محلي
الأبقار الضالة تتجوّل في الأحياء الحضرية
عنابة
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 24 سبتمبر 2013
أعدت مديرية السياحة لولاية عنابة تقريرا أسود عن ظاهرة انتشار الأبقار الضالة في الشوارع والشواطئ، حيث تحوّل منظر الأبقار المتجولة يوميا في الأحياء الشعبية وحتى الحضرية منها يشبه ما يحدث في مدن الهند التي اعتاد سكانها على تجوّل الأبقار في وضح النهار على مرأى كل المنتخبين المحليين الدين عجزوا عن أداء الدور المنوط بهم في القضاء على مختلف مظاهر التخلف في مقدمتها تجوال الأبقار التي تزاحم المارة والسيارات وتتخذ من حاويات القمامة مصدر رزقا لها، وقد أصدرت السلطات الولاية العديد من التعليمات للقضاء على الظاهرة التي لا تزال على حالها في ظل التواطؤ المفضوح من الجهات المخولة بحجز الأبقار الضالة ومتابعة أصحابها قضائيا. وما شجع على انتشار الظاهرة المزابل العشوائية التي زادت كالفطريات في الأزقة والشوارع الرئيسية للمدينة.
تعرف بلديات ولاية عنابة ناهيك عن القرى الصغيرة إيواء وتربية المواشي داخل حظائر تزداد يوما بعد آخر يصل تعدادها إلى مئات الحظائر، ما ينجر عنه من مآسي حقيقية كانبعاث الروائح الكريهة ومأوى للحشرات الخطيرة بأنواعها، لكن أضحت المساحات الشاغرة والشعاب داخل المحيطات العمرانية المختلفة ساحة لفضلاتها، وقد أقيمت لها داخل الأحياء السكانية أسواق لها وهي الوضعية التي أثارت حفيظة الكثير من السكان الذين طالبوا بوضع حد لمثل هذه التجاوزات ولا يزال العديد من سكان الأحياء والتجمعات السكنية يتقاسمون المعاناة جراء الانتشار المذهل
للإسطبلات، حيث استهجن السكان التعامل السلبي للجهات المعنية مع ملف البيئة فظاهرة الانتشار الواسع لم تعد تقتصر للإسطبلات داخل النسيج العمراني للأحياء الحضرية على مستوى الأحياء الفوضوية، كما أن المواطنين أعابوا على السلطات طريقة تعاملها التي وصفوها بالخاطئة حيال مواضيع تمس في جوهرها صحة المواطن. وحسب المواطنين، فإن ديكورات مشينة لحقت بالأحياء الحضرية على مستوى بلدية البوني نتيجة اعتماد بعض المواطنين على كثرتهم تربية المواشي داخل بيوتهم، بحي سيدي سالم التي يتواجد بها أزيد من 50 إسطبل ونفس الوضعية تعرفها بلديات العلمة وسيدي عمار والشرفة وسرايدي، في حين حوّل البعض الآخر قطع أراضيهم إلى إسطبلات دون مراعاة سلامة باقي السكان الذين أنهكهم التدهور الكبير للمحيط البيئي. إلى جانب ذلك، تنتشر مختلف الحشرات الضارة والناقلة للعدوى كالناموس وغيرها التي تجد من الوسط المتعفن فضاء مفضلا لتكاثرها وزحفها باتجاه الآخر، كما تستمر معاناتهم مع الروائح الكريهة المنبعثة، الأمر الذي يرغمهم على إغلاق الأبواب والنوافذ وكل منفذ من شأنه أن يساعد على التهوية وتجديد الهواء، الأمر الذي يهدد بظهور بعض الأمراض الخطيرة.
المجلس الشعبي لبلدبة عنابة ينهي الهدنة مع الأبقار الهائمة
الهدنة مع مربي الأبقار قد انتهت بعدما أمهل المجلس الشعبي البلدي لبلدية عنابة المربين مهلة أسبوع لسحب أبقارهم من المناطق الحضرية قبل الشروع في حجزها. وحسب رئيس القطاع الحضري الثاني "علاط العربي"، فإن عملية حجز الأبقار التي تدخل في إطار محاربة مظاهر ترييف المدينة سجلت حجز لحد الساعة 11 بقرة وذلك بخصوص انتشار ظاهرة الأبقار الهائمة التي تجوب حرة طليقة شوارع وأزقة المدينة، وكأنها تحولت إلى منطقة ريفية، حيث يتكرر مشهد الأبقار الهائمة في تشويه صورة المدينة وتحضرها، في حين علق أحد أفراد المجتمع المدني أن المدينة هي التي زحفت على البادية والمناطق الشبه الحضارية التي لازالت تعرف ظاهرة تربية الأبقار التي يسترزق منها المربون.
