محلي

معاناة وتهميش والحل ليس قريبا

سكان قرى بلدية بني حواء بالشلف

 

 

تعتبر بلدية بني حواء منطقة معزولة عن العالم تقع في الشمال الشرقي من مقر ولاية الشلف، على بعد 110 كلم يحدها شمالا البحر الأبيض المتوسط، شرقا ولاية تيبازة، غربا بلدية واد قوسين، وجنوبا بلدية بريرة وتتوسط بلدية بني حواء مدينتي شرشال وتنس الساحليتين والمعروفتين بالنشاط التجاري خاصة أن كلتا المنطقتين تعرفان بميناءين مشهورين ولها مؤهلات سياحية هامة، ومن بين المناطق الأكثر سحرا وجمالا بمناظرها الخلابة، حيث لا يزال سكان هذه البلدية يتخبطون وسط جملة من المشاكل ذات الطابع التنموي، رغم وعود المسؤولين على المستويين المحلي والولائي، والتي لم تتجسد على أرض الواقع حسب السكان.

يواصل سكان هذه البلدية إرسال نداءاتهم المتكررة لإيصال انشغالاتهم إلى المسؤولين على كل المستويات، خاصة بالقرى التي تعتبر من أكبر مناطق البلدية كثافة في السكان، ما جعلهم يشكلون وعاءً انتخابيا هاما، كما تعتبر قِبلة للراغبين في خوض غمار الاستحقاقات المحلية والولائية كل خمس سنوات، وهم محملين بعديد الوعود المعسولة التي تتبخر مع إعلان النتائج الأولية لتلك الإنتخابات -حسب عدد من سكان هذه البلديات- حيث أن البلدية لم تعرف استثمارها في مشاريع تدر عليها وعلى قاطنيها بالربح الوفير ذلك أن السلطات المحلية والولائية والوطنية أهملتها إهمالا لم تهمله أي بلدية وتعرف عدة نقائص بالأخص فيما يتعلق بشق الأشغال العمومية إذ تعرف معظم الطرقات والأحياء أوضاع متردية مازالت تعرف عجزا مسجلا بالأخص التي تربط بعض المناطق النائية بمركز البلدية، إذ يجد السكان صعوبة كبيرة في التنقل يوميا خاصة في فصل الشتاء وعلى الرغم من تدخل السلطات المحلية وتخصيصها لأغلفة مالية قصد إعادة الاعتبار لبعض المسالك والطرق بتهيئتها إلا أنها تبقى غير كافية إذا قرنت بالانشغالات المطروحة لسكان الجهة، إذ نشير إلى أن بعض الجهات تعرف بصعوبة تضاريسها ومناطقها وهو الأمر الذي دفع بالكثير من أصحاب المقاولة إلى رفض بعض المشاريع، وزيادة على الطرقات تشهد الأحياء تردي هي الأخرى لنقص المشاريع الموجهة للتهيئة الحضرية التي تبقى تحتاج للتنمية فعلية، واهتمام من طرف السلطات المحلية خاصة إذا علمنا أن منطقة بني حواء تعتبر من أجمل المناطق على الشريط الساحلي بالشلف وتزخر بمناظر خلابة تؤهلها كي تكون منطقة سياحية من الدرجة الأولى، إلا أن غياب الاستثمار الفعلي بها لم يؤهلها بعد رغم إقبال بعض المستثمرين عليها الذين سرعان ما يغادرونها بسبب الظروف غير المساعدة في هذا المجال، كما تجدر الإشارة إلى أن بلدية بني حواء لم تستفد من برامج كافية تخص السكنات الاجتماعية التي تبقى مشاريعها محدودة جدا لا تعكس طموحات المواطن وعلى مسؤولي البلدية التطلع إلى برامج فاعلة ومشاريع من شأنها بعث التنمية بالمنطقة.

