دولي

السلطة الفلسطينية تشن حملة لفرض القانون في جنين

حماس اتهمتها باستهداف فصائل المقاومة

 

يديعوت: السلطة اعتقلت من فشل الجيش باعتقالهم

وجدت السلطة الفلسطينية نفسها مرة ثانية أمام امتحان فرض القانون على مناطق في الضفة الغربية، بعدما أعلنت مرارا أنها نجحت في إنهاء حالة الفلتان الأمني في الضفة، ونزع الأسلحة غير المرخصة.

وبدأت أجهزة أمنية مدربة تدريبا عاليا حملة أمنية كبيرة يوم السبتفي مدينة ومخيم جنين شمال الضفة الغربية لفرض الأمن في المدينة التي أثارت قلق القادة والمسؤولين وشهدت حوادث متفرقة في الشهور الماضية، أثارت شكوكا حول قدرة السلطة على فرض الأمن وهددت بإحداث توتر كبير.

وظهرت مؤخرا مجموعات مسلحة في مخيم جنين ومناطق أخرى في المدينة، أطلقت النار على مسؤولين سياسيين وأمنيين واشتبكت كذلك مع الجنود الإسرائيليين في مشهد لم يتكرر من وقت طويل.

ومنذ سنوات لم يهدد مسلحون الأمن العام كمان كان عليه الحال في الشهور الماضية وكان ذلك آخر ما تحتاج له السلطة وهي تطالب بإقامة الدولة الفلسطينية على كل الضفة الغربية، وتقول إنها مستعدة لحفظ الأمن. ونجحت الكتيبة التاسعة، ووحدة العمليات الخاصة في اعتقال مجموعة من المطلوبين في جنين. وقال محافظ جنين اللواء طلال دويكات: "نفذنا عمليات في بعض القرى والأحياء وفي مخيم جنين من أجل البحث عن مطلوبين للعدالة ونجحنا في اعتقال مجموعة منهم". وكانت مئات من القوات المدربة خارج الأراضي الفلسطينية، وصلت قبل أيام إلى جنين استعدادا لتنفيذ الحملة التي تبدو الأكبر منذ سنوات. وأعطى الرئيس الفلسطيني محمود عباس التعليمات لبدء الحملة الأمنية كما أكد دويكات. وكان عباس وهو القائد الأعلى للقوى الأمنية الفلسطينية هدد مرارا من وصفهم بالخارجين عن القانون في جنين بالضرب بيد من حديد. ولا يريد عباس لقبضته الأمنية أن تهتز وقال في وقت سابق: "لن نسمح لأي طرف بأن يستغل أي ظرف مهما كان، للقيام بأعمال عبثية. سنعاقب هؤلاء الخارجين عن القانون، لأن توفير الأمن والأمان للمواطن الفلسطيني هو من أهم أولويات السلطة الفلسطينية". وطالما كانت مهمة الأجهزة الأمنية الفلسطينية، في تنفيذ الحملات الأمنية في الضفة الغربية صعبة ومعقدة ومحل اتهامات، في ظل تداخل المهمة التي طالت أحيانا مسلحين منفلتين ورجال عصابات وفي أحيان أخرى ثانية، مسلحين مقاومين. وأقر دويكات بحدوث اشتباكات، وقال إن "القوات الأمنية واجهت إطلاق نار من مجهولين خلال اقتحامها مخيم جنين، لكنه لم يؤثر على عمل القوات".

من جهتها هاجمت حركة حماس الأجهزة الأمنية في السلطة وقالت الحركة في بيان لها  "تابعنا بقلق كبير مجريات الحملة التي قامت بها أجهزة السلطة بحق مخيم جنين، وتفاجأنا من مجريات الأحداث التي سارت بها، والتضليل الإعلامي الذي صاحبها، بالادعاء أن الحملة كانت ضد الفلتان الأمني، والفساد والمفسدين" ورفضت حماس ما وصفته بـحملة الخداع والتضليل التي مارستها هذه الأجهزة ضد الرأي العام، بالإعلان أن الحملة تأتي لمحاربة الفساد والخارجين عن القانون، وهي في الحقيقة تستهدف بيوت وأسر المجاهدين الشهداء والمعتقلين والمناضلين. حيث قال الناطق باسم الحركة فوزي برهوم :" نستنكر وبشدة الحملة الأمنية الخطيرة والمستمرة والتي تقوم بها أجهزة الضفة والتي استهدفت مؤخراً محافظة جنين ومخيمها، مخيم الصمود والانتصار، حيث تقوم هذه الأجهزة وعلى مدار الساعة وبغطاء سياسي من حكومة الضفة وقيادة السلطة وبالتنسيق مع الاحتلال بملاحقة المقاومين والمجاهدين ورموز المقاومة وعناوين الشعب الفلسطيني واختطافهم واقتحام بيوتهم وتحطيم أثاثها والتعدي على حرماتها".

