دولي

القدس لن تسقط ما دام فينا عرق ينبض

إسماعيل هنية:

عبر رئيس الوزراء الفلسطيني اسماعيل هنية عن بالغ القلق والألم والغضب لما يجري في القدس والأقصى وما يدور حولهما من كيد وتهويد ومؤامرات ومهادنة ومساومة وتنازلات، محذراً من أن الأقصى يتعرض لخطة منهجية تهدف إلى السيطرة عليه وتغيير معالمه.
وبين هنية في خطاب ألقاه قبل يوم السبت أن القدس اليوم تعاني من التهويد والتهجير والطرد، وتغيير البنية الديمغرافية وهدم المنازل ومنع البناء، وتدنيس واستهداف المقدسات الإسلامية والمسيحية، واغتصاب آلاف الدونمات لصالح المشروع الصهيوني القدس الكبرى الذي سينتهي عام 2020 حسب مخططهم والذي لن يتجاوز عدد المقدسيين عن 20% من سكانها وما الجدار العازل إلاَّ حلقة من حلقاته.
وأشار هنية  أن تلك الهجمة الشرسة تتزامن مع ممارسات العدو في الضفة الباسلة والتي لا تقل خطورة وعدوانية وتتمثل في: تسريع وتيرة الاستيطان وسرقة الأراضي وبناء الجدار والتهويد وتقطيع أوصال الضفة واعتداءات المستوطنين والقتل والقمع والحواجز والاعتقالات المتواصلة. وشدد هنية على أن المحتل الإسرائيلي يستغل المفاوضات التي لا توشك على الانتهاء ويستفيد من التنسيق الأمني وواقعنا المؤلم المتمثل بالانقسام الفلسطيني، وانشغال الأمة بهمومها وجراحها المحلية، وحالة الاستقطاب الحاد، وتغييب المقاومة والملاحقة الأمنية لها ومطاردتها عبر ما يسمى بالتنسيق الأمني لتهويد القدس واستخدام العدو للمفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية غطاء لهذه الممارسات والاعتداءات وتجميلاً لصورته أمام العالم.
وأمام هذه الهجمة الشرسة التي تستهدف القدس والأقصى، أكد رئيس الوزراء بأن المسجد الأقصى جزءٌ من عقيدة المسلمين ولن يكون إلاَّ إسلامياً خالصاً ولا يقبل القسمة الزمانية أو المكانية ولن يستطيع الاحتلال فرض سياسة الأمر الواقع عبر الاقتحامات والاعتداءات المستمرة ضد المرابطين والمصلين فيه. وبين أن جرائمه ضد الأقصى لن تجلب له حق فيه ولن تفلح في طمس هويته وتغيب معالمه، وأضاف: إذا نجح الاحتلال مؤقتاً في تشويه المعالم، ومصادرة الحقوق وتزوير الحقائق وتهويد المقدسات الاسلامية والمسيحية فإنه لن ينجح في اقتلاعها من قلوبنا وعقولنا، ولن ينجح في اسقاط مهابتها وقداستها، فالقدس لن تسقط ما دام فينا عرق ينبض، وحماة أباة في الأقصى ترابط يسجلون مآثر الذين ساروا على طريق عمر وصلاح الدين. ودعا هنية الشعب الفلسطيني إلى شد الرحال إلى المسجد الأقصى والرباط فيه عملاً بسنة أسسها الأولون، موجهاً التحية للمرابطين في المسجد الاقصى وحماته وعلى رأسهم الشيخ رائد صلاح. كما عبر رئيس الوزراء الفلسطيني عن فخر الحكومة واعتزازها بالمقاومة الفلسطينية في الضفة الغربية بكل مظاهرها الشعبية والمسلحة ورفضها كل أشكال ملاحقتها في إطار التعاون الأمني، ووجه التحية لأبطال شهداء العمليات الأخيرة في الضفة الشامخة، داعيةً أبناء الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة إلى أن يهبوا في كل لحظة وكل حين في ظل هذه المخاطر التي تحدق بالقدس والأقصى.
م. د

من نفس القسم دولي