 

العديد من العائلات تحرم من السكن الريفي

تطالب العديد من العائلات التي تقطن داخل بيوت هشة تفتقد إلى أدنى شروط الحياة الكريمة تم انجازها بطرق فوضوية فوق أراضي تابعة لمصالح مديرية الغابات بمنطقة بوهيت المحاذية للطريق الوطني رقم 11 ببلدية بني حواء، تدخل السلطات الولائية من أجل منحها سكنات لائقة بعد أن طال صبرهم واشتدت معاناتهم، علما أن هذه العائلات تم ترحيلهم من أراضيهم الموروثة عن الأجداد بسبب انجاز مشروع سد كاف الذي يتوسط حدود ثلاث ولايات الشلف، عين الدفلى وتيبازة دون أن يستفيدوا من سكنات أو أراض موازية وذلك رغم تدخل مصالح البلدية واقتراحها على مصالح قطاع الغابات ببني حواء إدماج هؤلاء السكان في إطار البناء الريفي كون القطعة الأرضية التي شيدوا فوقها سكناتهم الفوضوية تابعة لمديرية الغابات.

 

إنجاز مشروع الواجهة البحرية بالبلدية من الضروريات

يعرف مشروع الواجهة البحرية بني حواء، تأخرا في الإنجاز بعد أن أعطت السلطات المعنية بالشلف الموافقة المبدئية على تسجيل المشروع، حيث تم الإعداد لدراسة إنجاز هذا المشروع السياحي الهام والذي سيكون متوفرا على الكثير من الخدمات السياحية على غرار المطاعم والمحلات التجارية، فضلا عن هياكل الاستقبال وفضاءات لراحة المصطافين والسيّاح بإقليم البلدية التي تفتقر إلى العديد من هياكل الاستقبال لاستيعاب الأعداد الكبيرة من المصطافين بشواطئ الولاية المعروفة كبني حواء المركزي أو شاطئ تيغزة. ويجري حاليا إنجاز مركب سياحي بالبلدية، إلا أن بدء أشغال الإنجاز حال دون استفادة السيّاح والمصطافين من خدمات هذا المرفق السياحي، ونفس الأمر ينطبق على مشروع القرية السياحية التي تراوح الأشغال مكانها منذ سنوات.

وتشكو شواطئ البلدية من استفحال ظاهرة تلوث المياه المستعملة لتعطل مضخات الدفع الحالية، وهو ما حوّل هذه الشواطئ إلى أماكن ومرتع لمختلف الأمراض، حيث تم مؤخرا تخصيص مليار سنتيم، من قبل الديوان الوطني للتطهير، لتجهيز مختلف مضخات الدفع الخاصة بالمياه المستعملة عبر 05 بلديات ساحلية بالولاية، ما يستدعي على السلطات المحلية التعجيل في إنجاز مشروع الواجهة البحرية بالبلدية، لما يمثله من أهمية اقتصادية وسياحية للبلدية، التي ظلت مهملة لعدة سنوات رغم التوافد الكبير للسيّاح والمصطافين على هذه البلدية. كما ناشدت 17 جمعية محلية بنفس البلدية الجهات المعنية قصد التدخل لإنقاذ شواطئ البلدية من حالة التلوث، ووضع حد لمعاناة العائلات مع المنحرفين والشواذ بالقرب من الملعب البلدي، حيث أضحوا ينغصون على العائلات حياتهم.

 

