دولي
آلاف المقاومين يتجهزون فوق الأرض وتحتها وندعو لتشكيل حكومة وحدة وطنية
هنية في الذكرى الثانية لصفقة وفاء الأحرار:
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 19 أكتوبر 2013
الأقصى جزءٌ من عقيدة المسلمين ولن يكون إلاَّ إسلامياً خالصاً والأقصى لا يقبل القسمة الزمانية أو المكانية
أكد رئيس الوزراء إسماعيل هنية في خطابه بمناسبة الذكرى الثانية لصفقة وفاء الأحرار، أن ملف الأسرى في سجون الاحتلال مفتوح ولن يغلق إلا بتحريرهم جميعاً، كما دعا شعوب الأمة العربية والإسلامية إلى انتفاضة الأقصى الكبرى من طنجة إلى جاكرتا، وفيما يتعلق بالمصالحة، أكد أنها ضرورة وطنية وخيار إستراتيجي، داعياً لإنجازها في أسرع وقت ممكن، متهما واشنطن بتعطيلها.
وتطرق هنية لملفات وقضايا عديدة مبينا رؤية حكومته لها ومواقفها منها. وبدأ هذه الملفات بموضوع القدس والأقصى، حيث أكد أن القدس تتعرض بشكل غير مسبوق للتهويد الكامل بتشريد أهلها عنها والتضييق عليهم لحملهم على الهجرة منها لكي تبقى خالصة لليهود.
قال اسماعيل هنية أمام حشد كبير من الشخصيات الوطنية الفلسطينية في مدينة غزة في الذكرى الثانية لصفقة وفاء الأحرار: "استذكر في هذا الموقف شهداء شعبنا الفلسطيني في سورية والذين قضوا غرقًا في رحلة البحث عن مأوى في مياه المتوسط بعد أن ضاق بهم وطنهم العربي واسأل الله ان يتغمدهم بواسع رحمته واقول لأهلهم وذويهم صبرًا يا أهلنا فإن الفجر والنصر قادمان بإذن الله رغم مرارة الوضع ووعورة الطري".
واضاف "ما أعظم ان يكون الكلام في ذكرى الانتصار التاريخي الذكرى الثانية لصفقة وفاء الأحرار الملحمة البطولية التي سطرها الشعب الفلسطيني وافتخرت بها كل شعوب الأمة، هذه الصفقة التي ألغت الخطوط الحمراء للكيان الصهيوني والتي وصفها المسؤولون الصهاينة انها الضربة الاكثر ايلاما للكيان".
وقال "تتجلى أمامنا ركائز هذا الانتصار العظيم المتمثلة في المقاومة الركيزة الاولى في صناعة هذا النصر المقاومة على رأسها كتائب القسام صانعة النصر التي هزت نظرية الامن الصهيوني وانجزت نصرا تاريخيا".
واكد "نصر في عملية أسر شاليط، ونصر في اخفاءه والاحتفاظ به خمس سنوات رغم تسخير العدو كافة وسائل الامنية للبحث عنه، ونصر في التفاوض وفرض شروط المقاومة على العدو تحقق بها تحرير أسرانا الأبطال الذين يشاركون معنا الآن في هذه القاعة في تخليد هذا اليوم الوطني الكبير، ويقف أمامنا شامخا مهندس هذا النصر الشهيد القائد أحمد الجعبري (أبو محمد)".
وتابع "نقول لإخوانه (أي الجعبري) من قيادات القسام وفصائل المقاومة الذين حرروا أسرانا بالمقاومة: أيها البطل المقاوم عرفت الطريق فلزم وشعبنا معكم ولن يخذل الاسرى ولن يتخلى عن المقاومة".
وواصل "الركيزة الثانية لهذا الانتصار، والحديث لهنية، هي كل الوسطاء الذين بذلوا جهدهم من أجل اتمام الصفقة والافراج عن الاسيرات والأسرى الشقيقة الكبرى مصر والتي قامت بدور الوسيط والشقيق بصورة مهنية عالية من خلال جهاز المخابرات العامة حيث استمرت جهودها الكبيرة عدة سنوات الى ان توجهت بإتمام الصفقة في عهد ثورة 25 يناير
وقال "لمصر خالص الشكر والتقدير، وهذه فرصة للتأكيد على موقف شعبنا وموقف حكومتنا وموقف حركة حماس تجاه مصر في كل عهودها وفي كل المراحل والظروف وحرصنا على مصالح مصر واستقرارها وامنها القومي".
