محلي
تكدس الأوساخ بالمدينة الجديدة علي منجلي مسؤولية يتحمّلها المواطنون
قسنطينة
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 14 أكتوبر 2013
اعترف العديد من سكان المدينة الجديدة "علي منجلي" بقسنطينة أن ظاهرة انعدام النظافة التي تطبع عديد الأماكن بهذا القطب الحضري من خلال تكدس الأوساخ بمحيط العمارات مسؤولية يتحملها بالدرجة الأولى المواطنون.
وعلى حد تعبير مختار.ب (71 سنة) متقاعد ويقطن بالطابق السابع لإحدى أبراج وكالة ترقية وتطوير السكن "عدل" بوسط شارع جيش التحرير الوطني فإن المظهر المجاور لبعض عمارات المدينة الجديدة "مؤسف جدا" حيث "لا يمكن المشي عبر أرصفة هذه المدينة دون القفز أو تفادي المرور ببعض الأماكن بالنظر إلى الروائح الكريهة المنبعثة جراء تكدس الأوساخ ومختلف النفايات وحتى أمام محلات تجارية مغلقة وبنايات عمومية ومؤسسات تربوية".
ويرى السيد مختار أنه من السهل جدا تحميل المسؤولية لبلدية الخروب وحدها باعتبار المدينة الجديدة "علي منجلي" تابعة لها إداريا مضيفا أنه "على الرغم من الإرادة الحسنة والوسائل المادية الجد المتطورة المسخرة فإن عمال جمع ونقل النفايات ليس بإمكانهم أبدا التكفل بهذه الوضعية أمام عدم تحلي السكان بالحس المدني والمسؤولية وعدم مشاركتهم في تنظيف المحيط المباشر لسكناتهم" على حد تعبيره.
أكياس ونفايات ترمى من الشرفات
ويشاطر رأي هذا المسن عبد الحفيظ.س (42 سنة) وهو مدرس حيث يقول: "أقطن بأحد الأبراج وعادة ما أشاهد بعض الجيران يرمون من شرفاتهم أكياسا ونفايات غير مكترثين".
وإلى جانب ذلك -يضيف ذات المتحدث -"الكثير من الأسر خاصة تلك التي تسكن بالطوابق العليا لأبراج وكالة عدل تكلف أطفالها الصغار بإخراج أكياس نفايات تزن ما بين 10 إلى 15 كلغ".
ومن جهته حمل مواطن آخر يقطن بـ"علي منجلي" وهو مراد.ب طالب (21 سنة) "الجزء الأكبر من المسؤولية لأصحاب المحلات التجارية وخاصة منهم أصحاب المقاهي والمطاعم الذين وبحجة أنهم يقومون بتنظيف محلاتهم يرمون بمياه التنظيف وبكل البقايا في حواف الممرات والطرق وحتى بقايا الأطعمة والعظام والخبز وكذا أكواب بلاستيكية مستعملة".
ويوضح في هذا السياق أن "أغلبية زبائن المقاهي يتجولون بالأكواب البلاستيكية ويرمون بها في كل مكان خاصة أن المقاهي بعلي منجلي تقدم خدماتها عشرات الآلاف من الزبائن يوميا وتصوروا ما ينجم عن ذلك" كما قال.
ويعاود مختار المسن المتقاعد القول "شاهدوا كل هذه الأوساخ والطين والأكواب المعدنية للجعة الفارغة المرمية بمدخل إحدى محولات الكهرباء لسونلغاز" متسائلا: "هل لا يوجد مسؤول عن هذه المؤسسة".
وقال مختار "مدينتنا التي تتأهب لاحتضان حدث كبير بعد أقل من سنتين (قسنطينة عاصمة الثقافة العربية 2015) كيف يمكنها أن تتحمل وضعية كهذه".
وأمام هذه الوضعية ترى السيدة سلوى حمودي نائبة رئيس بلدية الخروب مكلفة بالنظافة والصحة والبيئة أن مصالح النظافة للبلدية "قد اختلطت عليهم الأمور أمام هذه الفوضى التي زاد من حدتها انعدام المفارغ العمومية للنفايات".
وأضافت هذه المنتخبة أن المفرغة الوحيدة التي تم وضعها مؤخرا بشكل مؤقت بعلي منجلي "لا تستجيب لاحتياجات هذا التعداد الهائل من السكان" قبل أن تؤكد أن "انتشار النفايات المنزلية بهذه المدينة يعود كذلك إلى القضاء على المفرغة العمومية التي كانت تقع بالقرب من غابة البعراوية ببلدية الخروب".
وكانت هذه المفرغة تمثل مشكلا حقيقيا بالنظر إلى أنها تتسبب في إزعاج ومصدر قلق السكان المجاورين خاصة الفلاحين الذين تقع مساحاتهم الفلاحية على مقربة منها.
إجراءات تتخذ دون تجاوب المواطن
وأضافت نفس المسؤولة أن إجراءات تهدف إلى إنشاء مفارغ عمومية جديدة للنفايات بهذا القطب الحضري قد تم الشروع فيها من طرف المجلس الشعبي البلدي بالتعاون مع مؤسسة التسيير الحضري للمدينة الجديدة "علي منجلي" مشيرة في هذا الشأن إلى أن المكان المخصص لذلك قد تم تحديده بالمدينة الجديدة ماسينيسا "في انتظار تحديد أماكن أخرى لهذا الغرض".
وأشارت السيدة حمودي كذلك إلى أن 5 مؤسسات خاصة معتمدة لدى البلدية مكلفة بجمع ونقل النفايات المنزلية بعلي منجلي "لا تكفي" بالنظر إلى العدد الهائل والمتنامي لسكان هذا القطب الحضري مضيفة أن 130 عاملا من بينهم 110 تابعين لمؤسسة التسيير الحضري للمدينة الجديدة "علي منجلي" مكلفين بجمع ونقل النفايات في هذه المدينة لكن ذلك يبقى غير كاف على حد تعبيرها.
وأشارت نفس المسؤولة إلى أن كمية النفايات المنزلية التي تجمع وتنقل يوميا بالمدينة الجديدة "علي منجلي" بواسطة 11 شاحنة تتسع لما بين 12 إلى 20 متر مكعب بالإضافة إلى وسائل أخرى وجرار تفوق 50 طنا مضيفة بوضع 700 سلة و380 مفرغات متحركة للنفايات 300 منها بسعة 660 لترا.
وأفادت السيدة حمودي كذلك أنه من مجموع 150 مليون دج خصصتها بلدية الخروب برسم 2013 للتكفل بجمع ونقل النفايات المنزلية عبر مجموع هذه البلدية 140 مليون دج منها موجهة للمدينة الجديدة "علي منجلي" وحدها وهي المجهودات التي أشاد بها المواطن مختار وعبد الحفيظ ومراد لكنهم اعتبروا أن ذلك يبقى مجرد صرخة في واد أمام عدم تحلي المواطنين بالحس المدني وبالاكتراث بنظافة محيطهم المباشر.