أشغال تعبيد الطريق حلم سكان قرية بني عبد السلام

عرفت مؤخرا قرية بني عبد السلام ببني حواء الواقعة على الطريق الساحلي رقم 11 الرابط بين تيبازة والشلف احتجاجات شعبية، فاقت مدتها أسبوع من التوتر والسخط، على خلفية تراخي السلطات المحلية في تنفيذ وعودها التي منحتها لممثلي الأحياء، الأمر الذي ولد ضغطا شعبيا أدى بالعشرات من المواطنين إلى تنفيذ تهديدهم بالخروج إلى الشارع، والذين طالبوا بتحسين الإطار المعيشي وإنهاء أزمة العطش التي تحاصر أكثر من 5 مداشر بالبلدية الساحلية، إذ قاموا بقطع الطريق الوطني في شطره الرابط بين تنس وتيبازة، ووصل الأمر بالعشرات من سكان قرية بني عبد السلام إلى وضع جذوع الأشجار والمتاريس وأضرموا النار في إطارات مطاطية على طول الطريق الوطني رقم 11. المتظاهرون طالبوا بحضور والي الشلف شخصيا إلى مسرح الاحتجاج للاطلاع عن كثب على أوضاعهم الاجتماعية المتدنية، مشيرين إلى أن رئيس البلدية أحجم عن الرد على رسائلهم الموجهة إليه في سبيل تلبية لائحة مطالبهم على غرار إصلاح شبكة الطرقات الآخذة في التدهور وتوفير مرافق حيوية أخرى مثلما هو الحال للمستوصف الصحي الموجود بهذه المنطقة المنكوبة بجميع المعايير ووضع حد لأشكال التقصير في تزويد أهالي بن عبد السلام بالماء الشروب، حيث طالب المحتجين محاسبة المنتخبين المحليين على تراخيهم في تسوية مشاكل مواطني المنطقة. كما شددوا على اتخاذ حلول سريعة في مجال إمداد بني عبد السلام بالماء الشروب والصرف الصحي وإصلاح شبكة الطرقات، حيث قامت حينها مصالح الدرك بطمأنة المحتجين بنقل كامل مطالبهم إلى السلطات الولائية في خطوة لتهدئة الوضع. 

 

سكان قرية بوجرير يطالبون بمسلك يفك عزلتهم

كما يبقى سكان قرية بوجرير ذات تعداد سكاني يصل إلى 1000 نسمة، في حاجة ماسة إلى برمجة مشروع إنجاز طريق يربط قريتهم بالمنطقة الحضرية للبلدية، إذ تعرف المسالك الداخلية للقرية ومختلف أحيائها اهتراء كبيرا بسبب غياب التهيئة التي لم تخصص سوى للطريق الرئيسي الرابط بين القرية والبلدية الأم. ويقول السكان إنه في كل مرة تسقط فيها الأمطار تتحول هذه المسالك إلى برك مائية مملوءة بالأوحال يصعب المشي فيها، بالأخص للمتمدرسين بالطور الابتدائي لتبقى معاناة المواطنين قائمة، كما أن الحل ليس سهلا بالنظر إلى العجز المالي المسجل بالبلدية. 

وفي هذا الشأن تقر مصالح البلدية بعدم قدرتها على تحسين حالة الطرقات وتوفير المياه الصالحة للشرب، وعلى حد قول مصالح البلدية المطلوب تدخل الدولة وتقديم إعانات مالية وكافية للقيام بمشاريع الصيانة للطرقات وحفر على الأقل بعض الآبار بالمناطق النائية لتخفيف ولو القليل من معاناة السكان. وأمام هذا الوضع كشفت والي الشلف عن رصد مبلغ مالي يقدر بـ20 مليار سنتيم تم تخصيصه من أجل إعادة وتهيئة الطرقات والمسالك التي فاقت درجة الاهتراء وتأكيده عن انطلاق أشغال إعادة وتهيئة الطرقات الرئيسية والثانوية على مستوى البلدية.

 

غياب النقل المدرسي والنظام الداخلي يعرض التلاميذ للتسرب المدرسي

يعاني تلاميذ هذه المداشر، من انعدام حافلات النقل، حيث أصبح هاجس التنقل إلى المدارس يؤرق السكان والتلاميذ على حد سواء، خاصة مع حلول فصل الشتاء، أين تزداد الأحوال تأزما مع توقيف بعض العائلات لأبنائها المتمدرسين بمرحلتي المتوسط والابتدائي عن التمدرس، والخاسر في مثل هذه الظروف هم الإناث بالدرجة الأولى.

