محلي

سكان حي بوخلوف ببني حواء يصارعون البدائية والتهميش وإهمال السلطات

الشلف

 

خلص سكان حي بوخلوف التابع إداريا إلى بلدية بني حواء بأقصى شرق ولاية الشلف، متمثلة في إهمال المجالس المحلية المتعاقبة لهم ونسيانهم بدليل لجوئهم إلى بلدية الداموس الواقعة أقصى غرب ولاية تيبازة المجاورة من أجل الدراسة واقتناء حاجياتهم وقضاء مختلف أمورهم الأخرى، حيث لا يربطهم ببلديتهم سوى الاسم والوثائق التي يستخرجونها بشق الأنفس فقط حسب تصريحاتهم، مطالبين الوالي والجهات المعنية والوصية والمجلس المحلي المنتخب الذي ينحدر منه أحد النواب بضرورة التدخل العاجل والسريع من أجل انتشالهم من واقعهم المرير والاستجابة إلى انشغالاتهم التي تتقدمها إصلاح الوضعية الكارثية للطريق الجبلي المتحفر وتزويد الحي بالمياه الشروب وربط سكناتهم بقنوات الصرف الصحي والغاز وإيجاد حل سريع لمشكل انقطاع التيار الكهربائي وضعفه وكذا الاستجابة إلى انشغالات عشرات الشباب من خلال توفير مناصب عمل وتزويد الحي بملعب جواري وقاعة للعلاج وملحق إداري ومجمع مدرسي لفك العزلة عنهم.

ويعد الوصول إلى حي بوخلوف ببني حواء الذي يضم في جنباته ما يربو عن الـ 1500 نسمة، ضربا من التحدي والمعاناة التي يكابدها الراجلون وكذا أصحاب المركبات نظرا للتحفر الشديد الذي يشهده المسلك الوعر في شكل منحدر، حيث يعاني قاطنو الحي طوال أيام السنة نظرا للطبيعة الترابية التي يتواجد عليها الطريق الوحيد الذي يربطهم بالطريق الوطني رقم 11 إلى انتعال أحذية بلاستيكية ووضع أكياس بأرجلهم للتخفيف من حدة الطمي والوحل، حيث تتضاعف معاناتهم شتاء بسبب توحل الطريق وتحوله إلى أطنان من الطمي والبرك المائية التي تعرقل سير المركبات والراجلين على حد سواء وهو الوضع الذي يسبب الكثير من الإحراج لأبنائهم المتمدرسين نظرا لتوحل أحذيتهم. وفي هذا الخصوص صرح لنا أحد سكان الحي أن حرجا كبيرا يصابون به أثناء زيارتهم من طرف أقارب لهم، فيما يتوجسون خيفة من تهاطل الأمطار أثناء إقامة الأفراح وبالخصوص زف بناتهم نظرا لاستحالة ولوج مواكب الأعراس إلى الحي وكذا شاحنات رجال الإطفاء والحماية المدنية عند نشوب الحرائق أو نقل المرضى.

سكنات طوبية وأخرى مصنوعة من بقايا القش والخردوات في زمن المليوني وحدة سكنية

هذا، وتعاني عشرات العائلات بالدوار المنسي مثلما يفضل سكانه تسميته تحت أسقف سكنات مصنوعة من بقايا القش والخردوات دون أن تنال نصيبها من أموال الدعم الريفي والسكن الريفي والإعانات، الأمر الذي دفع بالعديد من العائلات إلى تغيير مقر الإقامة بحثا عن العيش الكريم، تاركة وراءها أراضيها الفلاحية الخصبة، وما زاد من معاناة العائلات هي افتقار سكناتها إلى ضروريات العيش الكريم كالربط بقنوات الصرف الصحي والماء والغاز وغيرها من عوامل الاستقرار، في زمن الحديث عن مليوني وحدة سكنية في مختلف الصيغ.

مئات العائلات محرومة من المياه الشروب والاستعانة بـ"حفر العين"

وروى سكان الحي لنا بمرارة معاناتهم أزمة المياه الشروب التي تضرب الحي منذ عدة أسابيع بسبب عطب أصاب مضخة جلب المياه من إحدى الآبار المجاورة حيث صادفنا لدى زيارتنا أطفالا وهم منهمكين بعد يوم دراسة شاق بجلب المياه من أحد الينابيع المجاورة للحي وبالقرب من الوادي، كما أن سكناتهم غير موصولة بشبكة الصرف الصحي، وفي هذا الإطار وجدوا أنفسهم مجبرين على تشكيل ما يعرف بحفر العفن والتي تصب في أسفل الوادي الذي يفصل بين ولايتي تيبازة والشلف مشكلة تهديدا صحيا وبيئيا كبيرا نظرا لانتشار مخاطر الإصابة بالأمراض والحشرات السامة واللادغة، كما طرحوا مشكلتهم مع غياب الغاز الطبيعي الذي يبقى بعيد المنال رغم شكاويهم المتكررة وقطعهم للطريق من أجل لفت انتباه السلطات.

خسائر فادحة يتكدبها الفلاحون على مدار السنوات الماضية دون تعويض

وقال عدد من الفلاحين بالحي أن محاصيلهم الزراعية خلال السنوات الثلاث الماضية قد تعرضت إلى التلف نتيجة ارتفاع منسوب مياه الوادي المجاور والتي فاضت على بيوتهم البلاستيكية دون أن يستفيدوا من تعويض السلطات عن الخسائر التي تعرضوا لها،مطالبين بتدخل وزير الفلاحة لإنصافهم.