وتجدر الإشارة إلى أن المجلس البلدي يخصص سنويا ميزانية مهمة لمحاربة ظاهرة انتشار الكلاب الضالة والأبقار الهائمة والجردان والقضاء على الناموس والحشرات الضارة خاصة خلال موسم فصل الصيف.
أصحاب الإسطبلات والمواشي معرفون لدى السلطات
غزو الأبقار والمواشي لأحياء المدينة وانتشار الإسطبلات ببلديات البوني والشرفة والعلمة وشطايبي وسيدي عمار والتي حولت أحياءها وساحاتها العمومية إلى مرتع للأغنام والأبقار التي أحيانا تجدها محروسة بعشرات الكلاب نتج عنه حالة من الاستياء في أوساط سكان المناطق الحضرية، حيث يستنكرون في حديثهم تجاهل السلطات المحلية والمجالس الشعبية المنتخبة لمراسلاتهم العديدة التي تطالب بتفعيل قرارات المجالس الشعبية البلدية التي تمنع وجود الإسطبلات وتجول الحيوانات داخل المجال الحضري خاصة وأن أصحابها تقول ذات المصادر معروفون بأسمائهم وعناوينهم لدى المنتخبين ومصالح الأمن ومديرية البيئة. ويضيف هؤلاء بأن كل الأشجار والمساحات الخضراء تحولت إلى مرتع لهذه الحيوانات ومطرح للنفايات التي باتت تهدد أمن وسلامة السكان وتخلق نوعا من الرعب والفزع لدى الأطفال والفتيات خاصة بعد إصابة إحداهن بجروح وصفت بالبليغة إثر هجوم بقرة عليها.
الزائر لسوق الجملة للخضر والفواكه بعنابة يشاهد حجم الكارثة أزيد من 100 بقرة تتجول يوميا بين الخانات وفي محيط السوق وبالرغم من الشكاوى الكثيرة التي وجهها ممثلي التجار لـ"مير" البوني من أجل محاربة الظاهرة إلا أن تلك الشكاوى لم تجد إذانا صاغية.
رئيس الفرع النقابي للسوق المنضوي تحت لواء الاتحاد العام للتجار والحرفيين الجزائريين أكد أن أصحاب تلك الأبقار يتعمدون إدخالها إلى وسط السوق للعيش في وسط المزابل وعند نهيهم من قبل التجار فإن مصيرهم سيكون السب والشتم متهما منتخبا بالبلدية بوقوفه وراء الظاهرة لكون أقاربه لهم عشرات الأبقار التي يتم جلبها يوميا لساحة السوق، مؤكدا بأن مصالح الدرك الوطني ومديرية التجارة والسلطات المحلية على علم بما يجري داخل السوق.
الأبقار تعيش في "المزابل" وأصحابها يبيعون الحليب بـ50 دج للتر الواحد
أكد عدد من المواطنين بأن أصحاب المواشي الهائمة يعمدون إلى بيع حليب أبقارهم التي ترعى بالمزابل أمام المساجد وفي الأسواق اليومية بـ 50 دج للتر الواحد، وأمام جهل المصلين والمتسوقين بمصدر ذلك الحليب فإنه يعرف توافدا كبيرا خاصة عند صلاة العصر في حين يقوم آخرون ببيع حليب مواشيهم لأصحاب المحلات بائعي الحليب بالتجزئة ويحدث هذا في غياب تام للرقابة بالرغم من خطورة ذلك الحليب على صحة الإنسان.
والجدير بالإشارة إلى أن الطب الحديث أثبت أن هناك 200 مرض مشترك بين الإنسان والحيوان وأن الحيوانات التي تعيش في ظروف بيئية غير ملائمة مثل البيوت الضيقة القريبة من المساكن وتعيش في المزابل ووسط القمامة تكون دائما عرضة لسوء التغذية وبالتالي لا قيمة غذائية بتناول لحومها ناهيك كونها عرضة للإصابة بالعديد من الأمراض ونقلها للإنسان عن طريق التعايش معا في نفس الأماكن أو عند أكل لحومها وشرب حليبها، ومن أهم تلك الأمراض وأكثرها خطورة على صحة الإنسان هي الأمراض الجلدية مثل الجرب والجدري وكذلك الأكياس المائية والسل الرئوي وداء البروسلة المعروف بحمى مالطا الذي يتسبب دائما في حالات إجهاض لدى النساء الحوامل خصوصا في الشهر الرابع وأيضا الحمى النزفية.