وبالعودة إلى كارثية النقل المدرسي التي لا تزال ولاية الشلف تعيشها رغم استفادة القطاع من الحافلات، كشف لنا بعض أولياء التلاميذ، أن البلدية أبرمت خلال السنوات القليلة الماضية، اتفاقية مع مجموعة من الناقلين الخواص، تقضي بنقل التلاميذ إلى المتوسطات والثانويتين بالمنطقة الحضرية بالبلدية، لكن الملاحظ في هذه السنة، توقف أصحاب هذه الحافلات عن نقل التلاميذ والتي تتكرر كل سنة على رغم من انتهاء موسم الدراسي، بحجة عدم تسديد البلدية حقوق الناقلين الخواص وهذا لنقص الموارد البلدية المالية.

وللإشارة، فإن مواطني هذه القرى والمداشر، يعانون في كل تنقلاتهم اليومية من ظاهرة قِدم كل الحافلات المستعملة واهترائها، لدرجة أنها أصبحت غير صالحة تماما لنقل بني البشر، وعليه، يناشد المواطنون، المسؤولين المعنيين وفي مقدمتهم مديرية النقل، اتخاذ الإجراءات اللازمة لتحسين الخدمات في هذا المجال.

 

سكان بني حواء يحلمون بمستشفى...

كما يبقى سكان البلدية يعانون من ضعف التغطية الصحية ويجبرون على التنقل إلى مستشفى التنس الذي يبعد عن المنطقة بـ 60 كلم ويبقى حلمهم قائما في تجسيد مشروع مستشفى في المنطقة. كما أن غياب الجيوب العقارية يرهن في كثير من الأحيان إنجاز هياكل صحية بولاية الشلف. لكن في المقابل فقد تأكد رسميا موافقة وزارة الصحة والسكان على تسجيل أكبر عيادة طبية متخصصة بالمنطقة، التي تضم بلديتي بريرة وواد قوسين إلى غاية منطقة الداموس التابعة للإقليم الجغرافي لولاية تيبازة، قياسا بمعاناة سكان الجزء الساحلي الهام بذات الولاية، حيث تلقى مواطنو بني حواء بارتياح كبير خبر شروع السلطات الوصية في دراسة أكبر مشروع صحي في الجهة الذي سيساهم بالنصيب الأوفر في تخفيف معاناة سنوات عديدة لسكان هذه المنطقة البعيدة عن مقر الولاية، والتي نادرا ما شهدت زيارات ميدانية لمسؤولي الولاية لتفقد مشاريع التنمية بها وملامسة غبن المواطنين هناك. هذه العيادة الطبية المتخصصة، التي لا تقل حجما عن أكبر مستشفيات الولاية من حيث الخدمات الطبية، ستكون مجهزة بعتاد طبي حديث موزع على كامل غرف العمليات، ووحدات للجراحة والتوليد وخدمات أخرى في إطار الاستعجالات الطبية، بلغت تكلفتها المالية 20 مليار سنتيم.

 

