دولي

كتاب يكشف فظائع بحق الفلسطينيين قبل النكبة

يحمل اسم "أسرى بلا حراب"

 

 

كشف كتاب يحمل اسم "أسرى بلا حراب" إن "إسرائيل" زجت بعد النكبة بآلاف الفلسطينيين في المعتقلات بدون طعام وأجبرتهم على العمل بالسخرة في معسكرات الجيش.

جاء ذلك خلال ندوة عُقدت في مدى الكرمل، المركز العربي للدراسات الاجتماعيّة التطبيقيّة في حيفا، لمراجعة كتاب (أسرى بلا حراب) "المعتقلون الفلسطينيون والمعتقلات الإسرائيلية الأولى 1949-1948"، والكتاب من تأليف البروفيسور مصطفى كبها والكاتب الصحافي وديع عواودة، ومن إصدار مؤسسة الدراسات الفلسطينية – بيروت.

ويتناول الكتاب اعتقال نحو عشرة آلاف شاب من المدن والقرى الفلسطينية في 1948- 1949 لفترات تراوحت بين ثلاثة شهور وبين عام في معتقلات الرملة، تل ليتفينسكي، أم خالد، إجليل، صرفند وعتليت وغيرها.

وبموجب الكتاب الذي استند على أرشيفات الجيش والصليب الأحمر الدولي والروايات الشفوية فإنّ هؤلاء اعتقلوا من بلداتهم ونقلوا بحافلات للمعتقلات وبقوا طيلة الأيام الثلاثة الأولى بلا طعام ويتعرضون للذل والضرب وقد أجبر الكثير منهم على العمل بالسخرة في معسكرات الجيش وتفريغ منازل المدن والقرى المهجرة من محتوياتها. 

بروفيسور كبها استهل مداخلته بالحديث عن التغييب البحثي لموضوع الأسرى في القرى والمدن الفلسطينية التي احتُلت أو سُلِمت في عامي 1948 و1949. من ثم شرح عن المعتقلات وأورد بعض القصص التي تضمنها الكتاب من شهادات المعتقلين واستعرض المصادر التي اعتمدها الكتاب كأرشيف الجيش الإسرائيلي وأرشيف منظمة الهاجاناة وأرشيف منظمة الصليب الأحمر الدولية، هذا عوضًا عن بعض كتب التراجم الذاتية والمذكرات.

وعن منهجية البحث، أشار كبها إلى أن المؤلفين الاثنين اعتمدا على طريق المزج بين المادة الأرشيفية وبين الروايات الشفوية، وفيما يتعلق بالمقابلات الشفوية فقد مرت بعملية معالجة علمية ومهنية حسب آلية الجرح والتعديل.

أما عواودة، فقد تحدّث عن أهمية الرواية الشفوية كمصدر في كتابة التاريخ خاصة الفلسطيني ولاستعادة مكانتها في العالم اليوم مقارنة الأرشيفات والمصادر المكتوبة التي لم يعتبرها كتابًا مقدسًا منزلاً، لافتًا لوجود ملحق خاص بالشهادات كاملةً وآخر يتضمن لائحة لكل أسماء المعتقلين مستقاة من أرشيف جيش الاحتلال الإسرائيلي. وتابع: يستبطن الملحقان كنزا تاريخيا بالإمكان الإفادة منه مستقبلاً.

وأضاف عواودة: الهدف الرئيسي لاعتقال آلاف الأسرى بلا حراب يكمن برغبة الدولة الحديثة تحييد البقية الباقية من الفلسطينيين وتطويعهم بالصدمة والترويع وأساليب سيكولوجية تقوم على الحرمان والجوع والإذلال والترهيب.

وتابع أنّه من هذه الناحية لا يستطيع المرء سماع الشهادات المرعبة دون أن تقفز لذاكرته تداعيات من الكارثة والممارسات النازية في معسكرات التركيز، على حدّ تعبيره. ولفت عواودة إلى أنّ إسرائيل كانت قد احتلت وتفوقت عسكريًا، ولم تكن مسألة الاعتقال مسألة أمنية، خاصة أن أغلب من اعتقلوا لم يكونوا من حملة السلاح، ومن هنا يستمد الكتاب اسمه.

إ: عبد الوهاب. ب

من نفس القسم دولي