واكد" اليوم نؤكد لكل العالم في ذكرى صفقة وفاء الاحرار أن ملف أسرانا مفتوح ولم يغلق الا بتحريرهم جميعًا".
وحذر هنية من المخططات الممنهجة التي تتعرض لها مدينة القدس المحتلة، وذلك في ظل استمرار المفاوضات التي يتخذها المحتل غطاءً لهذه الممارسات، بالإضافة إلى محاولة تجميل صورته أمام العالم. وأكد أن المسجد الأقصى جزء من عقيدة المسلمين ولن يقبل القسمة الزمانية أو المكانية ولن يستطيع الاحتلال فرض سياسة الأمر الواقع. وخاطب هنية المحتل الإسرائيلي "إن جرائمك بحق الأقصى لن تعطيك الشرعية فيه أو تغيير معالمه، بالرغم من محاولات التغيير والطمس التي يقوم بها تجاه المدينة، وأضاف "القدس لن تسقط ما دام فينا عرق ينبض".
واضاف "إننا نتابع باهتمام بالغ وبمشاعر القلق والألم والغضب ما يجرى في القدس والأقصى وما يدور حولهما من كيد وتهويد ومؤامرات ومهادنة ومساومة وتنازلات، فالأقصى يتعرض لخطة ممنهجة تهدف إلى السيطرة عليه وتغيير معالمه، والقدس اليوم تعاني من التهويد والتهجير والطرد، وتغيير البنية الديمغرافية وهدم المنازل ومنع البناء، وتدنيس واستهداف المقدسات الإسلامية والمسيحية، واغتصاب آلاف الدونمات لصالح المشروع الصهيوني (القدس الكبرى) الذي سينتهي عام 2020 (حسب مخططهم) والذي لن يتجاوز عدد المقدسيين عن 20% من سكانها وما الجدار العازل إلاَّ حلقة من حلقاته.
كما أن الاحتلال شرع في الإجراءات العملية لتقسيم الأقصى مكانياً وزمنياً، وذلك من خلال السماح للمستوطنين والمتطرفين اقتحام المسجد واستباحته والإساءة إلى رمزيته الدينية والتاريخية ويسعى العدو إلى الوصول بالمسجد الأقصى إلى مصير مشابه لمصير الحرام الإبراهيمي تمهيداً لهدمه وبناء الهيكل المزعوم على أنقاضه، ويجري كل ذلك بقرار سياسي احتلالي صدر عن الكنيست وليس تصرفات فردية، وها نحن نرى على رأس المقتحمين أعضاء كنيست ووزراء وقيادات حزبية.
وتتزامن هذه الهجمة الشرسة مع ممارسات العدو في الضفة الباسلة والتي لا تقل خطورة وعدوانية وتتمثل في: تسريع وتيرة الاستيطان وسرقة الأراضي وبناء الجدار والتهويد وتقطيع أوصال الضفة واعتداءات المستوطنين والقتل والقمع والحواجز والاعتقالات المتواصلة.
ونحن ندرك بأن العدو يسارع في خطواته ضد القدس والأقصى والأرض الفلسطينية، مستغلاً المفاوضات التي لا توشك على الانتهاء ومستفيداً من التنسيق الأمني ومن واقعنا المؤلم المتمثل بالانقسام الفلسطيني، وانشغال الأمة بهمومها وجراحها المحلية، وحالة الاستقطاب الحاد، وتغييب المقاومة والملاحقة الأمنية لها ومطاردتها عبر ما يسمى بالتنسيق الأمني، واستخدام العدو للمفاوضات الفلسطينية الصهيونية غطاء لهذه الممارسات والاعتداءات وتجميلاً لصورته أمام العالم.