رئيس الدائرة يؤكد عدم معرفته للحي أثناء محاولته امتصاص غضب السكان

وما حز في أنفس محدثينا بعد ولوجنا إلى الحي التي لم تكن إلا بشق الأنفس سيرا على الأقدام نظرا لصعوبة السير على متن المركبات في دروب مكسرة، هو تصريح رئيس دائرة بني حواء منذ أشهر عند تنقله إلى الجسر الفاصل بين الولايتين عقب قطع الطريق الوطني رقم 11 من طرف عديد السكان احتجاجا على مقتل طفل في حادث مرور أليم نتيجة غياب ممهلات، أين قال ذات المسؤول أنه لم يسمع سابقا بالحي، كما أن مقابلتهم للوالي قبل نحو 03 سنوات لدى زيارته إلى البلدية وطرح انشغالاتهم وتلقيهم وعودا من قبله لم تؤت أكلها وبقيت حبيسة الأدراج دون أن تتحقق، وصوبوا مدافعهم نحو المنتخبين المحليين والولائيين ونواب الشعب الذين لا يزورونهم إلا عند اقتراب المواعيد الانتخابية من أجل منحهم وابلا من الوعود الوردية ثم نسيانهم، كما أن السلطات تتجنب إدراج الحي ضمن زيارات الوالي لتفادي الإحراج نظرا لاستحالة الوصول إليه رغم أنه لا يبعد عن الطريق الوطني رقم 11 الساحلي إلا بنحو كيلومتر فقط وعن مركز بلدية الداموس بنحو 3 كلم.

موتى يشيعون على الأكتاف وقمامات لا تجد من يرفعها

وحمل السكان المسؤولية إلى مسؤوليهم نظرا لطوق النسيان المضروب عليهم، فحتى المقبرة والطريق المؤدية إليها لم تحظ باهتمام الوصاية، وموتاهم يشيعون على الأكتاف في مشاهد مؤسفة تنم عن الإهمال والتهميش الذي يتعرضون له منذ عشرات السنين، دون أن تجد مراسلاتهم وشكاويهم المتكررة آذانا صاغية، كما أن شاحنات رفع القمامة لا تزور الحي بسبب الطريق الذي طالبوا على الأقل بتسويته ولو ببقايا الزفت في انتظار تعبيده بشكل نهائي وذلك من أجل التخفيف من وطأة التنقل عبره على متن الجرارات.

خسائر فادحة في الأجهزة الكهرومنزلية بسبب ضعف وانقطاع التيار الكهربائي

وطرح السكان المتضررون هاجس الانقطاعات المتكررة للتيار الكهربائي وضعفه في أغلب الأحيان واستعانتهم بالشموع من أجل مراجعة أبنائهم لدروسهم المضطرين لمزاولة دروسهم ببلدية الداموس، حيث أن انقطاعات التيار الكهربائي كثيرا ما كلفتهم تعرض أجهزتهم الكهرومنزلية إلى الأعطاب والإتلاف، كما تغيب الإنارة العمومية عن أكثر من 1500 نسمة محولة الحي الريفي إلى شبه مقبرة ليلا.

... وعشرات الطلبة والإطارات والشباب محرومون من خدمات الهاتف الثابت والأنترنت

ويحرم العشرات من الطلبة والتلاميذ والإطارات والموظفين المنحدرين من الحي وكذا جانب كبير من الشباب من خدمات الهاتف الثابت والشبكة العنكبوتية رغم حاجتهم الماسة إليها منأجل إنجاز بحوثهم والإبحار في الأنترنت التي حولت العالم إلى قرية صغيرة.

هذا ويحرم عشرات الشباب من مرافق ترفيهية ورياضية من شأنها أن تخفف من حدة الفراغ القاتل، كما يحرم السكان من ملحق إداري من اجل تسهيل استخراج وثائقهم وقاعة للعلاج للتخفيف من معاناة المرضى وبالخصوص الحوامل اللواتي يتعرضن إلى النزيف والمضاعفات الصحية بسبب تكسر الطريق واهترائه، كما طالبوا أيضا بمجمع مدرسي لتجنيب فلذات أكبادهم أخطار الطريق الذي كان مسرحا لوقوع العديد من حوادث المرور الأليمة التي دفعت السكان إلى الاحتجاج بالإضافة إلى المطالبة بملعب جواري، وهي المطالب التي دوناها في كراستنا علها تجد آذانا صاغية لدى الوصاية.

المسؤولون الأوصياء مطالبون بالتدخل العاجل من أجل امتصاص غضب السكان الساخطين

هذا ويبقى المسؤولون الأوصياء مطالبون بالتنقل العاجل والسريع إلى الحي من أجل رفع انشغالات السكان وامتصاص غضبهم تجنبا للجوئهم إلى الاحتجاج من أجل إيصال ندائهم، وذلك بدءا بإصلاح وضع الطريق وإدراج مشاريع جوارية للتخفيف من حدة معاناتهم بدل توجيه الوعود الكاذبة والجوفاء.

 

 

من نفس القسم محلي