واعتبر ما تقوم به أجهزة عمل مشين وخطير وخروج عن الخط الوطني وعدوان أمني على أهلنا في محافظة جنين وخدمة للاحتلال الإسرائيلي وللنيل من المقاومة واستمرار تصفيتها. وأضاف "نحمل حكومة الضفة وقيادة السلطة وأجهزتها الأمنية المسئولية الكاملة عن هذا العدوان الأمني وندعوهم إلى وقف هذه الحملة فوراً والتوقف نهائياً عن ملاحقة المقاومين ورموز المقاومة وعناوين الشعب الفلسطيني ورفع يدها عن شعبنا ومقاومته الباسلة حتى يتسنى لهم الدفاع عن أنفسهم وحماية الأرض والمقدسات".

كما  أجمعت الفصائل الفلسطينية والأجنة العسكرية للمقاومة أن الحملة الأمنية التي تقوم بها أجهزة الضفة في مخيم جنين شمالي الضفة الغربية المحتلة هي استهداف صريح وواضح للمقاومة الفلسطينية وقياداتها وفي مقدمتهم حركة الجهاد الإسلامي وكتائب شهداء الأقصى. وعبرت الفصائل عن استيائها من مواصلة تلك الحملة وضرب السلطة في رام الله وأجهزتها الأمنية بعرض الحائط كل الأصوات المنادية بضرورة وقف الحملة كي لا تنحرف البندقية الفلسطينية عن مسارها الطبيعي.

من جهتها قالت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية في عددها الصادر يوم أمس الأحد إن الحملة الأمنية لأجهزة الشرطة الفلسطينية بمخيم جنين للاجئين شمال الضفة، أسفرت عن اعتقال 50 شخصا ممن تصفهم السلطة بالمطلوبين لها. وأضافت الصحيفة أن حملة الاعتقالات التي شنتها أجهزة الضفة، في مخيم جنين تهدف إلى بسط سيطرة السلطة على المدينة واعتقال عدد من الفلسطينيين المطلوبين لأجهزة الأمن في الضفة المحتلة. ولفتت إلى أن قوات كبيرة من عناصر أجهزة الضفة، دخلت يوم الأربعاء الماضي مخيم جنين، وقامت باعتقال عدد من كوادر حركة الجهاد الإسلامي، كانت قوات الجيش الإسرائيلي تحاول اعتقالهم منذ أشهر. وتابعت تقول:" أجهزة الضفة اقتحمت منزل القيادي في حركة الجهاد بسام السعدي، واعتقله بعد أن فشلت قوات الجيش الإسرائيلي باعتقاله في شهر أغسطس الماضي من العام الجاري.

وأشارت الصحيفة إلى أن عناصر السلطة الفلسطينية قتلوا مواطناً فلسطينياً خلال عدد من المواجهات التي صاحبت عملية اقتحام أجهزة الضفة لمخيم جنين قبل أسابيع، وفي تعقيب محافظ مدينة جنين على العملية الأمنية قال:" إن الأجهزة الأمنية اعتقلت عدة مطلوبين لإعادة الهدوء والأمن إلى المدينة" على حد قوله. 

لكن دويكات نفى أن تكون الحملة الأمنية تستهدف سياسيين وفصائل فلسطينية. وقال إن الحملة تستهدف مشاركين ومحرضين على أعمال الشغب مهما كانوا، ولا تطال فصائل سياسية. ففي الشهر الماضي أطلق مسلحون النار وألقوا عبوات على مقرات للأجهزة الأمنية، وخربوا ممتلكات عامة واستهدفوا مركبات. ولا يعرف بالضبط أعداد المسلحين في جنين التي كانت مسرحا لنشاط المسلحين من مختلف الفصائل. وشهد مخيم جنين معركة طويلة في 2002 بين مقاتلين والقوات الإسرائيلية، أكسبت المخيم رمزية كبيرة. ودعا النائب جمال حويل، من حركة فتح، أبناء مخيم جنين إلى عدم مواجهة الأجهزة الأمنية، فيما طالب الأجهزة الأمنية بضرورة احترام مشاعر الناس لحقن الدماء. وطالب الحكومة بالاهتمام بمحافظة جنين وتقديم الخدمات وفتح مناطق صناعية لاستيعاب العاطلين عن العمل لا سيما الخريجين. وأضاف: "إن الوضع السياسي صعب جدا والوضع الاقتصادي أصعب وهناك وعود لم نر منها شيئا".

ع-ب

من نفس القسم دولي