العزلة والحرمان تنهكان سكان قرية بوعزيزة

يشتكي سكان بني بوعزيزة التي تبعد بـ 3 كلم عن مركز البلدية من غياب الدور الفعال للسلطات المحلية بسبب تهميشهم وإقصائهم من دائرة المخططات التنموية وفك طوق خناق العزلة حول مداشرهم وتحسين نمط حياة سكانها الذين ما يزالون يكابدون التخلف لحرمانهم من أبسط ضروريات العيش الكريم وهم حوالي 100 عائلة بهذه القرية. وحسب حديثهم فإنهم يدعون إلى ضرورة تدخل الوصايا لتحسين أوضاعهم لأنهم لم يستفيدوا –حسبهم- من مشاريع لبعث الحياة وتحسين نمط عيشهم الذي ما يزال يقتصر على تربية الأغنام والمعز والفلاحة بالاعتماد على إمكانات بسيطة فقط في محاولة منهم لتوفير أدنى مستلزمات العيش، إذ يعانون في فصل الشتاء مع تهاطل الأمطار وجريان الوادي وإهتراء الطريق الرئيسي الذي يربطهم بالبلدية والذي لم يعبد منذ الاستقلال إلى جانب اهتراء الطرقات الداخلية والأرصفة للقرية بكاملها التي أصبحت الأوحال مادة تعبيدها شتاءا والغبار صيفا ما يدفع المتمدرسين للتوقف عن الدراسة لأيام متواصلة، لتعذر التحاقهم بالمؤسسات وخوفا على حياتهم من الهلاك. هذا، وتفتقر المدرسة هي الأخرى للظروف التربوية الملائمة لتمدرس أبنائهم فالاكتظاظ وغياب التدفئة أسباب أخرى تدفع بالتلاميذ للكف عن الالتحاق بها في ظل البرودة القاسية نظرا لطبيعة المناخ هناك وتواجدهم في أعالي الجبال والمنحدرات الوعرة فهم يطالبون ببناء متوسطة أو ملحقة بالقرية لفائدة تلاميذها نظرا لأعداد السكان المتزايد بالقرية والوافدين من القرى المجاورة إذ تعيش أغلب العائلات في منازل أقل ما يقال عنها أنها تعكس فترة الاستعمار بالرغم من تمسك هؤلاء بأراضيهم ورفض فكرة النزوح أملا منهم أن تدق التنمية يوما قراهم وتخصص لهم السلطات المحلية دعما لبناء سكنات تعيد لهم كرامتهم إلا أنها بقيت مجرد انشغالات لم تجد آذانا صاغية، حيث لم تستفد من أي حصة سكنية بحجة أنها منطقة ريفية إذ تم برمجة تدعيمها ببناءات ريفية في حين لم يستطيع سكانها الحصول على الوعاء العقاري للبناء نتيجة محاصرتها بأراضي فلاحية، إلى جانب عدم استفادة الحي من ملعب جواري لفائدة الشباب المدرج في برنامج فخامة رئيس الجمهورية على غرار بقية الأحياء التابعة للبلدية وهذا راجع دائما لمشكل العقار. ما يقال عن الطرقات والتربية والسكن يقال عن الصحة التي تغيب كليا في الجهة إذ يقتصر مواطنو الجهة على التداوي بالأعشاب واستخدامها لحاجاتهم الطبية. أما الحالات الإستعجالية فيتكبدون العناء الكبير لإيصالها لإحدى العيادات والمستشفيات في المدينة، هو واقع يعكس بصورة جلية معاناة المواطن في المناطق النائية وغياب التنمية بها، وكذا المطالبة بالإسراع في تنفيذ برنامج إصلاح قنوات الصرف الصحي المسجلة بالبلدية، وإصلاح الأعطاب المتعلقة بقنوات المياه الصالحة للشرب بغرض رفع الغبن على هؤلاء المواطنين.

 

انعدام الخدامات البريدية

يعيش سكان بوقرابة، الحياديد، وحي حمادي على مستوى أعالي جبال بيسة ببلدية بني حواء، ظروف صعبة ومعاناة لا تطاق جراء النقص الفادح المسجل في مجال الخدمات البريدية على الرغم من توفر منطقة بيسة على مركز بريدي كان يقدم الخدمات المنوطة به لأكثر من 10 دواوير قبل أن يتم غلقه على خلفية حادثة الاختلاس التي طالته مطلع سنة 2000 على الرغم من كل الطلبات المرفوعة الى الجهات الوصية على قطاع المواصلات والبريد بالولاية لتبقى المئات من العائلات خارج التغطية البريدية الى درجة أن إحدى العائلات استقبلت رسالة أرسلت إليها قبل 4 أشهر بسبب قرار الغلق الذي اتخذته الجهات المعنية في حق الفرع البريدي لأسباب مجهولة. ويضاف الى كل هذا معاناة انعدام وسائل النقل بالنسبة للطلبة الذين يزاولون دراستهم بالثانوية والإكماليات المنتشرة بمركز البلدية بني حواء وإن كان غياب النقل واستعمال السيارات النفعية من المسلمات عند كبار المنطقة فإن أولياء التلاميذ يطالبون من الجهات المعنية وعلى رأسها المسؤول الأول عن الولاية بتدخل للوقوف على الوضعية الصعبة التي يواجهها أبنائهم وخاصة بعد الإنذارات التي تصدرها إدارات المؤسسات التي ينتمون إليها بسبب التأخرات المسجلة كل صباح.

