العالم بإجراء مفاوضات ثنائية مع الجانب الفلسطيني، لكن حقيقة الأمر أنها تريد إيهام الرأي العام، ووقف السلطة سعيها لرفع دعوات ضدها في المحافل الدولية، واستكمال مخططاتها الاستيطانية". ولفت النظر إلى أن سلطات الاحتلال تحاول ضم المستوطنات العشوائية إلى مستوطنات كبيرة من أجل تشكيل حزام استيطاني يفصل ويفكك الضفة الغربية، ويزيد من فرصة نهب المزيد من الأراضي من خلال إجبار المواطنين على الرحيل بسبب الخشية من اعتداءات المستوطنين المتكررة بحقهم.
أما خبير الاستيطان خليل التفكجي فأكد أن كل هذا المخطط هو بغية رفع عدد المستوطنين إلى مليون مستوطن في الضفة الغربية كما أن الجانب الإسرائيلي يعمل على خلق دولة مستوطنات في الضفة الغربية ضمن رؤيته وترسيم حدود للضفة الغربية ضمن رؤيته أيضا، أمام فيما يتعلق بعملية السلام و مشاريع الأمريكية الأخيرة ضمن خطة كيري يتم استغلالها لتنفيذ هذه الخطة.
بلال-ق