دولي

غزة تتعاون وجيش مصر يستفز ويعتدي

تصرفات مصرية معيبة

 

 

بينما تؤكد الحكومة الفلسطينية في قطاع غزة حرصها التام على الأمن القومي المصري، وحمايتها للحدود المشتركة بين جمهورية مصر العربية وفلسطين، وفيما يدعو الناطق الرسمي باسم الجيش المصري حركة حماس في قطاع غزة إلى "مزيد من التعاون في تأمين الحدود المشتركة مع قطاع غزة"، تقول تصرفات الجنود المصريين على الحدود كلاماً غير ذي صلة بكل ما سبق من تصريحات.

فمصادرنا الأمنية تتحدث عن سلسلة متواصلة من الانتهاكات غير المبررة، والتصرفات غير الأخلاقية التي قد تصل إلى حد انتهاك الشرف العسكري، حسب وصف المصادر لـ"فلسطين الآن".

 

إحسان..

 

ومما تجدر الإشارة إليه أن الحكومة الفلسطينية في قطاع غزة كانت حريصة على الجنود المصريين المتواجدين على الحدود المصرية الفلسطينية، وكانت على الدوام تعلن وبشكل واضح رفضها القاطع الاعتداء على الجنود تحت أي ذريعة أو مبرر.

ومن المعروف الذي لا يمكن أن ينسى تقديم الحكومة الفلسطينية لوجبات الطعام وكافة ما احتاجته قوات الجيش المصري على الحدود مع غزة إبان ثورة الخامس والعشرين من يناير، علاوة على حماية الحدود بشكل شهد له الجميع بقولهم إن حماس والحكومة في غزة قد أبدوا حساً عالياً للمسئولية العربية والقومية.

ورغم الاستفزازات التي سيأتي ذكرها لاحقاً إلا أن الحكومة الفلسطينية وعلى لسان قائد قوات الأمن الوطني الفلسطيني اللواء أبو عبيدة الجراح تؤكد على تحليها بأعلى درجات ضبط النفس والحفاظ على حق الجوار، وعدم انجرارها لأي مواجهة مع الجنود المصريين.

 

استفزازات وحركات معيبة..

 

وتكررت حسبما قالت المصادر الأمنية، عدد من الاختراقات والاستفزازات لعل أبرزها اختراق الزوارق البحرية المصرية للحدود وإطلاق النار تجاه الصيادين وأشهرها حادثة اعتقال الصيادين الخمسة من عرض بحر مدينة رفح، والاعتداء على صياد من عائلة البردويل وتخريب قاربه بشكل متعمد بعد السيطرة عليه وضرب نجله بشكل مبرح.

ومن الانتهاكات التي تحير العقول في قطاع غزة وتعجز التحليلات التي يسوقها المواطنون في غزة عن إيجاد تفسير لها هو اختراق الطيران المصري المروحي لأجواء قطاع غزة عدة مرات وصل في أحدها إلى ما يعرف بمنطقة ميراج (قريبة جداً من وسط قطاع غزة).

ومما أصبح معتاداً جنوب قطاع غزة إطلاق الجنود المصريين النار بشكل متعمد تجاه الأراضي الفلسطينية داخل قطاع غزة، وتجاه أفراد قوات الأمن الوطني ومواقعهم المنتشرة على طول الشريط الحدودي مع مصر.

ومما استجد خلال الفترة القريبة الماضية إقدام الجنود المصريين على القيام ببعض التصرفات المسيئة والاستفزازية ضد عناصر قوات الأمن الوطني المكلفة بالعمل على الشريط الحدودي، ومنها ما تكرر من قذف وسب وشتم وتلفظ بألفاظ نابية على أفراد تلك القوات والبصق تجاههم، علاوة على التلويح بإشارات معيبة بالأيدي وأخرى تلوّح بالقتل (تم توثيق بعضها بالصور والفيديو المنشور أسفل التقرير).

كذلك يوجه الجنود المصريين سلاحهم نحو المواطنين وأفراد الأمن الوطني المنتشرون على طول الحدود، إضافة إلى استخدام الجنود للمناظير العسكرية لمراقبة المنازل المدنية القريبة من الحدود ومتابعة حركة المواطنين وأفراد الأجهزة الأمنية.

من جهته أفاد قائد جهاز الأمن الوطني في قطاع غزة اللواء أبو عبيدة الجارح، أن قواته توثق هذه الانتهاكات بشكل دقيق وتعمل على ضبط عناصرها وأفرادها وتتمنى على "الأشقاء" في مصر العمل على وقف هذه الانتهاكات والاستفزازات وحفظ حق الجوار على حد قوله.

وكان الناطق باسم الحكومة الفلسطينية إيهاب الغصين طالب السلطات المصرية بالإفراج عن الصيادين الفلسطينيين المعتقلين، مبدياً أسفه لاستمرار اعتقالهم، واختراق زورق بحري مصري لمياه قطاع غزة وإطلاق النار على صياد فلسطيني والاعتداء على ابنه.

ويبقى السؤال الذي يتردد على ألسنة الفلسطينيين المحاصرين في قطاع غزة، لماذا تتعامل السلطات في مصر مع غزة كعدو؟ ولماذا يوجه السلاح المصري إلى غزة وتخترق أجواؤه ويغلق المنفذ الوحيد للعالم في وجه أبنائه بينما تنعم الحدود مع الاحتلال الإسرائيلي بالهدوء التام ومفتوحة على مدار الساعة دون عراقيل تذكر؟ الإجابة مجهولة الزمان والمكان والمصدر.

إ: ع. ب

من نفس القسم دولي