كما يطالب سكان بيسة السلطات البلدية بضرورة تخصيص إعانات ريفية للعائلات التي لا تزال تقطن في أكواخ طوبية لا تتوفر على أدنى ضروريات العيش الكريم إلى حد الساعة، مشيرين الى أن عدد الإعانات المخصص لسكان المنطقة في كل حصة قليل ولا يلبي رغبات طالبي هذا النوع من السكن.

 

الفلاحين يواجهون مشكل التسويق في منتوج الزيتون

تعتبر المنطقة من أكثر مناطق الولاية المعروفة والمشهورة بإنتاج الزيتون، إلا أنها لا تخلو من الوحدات التحويلية ما يجعل الفلاحين يواجهون مشكلا في التسويق بسبب مشكل النقل المطروح بقوة خاصة أمام الخصوصيات الجغرافية الوعرة للناحية. ومن بين المشاكل الأخرى التي يواجهها منتجو الزيتون ظاهرة السرقة حيث يستهدف اللصوص المنتوج قبل نضجه ويلحقون خسائر معتبرة بالفلاحين الذين يتعذر عليهم مراقبة البساتين باستمرار خاصة أن هذه الأخيرة غالبا ما تكون بعيدة في المناطق الجبلية وعن سكنات أصحابها. وتعتبر أشجار الزيتون بالنسبة للعديد من العائلات بالمنطقة مصدر رزقها الوحيد.

حيث من المنتظر أن تنتهي معاناة فلاحي البلديات الساحلية بالولاية وخاصة أصحاب البيوت البلاستيكية بالبلدية بعد افتتاح أول سوق بالمنطقة القريبة والمتاخمة لحدود الولاية بالداموس بولاية تيبازة، حيث تشارف الأشغال حاليا على النهاية بالبلدية المذكورة ليتم افتتاح أول سوق للخضر والفواكه بالمنطقة، الأمر الذي يسهل عملية التموين بالخضر والفواكه لولايات الشرق الجزائري، بالإضافة إلى الولايات المجاورة كتيبازة وعين الدفلى، ويتكوّن سوق من 3 مستودعات كبيرة بغرفة تبريد واسعة فضلا عن تجهيزات أخرى ضرورية لنشاط التجارة بهذا السوق، هذا الأخير الذي سيكون بديلا عن الأسواق البعيدة. وكان الكثير من فلاحي المنطقة قد طالبوا في العديد من المرات بسوق أسبوعي محلي لتسويق منتجاتهم الفلاحية، حيث عبر العديد منهم عن تذمرهم الشديد من الوضع الذي آلت إليه الزراعة البلاستيكية بالمنطقة، وعن الإهمال الذي أصبح يميز هذا الجانب المهم من الفلاحة، والتي أضحت تغطي جزءًا كبيرا من السوق الوطنية بفعل المنتجات الكثيرة والمتنوعة بالمنطقة، إلا أن المشاكل التي يعرفها هذا النوع من الفلاحة أثر على مردوديته وكذا على أسعار كثير من أنواع الخضر والفواكه المزروعة بالجهة. ويأتي على رأس هذه المشاكل غلاء المواد الفلاحية من أسمدة وأدوية كان السبب الرئيس فيها عزوف الكثير من الفلاحين على الاستثمار في الميدان، الأمر الذي أدى إلى رفع أسعار مزروعات البيوت البلاستيكية، كما أن بعض هذه الأدوية غير أصلية وفي معظمها مقلدة وغير مجدية بالنسبة للمزروعات، الأمر الذي يعرضها ففي أحيان كثيرة إلى التلف والفساد، بفعل المواد الكيميائية المتضمنة فيها، إضافة إلى غلاء البلاستيك اللازم للبيوت، حيث أن سعر البلاستيك يتعدى 20 ألف دينار جزائري للقنطار الواحد، وهذه الكمية لا تكفي لتغطية بيت بلاستيكي واحد، دون الحديث عن المستلزمات الأخرى ونفقات العمال والكهرباء. ويطرح هؤلاء الفلاحون، نقصا واضحا في مياه السقي اللازمة لمزروعاتهم التي تتطلب مياها بكميات كبيرة، وهو الشيء غير المتوفر بكثرة بالمنطقة، وهذا نظرا لقلة الآبار المتواجدة وصدور قرار ولائي منذ فترة يحضر عملية حفر آبار جديدة، كما أن أسعار الوقود اللازم للمحركات مرتفعة هي الأخرى، وتنعكس حتما على تكاليف مزروعاتهم، حيث يتم جلب مادة المازوت اللازم للمحركات بوسائلهم الخاصة وأحيانا عن طريق كراء سيارات تقوم بجلب المادة من محطات بعيدة بعشرات الكيلومترات عنهم وبمبالغ تزيدهم معاناة أكبر. هذا، وتشتهر بني حواء بزراعة البيوت البلاستيكية، مثل الطماطم والفلفل الحلو والحار، إلى جانب الأشجار المثمرة كالتفاح والإجاص المعروف بجودته، حيث يصل عدد البيوت البلاستيكية بالمنطقة إلى 10 آلاف بيت بلاستيكي بتعداد عمالي يصل إلى ألفي فلاح بصفة دائمة، وما يصل إلى 1200 عامل موسمي.

