محلي
سكان واد النيل يعانون من البناءات الفوضوية وتزايد الإجرام واهتراء الطرقات
عنابة
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 26 سبتمبر 2013
تعيش أكثر من ألفي عائلة بوادي النيل، التي تبعد عن ولاية عنابة بحوالي 20 كلم، عزلة شبه تامة عن العالم الخارجي، فرضتها الحالة المتردية للطرقات التي تربط هذه القرية بالمناطق المجاورة، إضافة إلى ما خلفته العشرية السوداء من فقر وحرمان، إذ جعلها الإرهاب منطقة عبور واستغلوا عزلتها لصالحهم سكان المنطقة ذاقوا كل أنواع التهميش خاصة بعد إقصاء الحي من جل المشاريع التنموية التي استفادت منها الولاية في إطار برنامج الإنعاش الاقتصادي.
خلال زيارتنا لمنطقة وادي النيل لم تستطع التدقيق في وصف معاناة السكان التي لازمتهم منذ سنوات والعزلة جعلتهم يعيشون حياة البدو. فبالرغم من توفر الحي على 10000 نسمة إلا أن المرافق الضرورية بها قليلة، حيث لا تختلف حال قاعة العلاج عن مركز البريد الوحيد فالسكان يشكون من انعدام من التغطية الصحية بسبب نقص التغطية الصحية بقاعة العلاج، فالطبيب والمخصص له يومان في الأسبوع فهو الآخر يتغيب كثيرا.
كما أن العيادة لا تلبي متطلبات العدد الكبير للسكان الذي هو في تزايد باستمرار، فضلا عن غياب المناوبة الليلية بالعيادة وانعدام التكفل الصحي بالمصابين بالأمراض المزمنة وكذلك أمراض النساء، ما جعل المرضى ينتقلون عبر سيارات "الكلونديستان" إلى العيادة الجوارية بالبوني مركز لتداوي في الحالات الحرجة.
الوعاء العقاري استحوذت عليه البناءات الفوضوية
أمام الوضعية الاجتماعية المزرية التي يعيشون فيها السكان مند نشأة الحي خاصة أصحاب البيوت الفوضوية التي انتشرت كالفطريات في السنوات الخمس الأخيرة في ظل غياب أي سلطة ردع من قبل البلدية ومع ذلك أقدموا في العديد من المرات على غلق الطريق الوطني الرابط بين عنابة وسكيكدة منددين بذلك سياسة التهميش و"الحقرة" التي طالت أهالي الحي من طرف السلطات المحلية وخاصة أن هذا الحي لم يستفد من التنمية الاجتماعية إلى جانب عدم تحصل طالبي السكنات بالمنطقة على سكن لائق بمختلف أنواعه المتواجدة بالرغم من إيداعهم ملفات السكن ولكنهم لم يستفيدوا إلى غاية الآن من السكن.
من جانب آخر طالب عدد من المواطنين بالتصدي لظاهرة الاستيلاء على الجيوب العقارية التي تحتاجها الجهات المعنية في انجاز مشاريع تنموية ومرافق حياتية لسكان الحي في المستقبل.
السكان يطالبون بتغيير اسم الحي إلى 5 جويلية 62
يطالب ممثلي سكان حي وادي النيل، من السلطات المحلية بولاية عنابة، وعلى رأسها مديرية المجاهدين والمجلس الشعبي البلدي منذ أحداث المباراة الكروية التي جمعت بين الفريق الجزائري ونظيره المصري وما صاحبه من اعتداء على حافة لاعبي الخضر بالقاهرة من قبل "بلطجية النظام المصري السابق" بتغير اسم حيهم من حي وادي النيل إلى حي 05 جويلية 1962، الذي يعتبرونه بمثابة يوم للاستقلال واسترجاع السيادة الوطنية، حسب تصريحات ممثل سكان الحي، ملحّين على السلطات الولائية تغيير اسم حيِّهم في أسرع وقت ممكن. وحسب هؤلاء السكان فإن مطلبهم لم يدرس لحد الساعة منذ ذلك الحين، مؤكدين بأنهم ينتظرون مجيء مجلس بلدي جديد لإعادة المطالبة بتغيير اسم هذا التجمع السكاني الذي يطالب سكانه بضرورة الالتفات إلى رغبتهم في حمل اسم جديد يرتبط بالأحداث الوطنية ومن أبرزها عيد الاستقلال.