إننا أمام هذه الهجمة الشرسة التي تستهدف القدس والأقصى، نؤكد بأن المسجد الأقصى جزءٌ من عقيدة المسلمين ولن يكون إلاَّ إسلامياً خالصاً والأقصى لا يقبل القسمة الزمانية أو المكانية ولن يستطيع الاحتلال فرض سياسة الأمر الواقع عبر الاقتحامات والاعتداءات المستمرة ضد المرابطين والمصلين فيه، وإن جرائمه ضد الأقصى لن تجلب له حقا فيه ولن تفلح في طمس هويته وتغييب معالمه.
وإذا نجح الاحتلال مؤقتاً في تشويه المعالم، ومصادرة الحقوق وتزوير الحقائق وتهويد المقدسات الإسلامية والمسيحية؛ فإنه لن ينجح في اقتلاعها من قلوبنا وعقولنا، ولن ينجح في إسقاط مهابتها وقداستها، فالقدس لن تسقط ما دام فينا عرق ينبض، وحماة أباة في الأقصى يرابطون, يسجلون مآثر الذين ساروا على طريق عمر وصلاح الدين والأبرار والصالحين، فمهما جرَّحوا في جنبها، ومهما دكَّوا من منازلها وزلزلوا من شرفاتها ومهما غيروا من عناوين ومهما فتحوا من زنازين، ومهما حفروا من أنفاق ستبقي القدس عصية على الغزاة والمارقين تئن من الألم ولا تستغيث، تنزف دماً ولا تستنجد.
واليوم إذ نلتقي حول القدس ترنوا عيوننا إلى جهود من شعوب وقادة الأمة لم تبذل بعد لنصرة القدس وأهلها، ترنوا عيوننا إلى المقاومة وهي ترفع راية فلسطين وتزحف نحو القدس الحبيبة، وندعو من هنا إلى أن تتحلق القلوب حول الأقصى وتتوحد البنادق باتجاه القدس.
ودعا هنية الرئيس عباس الى الاسراع بتشكيل حكومة وحدة وطنية والترتيب لإجراء انتخابات رئاسية وتشريعية وطنية.
وقال هنية "قدمنا كل ما يخدم الامن القومي المصري ولا اريد ان افصل في هذا الموضوع ولم نعتد ولم تخطئ البوصلة ونحن حريصون على امن مصر كحرصنا على امن قطاع غزة".
وأضاف "لسنا طرفا في اي حوادث تجري في سيناء او غيرها في مصر ولا نخفي شيء تحت الطاولة وبنادقنا ضد العدو الصهيوني فقط ونشعر بالصدمة من كيفية تناول بعض المواقع ومسؤولين لحماس وكانها تريد الشر لمصر ونحن لا نريد لمصر الا كل الخير ونتوقع منها كل الاحتضان".
ودعا هنية الاجهزة القضائية للتقدم باي دليل رغم يقيننا بان لا احد متورط في احداث مصر مؤكدا ان معركتنا ضد الاحتلال ولن ننحرف الى اي صراعات بعيدا عن صراعنا الرئيس مع العدو ولن ننجر الى اشي يؤدي الى توتير الاجواء مع مصر او اي دولة عربية مطالبا بوقف الحملة ضد حماس واهلنا ووقف الاجراءات التقييدية .
واضاف "غزة تتوقع الحصار والعدوان من العدو ولا نتوقع من اشقائنا في العقيد الا المساندة والدعم وانجاز المصالحة ونقول لاخوتنا في مصر بان حماس والشعب الفلسطيني ليست عدوا لكم ومن في غزة هم اخوانكم وسند وعمق لكم".
وقال "الحصار سبب المعاناة لشعبنا" محملا الاحتلال الصهيوني المسؤولية الكاملة لهذا الحصار والذي يشكل جريمة ضد الانسانية مضيفا "ندعو الاشقاء في مصر الى فتح معبر لنستغني عن الانفاق .
وقال من حق مصر اتخاذ الاجراءات لحماية امن مصر دون ان تكون على حساب غزة ومقاومتها" مطالبا "الجامعة العربية والامم المتحدة واحرار العالم بادانة جرائم الاحتلال ورفع قضايا ضد جرائم الاحتلال.