 

سيدة السياحة في بني حواء "قبر الرومية"

"ماما بينات" سيدة السياحة في بني حواء أو وفق ما يردده سكان المنطقة باسم "قبر الرومية"، وهي التسمية الأكثر تداولا على ضريح "ماما بينات". وربما سمع تلك القصة التي هي على لسان كل خلف وسلف، قصة "ماما بينات" بدأت سنة 1802 عندما غرقت باخرة حربية هولندية اسمها "البنال" في سواحل بني حواء بعد عاصفة اعترضت طريقها وغيرت مسارها بإتجاه الساحل الجزائري وبالضبط ببني حواء وهي مشكلة من سبع سفن بعث بها بونبارت إلى "سان دومينيك" للقضاء على التمرد الذي وقع في مقاطعة لويزيان الأمريكية. وحسب الأستاذ "مروان" الباحث في تاريخ المنطقة منذ سنوات، فإن تسمية "ماما بينات" تعود لإحدى الراهبات الهولنديات السبع اللائي كن من بين 500 راكب على متن "البنال"، لتتحول ''ماما بينات'' ورفيقاتها الراهبات إلى أسطورة نسجت تفاصيلها على شاطئ من شريط البحر الأبيض المتوسط وبالضبط بمنطقة بني حواء إحدى أجمل المناطق الساحلية في الجزائر. قائد السفينة كان في البداية يعتقد أنهم في السواحل الإسبانية لكن تبين بعد ذلك أن العاصفة قد أخذتهم بعيدا، وقد مات معظم ركاب السفينة ونجا بعضهم، ومازالت لحد الساعة مدافعها ومحركاتها بالشاطئ وكان من بين الناجين راهبات مسيحيات اختلفت الروايات حول عددهن بين 09 نساء و03 منهن لوزة الصغرى، هيلات وهي أول مدرسة للغة الفرنسية على مستوى تراب الولاية وماري والتي يقال إنها تزوجت بمنطقة تمزقيدة، وفي الواقع تزوجن جميعا حسب الروايات لكن المرأة المهمة والتي هي الأكبر سنا بينهنّ الأم جيان التي لقبت بـ "ماما بينات" والتي كانت لها قصة مع سكان بني حواء مازالوا يذكرونها لليوم جيلا بعد جيل. "ماما بينات" ممرضة تجاوز سنها 50 سنة وحسب الروايات لقبت باسم "ماما بينات" كونها أكبر الراهبات سنا كنّ يحترمنها وينادينها بالأم، وكانت ممرضة المنطقة ويقصدونها من كل المناطق المجاورة وكانت تعالج بعض الأمراض بواسطة الأعشاب الطبية التي كانت تجمعها من المنطقة الجبلية فالسكان ونظرا لأنها أتت بأمور جديدة كانوا يظنوها ولية صالحة واعتقدوا أنها والدتهم ولأن الشفاء كان يأتي على يديها حسب الاعتقاد الذي كان سائدا أصبحوا