محلي

مديرية التجارة تعلن الحرب على باعة الشمة المغشوشة

عنابة

 

 

شرع أعوان المراقبة وقمع الغش التابعين لمديرية التجارة لولاية عنابة في عمليات مراقبة وتفتيش للمكتبات والأكشاك المتواجدين عبر تراب بلديات الولاية بهدف حجز أكياس الشمة المغشوشة والمقلدة وتقديم أصحابها أمام العدالة، حيث تمكنت من حجز الكثير من الكميات المتداولة في السوق وتحرير مخالفات ضد أصحابها في انتظار تحويل تلك المحاضر أمام الجهات القضائية.

وجاء تحرك هذه المصالح اثر التعليمة التي أبرقتها مؤخرا مصالح الدائرة الوزارية للوزير مصطفى بن بادة لجميع مديريات التجارة بالوطن تأمرهم بشن عمليات مراقبة وتفتيش للمحلات قصد حجز الشمة المقلدة المتداولة في السوق والتي تسبب سرطان الفم.

وحسب مصادرنا، فإن العشرات من المحلات أغلقت أبوابها بعد بلوغها خبر قدوم أعوان المراقبة وقمع الغش وذلك خوفا من حجز الآلاف من أكياس الشمة المغشوشة المتواجدة في رفوف المحلات مثل "الأميرة" و"أفريكا" و"الشروق" و"شمة الخروب" وغيرها والتي تباع بـ 30 دج مقارنة بالشمة الأصلية التي تباع بـ 90 دج.

وكانت السنوات الأخيرة قد عرفت انتشارا واسعا، حسب ما تشير إليه الكميات المحجوزة وعدد الورشات التي تم اكتشافها، بالإضافة إلى الشبكات المتخصصة التي تم تفكيكها عبر عدد من ولايات الوطن، أين يكثر استهلاك مادة "الشمة" لا سيما الولايات الشرقية منها، على غرار سطيف. هذه الشبكات، والتي باتت تحترف عملية تقليد المنتوجات التبغية، وفي مقدمتها مادة "الشمة"، مستعملة بقايا ونفايات المصانع بالإضافة إلى مواد سامّة ذات عواقب وخيمة على صحة المستهلك، فزيادة عن كونها سلع مقلدة ومغشوشة لا تخضع لأي نوع من الرقابة، أثبتت التحاليل المخبرية التي تم إجراؤها على مستوى ولاية قسنطينة، أن المواد المستعملة في تحضير "الشمة"، تشكل خطورة على صحة مستهلكها، باعتبارها مستخلصة من نفايات مصانع السجائر الذي يتم جمعه وإعادة طحنه بإضافة مواد كيماوية أخرى ومما قد يضاعف من خطورة هذه المنتوجات، هو انعدام شروط النظافة بمكان تحضيرها.

 يتم إعداد الخلطة على مستوى مستودعات متواجدة في مناطق شبه منعزلة، تتوسطها القاذورات ويطغى عليها الغبار والوحل، وبالإضافة إلى ذلك فإن أخطر ما في الأمر، أن الكميات المستعملة من قبل هذه الشبكات لتحضير "الشمة" تم تخزينها لفترة طويلة في أكياس الأسمدة الكيماوية الفلاحية المستعملة في القضاء على الجراثيم والبكتيريا الضارة بالمحاصيل الزراعية، ما يعكس حجم الأضرار التي قد تلحق بمستهلكي هذه المنتوجات. وكانت مصادر من الشركة الوطنية للتبغ والكبريت قد كشفت في وقتا سابق أن الجزائريين استهلكوا 750 مليون كيس "شمة" خلال 2012، بقيمة فاقت 30 مليار دينار، في حين تنتج الشركة 400 مليون كيس في السنة، ما يعني أن 350 مليون منها مغشوشة ومقلدة وغير مراقبة، ما يشكل خطرا على مستهلكيها من جميع الفئات.

 كما أن الشمة المغشوشة المتداولة في الأسواق الوطنية، تشكل خطرا على صحة المستهلكين، حيث تنتج في ورشات سرية مجهزة بوسائل تقليدية بسيطة، حيث تنتج هذه الورشات خليطا مطابقا تماما للمنتوج الأصلي، ويستعمل المقلدون للوصول إلى ذلك مواد تؤثر على صحة المستهلك، مثل عود ورقة الدخان ومادة الترونية ونبات الرتمة ورماد أوراق الصنوبر وبعض أنواع الرمل، وفي بعض الأحيان يتم مزج الطحينة بزيوت السيارات والجير الأبيض حتى تظهر بلون الشمة الأصلي.

 

من نفس القسم محلي