وقال"رغم ما يخطط لشعبنا من خلال التضييق على غزة فان غزة ستفاجئ الاصدقاء والاعداء بقدرتها على الصمود والتصدي وتحويل التحديات الى انتصارات."
وأضاف هنية قائلاً: "كما عبرنا ونؤكد اليوم على موقفنا الثابت برفض أية تدخلات خارجية في شؤون الدول العربية والإسلامية، ورفض أي عدوان على أي دولة منها، وعلى ضرورة الابتعاد عن الاستقطاب أو الصراع الطائفي والمذهبي لتظل الامة موحدة في أقطارها الوطنية وشؤونها الداخلية وموحدة كذلك خلف فلسطين في معركة الجلاء والتحرير".
ودعا هنية "الدول العربية إلى تجنيب اللاجئين ويلات الصراعات الداخلية للدول وان ما نراه من الآثار الكارثية للحرب في سورية على اللاجئين الفلسطينيين وما نراه من آثار على اللاجئين الفارين إلى مصر أو لبنان أو أوروبا يدفعنا إلى ضرورة التحرك الجماعي لوقف النزيف الذي يتعرض له الفلسطيني من منفي إلى منفي، وهذا يتحتم علينا أيضاً أن نجعل العودة عنوان أي مشروع أو برنامج وطني فلسطيني، ولا معنى لأي برنامج يحاول القفز عن قضية اللاجئين فهي جوهر القضية الفلسطينية وهي الهدف الرئيس".
وطالب "الأخ الرئيس أبو مازن والإخوة في حركة فتح والسلطة في رام الله إلى التعاون المشترك والعمل معاً من أجل تخفيف معاناة اللاجئين الفلسطينيين في تلك الساحات وما يعانونه جراء الأزمات في تلك الدول".
وأضاف فلسطين أون لاين، 19/10/2013، أن هنية أكد أن التمسك بالثوابت مجدداً هي مجموعة من المسلمات التي لا تتغير ولا تتبدل، أولها "إننا نثق بالله وبنصره، فنحن قد مررنا بصعاب جمة وتحديات جسيمة ومعارك طاحنة فكان يهدينا رشدنا ويلهمنا صبرنا ويقوي عزائمنا ونخرج من كل محنة أشد عوداً. ثقتنا بشعبنا الفلسطيني الذي ما زال يناضل ويقاوم من أجل تحرير وطنه واستعادة حقوقه وحافظ على الثوابت بروحه ووجدناه، ويحلم بإقامة دولته على كامل التراب المقدس، وخرج عن بكرة أبيه يهتف للمقاومة ويجدد ثقته بهذا الخط الثابت".
وأضاف أن المسلمة الثانية، هي الثقة الغالية بالمقاومة وهي الثابت الاستراتيجي في بحر الصراع، والتي صنعت الأمجاد بالمخلصين والأوفياء من أبناء شعبنا، يتجهزون بصمت للمعارك القادمة في فلسطين، مشيراً إلى أن الآلاف من المقاومين تحت الأرض وفوقها يتجهزون لمعركة تحرير فلسطين، ويعلنون للعدو ولغيره أن لفلسطين رجالها ودروعها، وأن أبناء المقاومة ورجالها ينتظرون لحظة اللقاء.
وشدد هنية على أن المقاومة تقف بالمرصاد للمؤامرات، وأنها تقوى وتكبر وتتحلى بالثقة المطلقة في المستقبل وحتمية الانتصار. وقال إن من المسلمات الثقة بأمتنا وشعوبها التي ما تخلت يوماً عن تقديم الغالي والنفيس من أجل فلسطين، لتدعم المقاومة وشعبنا وصموده في وجه الاحتلال، مضيفاً:" هذه الثقة بالأمة راسخة كالجبال، أمتنا كسرت عن كاهلها حاجز الخوف والرضوخ ولن يستطيع أحد كائناً من كان أن يقهر إرداتها أو أن يمنعها من احتضان قضيتها المركزية القدس والأقصى".