يحترمونها. لهذا وضعوا لها مكانة خاصة وأصبح الناس يقصدونها من كل مكان للشفاء على يديها وحققت نجاحات في مجال الطب والإرشاد وتوعية المواطنين، وبعد وفاتها أقيم لها ضريح بالمنطقة وقد تم بناؤه قبالة البحر وشُيّدت على قبرها قبة مع أخواتها وكتب على ضريحها: "هنا ترقد ماما بينات" مع رفيقاتها المتدينات اللواتي نجون من غرق باخرة "البنال". وقد بني قبرها سنة 1936 ثم هدمه الزلزال الذي ضرب المنطقة سنة 1954 ليتم إعادة بناء القبر من قبل المعمر الفرنسي برتولوتي الذي كذلك بدوره أخذ معظم أراضي بني حواء واهتم بالأسطورة واستعملها لأغراضه التجارية بإعادة بناء الضريح بعد سقوطه في زلزال 1954، والمعروف عن المعمر برتولوتي أنه كان قد غرس أشجار التين ذات النوعيه الجيدة لحد اليوم والتي جلبها من إيطاليا. وحسب ما تحدثنا في السابق عن خرافات وأساطير ما حدث عن شجرة التين التي نبتت بقرب الضريح أين اكتمل ظنهم بأنها مقدسة وزاد المعمر الفرنسي هذا باستعمال هذه الشجرة لأغراضه التجارية أين قام ببناء مصنع لمربى التين والذي لا يزال موجودا لليوم ببني حواء، حيث نال المشروع نجاحا وازدهارا وأرباحا باهظة في حسابه ولا زال يقدم لليوم، مع العلم بأن منطقة بني حواء هي منطقة الكروم كما سميت والتي يعتمدون على هذه الأشجار وتقدم مردودا وفيرا منذ القدم بعد الفلاحة. القصة تتراوح بين الحقيقة والخيال والأسطورة، وحسب جيلنا الجديد ربما لا نصدق ما جرى لجهلنا للأحداث وربما الدليل الوحيد على أن قصة غرق سفينة "البنال" قصة حقيقية هي المحركات والمدافع التي كانت بالسفينة والتي لا زالت لحد اليوم بشواطئ السواحلية ببني حواء. لتبقى الروايات الأخرى التي أقيمت حول الراهبات مجرد روايات شعبية يتداولها سكان المنطقة، وتبقى في حاجة إلى عديد البحوث والدراسات للتأكد من حقيقتها وتؤكد جل الروايات أن "'الأم بينات" ماتت مسلمة، ربما هذا ما جعل الأهالي يطلقون عليها اسم الأم بدل الأخت التي يطلقها النصارى على الراهبات، وهناك روايات أخرى تقول إنها ماتت على ديانتها المسيحية وهذا حسب رسالتها التي كتبتها إلى رجل كنيسة تولورا، حيث جاء فيها: "إن أهل بني حواء وعدوها بالمساعدة للعودة".

 

من نفس القسم محلي