تزايد عمليات الإجرام شوهت صورة الحي وحوّلته إلى كابوس
العجيب أن اسم حي واد النيل اقترن بالحوادث الإجرامية، فكل مواطن بولاية عنابة لم يسمع باسم هذا الحي تذهب مخيلته العمليات الإجرامية التي وقعت بالطريق الوطني رقم 44 والتي راح ضحيتها العشرات من الضحايا العزل من الجنسين على يد مجرمين وعصابات خطيرة مهندسيها يقطنون بالحي المذكور، وكلها تتعلق بالنشل والاعتداء بالسلاح الأبيض والاغتصاب تحت طائلة التهديد وترويج المخدرات وترويع المواطنين وغيرها من الجرائم وبالرغم أن سكان واد النيل مواطنين بوسطاء وطيبين جدا ومسالمين ينبذون كل تلك الأفعال التي دفعوا من أجلها الكثير
يقول "محمد" بأن الإدارات ومختلف المصالح عندما تفحص بطاقته الهوية وتعلم بأنه يقطن بحي واد النيل تغير التعامل معه وترفض مساعدته لكونهم لديهم نظرة سيئة للغاية عن شباب الحي الأمر الذي يرفضه معترفا بأن العناصر الإجرامية شوهت صورة الحي وحولته إلى كابوس حقيقي لأصحاب المركبات والزائرين للحي وارتبطت أسماء هؤلاء المنحرفين المنحرين من عائلات فقيرة بعدد من الاعتداءات الخطيرة التي وقعت بالحي أو بالقرب منه، منهم المكنى بـ "الجيجلي" الذي دوخ مصالح الأمن لعدة سنوات قبل أن تتمكن مصالح الدرك من توقيفه اثر كمين محكم إذ أنه متابع في الكثير من القضايا بعد أن زرع الرعب في أوساط المواطنين وأدانته محكمة الحجار بـ 20 سنة سجنا بتهمة الاعتداء على المواطنين بالأسلحة البيضاء وترويج المخدرات ولا يزال ملفه القضائي ثقيلا بالعديد من التهم الخطيرة التي تنظر الفصل فيها من قبل العدالة.
اهتراء الطرقات وغياب التهيئة زاد من معاناة السكان
تزايد معدل الجريمة كان له الأثر السيئ على الواقع التنموي والمعيشي للسكان الذين يتحدثون عن واقع مزري يتخبطون فيه بسبب غياب المرافق الحياتية التي تساعد على تغيير الصورة القاتمة التي ارتسمت بالحي لسنوات طويلة فالسكان تم إقصاؤهم من مختلف البرامج السكنية منذ 2005 أخر حصة سكنية تتعلق بالسكن الريفي ناهيك عن حالة الطرقات والمسالك الفرعية التي تعرف وضعية كارثية. وبالرغم من المراسلات الموجهة لمختلف المصالح المعنية لكن لا حياة لمن تنادي، وعدم صيانة شبكات الإنارة العمومية وتخريبها على طول الطريق الفرعي الرابط بين الطريق الوطني رقم 44 ومدخل الحي زاد من متعب المواطنين اليومية، حيث يطالبون بإعداد برنامج تنموي خاص لسكان حي واد النيل يتم من خلاله تخصيص غلاف مالي كبير لإصلاح الوضع المزري الذي يتخبطون فيه من انعدام للإنارة العمومية والتهيئة الحضرية وغيرها من المتطلبات.
انجاز متوسطة جنّب الحي مزيدا من الضحايا
انجاز متوسطة بالحي سنة 2010 جنب السكان مزيدا من الضحايا. وحسب ممثلي السكان فإن الطريق الوطني رقم 44 أزهق روح أزيد من 10 تلاميذ بسبب انعدام متوسطة حيث كان التلاميذ ينتقلون يوميا إلى حي خرازة للدراسة ودلك يتطلب قطع الطريق المزدوج السريع مما تسبب في العديد من حوادث المرور دهب ضحيتها أطفال أبرياء.
ويضيف ممثلي السكان أن استجابة السلطات المحلية ومديرية التربية الوطنية لمطالبهم وانجاز متوسطة جنبهم سقوط مزيدا من الضحايا، مطالبين بالتفكير في تزويد الحي بثانوية لتخليص تلاميذ الطور المتوسط من التنقل إلى بلديتي برحال والبوني.
قاعة متعددة الرياضات تشكو الإهمال والجدار الواقي في خبر كان
يشتكي سكان حي واد النيل من الحالة المزرية التي تعرفها القاعة المتعددة الرياضات الوحيدة الموجودة فوق تراب الحي بسبب ما طالها من إهمال وتخريب بعد أن تحولت إلى مرتعا للمنحرفين ومروجي المخدرات والسموم وهواة المتعة.
مؤكدين أن كل النداءات التي وجهوها للجهات المسؤولة بغرض التكفل بالقاعة لم تجد آدانا صاغية في الوقت الذي أنفقت عليها الدولة أزيد من ملياري سنتيم لكنها تعرف حاليا خرابا كبيرا بعد أن كان يعول عليها لتخليص شباب الحي من العزلة ومن إتباع طريق الفساد.
كما أن الجدار الواقي للحي الذي يعمل على حماية السكان من انجراف التربة ومياه الأمطار لا يزال حلما بعيد المنال في الوقت الذي قامت فيها مديرية التعمير بانجاز بطاقة فنية وتقنية للمشروع لحماية الحي من الفيضانات حيث يطالب السكان بالإسراع في انجازه لتجنب حدوث ما لا يحمد عقباه.