دولي

صبرا وشاتيلا" جرح نازف لن يشفَ إلا بالثأر للشهداء ومعاقبة المجرمين

في ذكراها الــ 31

 

 

أكد الناطق الإعلامي باسم لجان المقاومة في فلسطين علي الششنية " أبو الحسن" أن مجازر صبرا وشاتيلا في ذكراها الــ 31 دليل واضح على همجية وإجرام العدو الصهيوني وأن هذا الكيان يعيش على دماء الفلسطينيين والعرب والمسلمين عبر سلسلة جرائم تنقلت من قانا اللبنانية إلى بحر البقر المصرية حتى طالت مجازره وعدوانه كافة البلدان العربية .

وقال الناطق بإسم لجان المقاومة أن مجازر صبر وشاتيلا والتي تمت فيها إبادة الفلسطينيين واللبنانيين من سكان مخيمي صبرا وشاتيلا لازالت بمثابة جرحنا النازف الذي لن يشفى إلا بالثأر لأرواح الشهداء ومعاقبة المجرمين الصهاينة.

وشدد "أبو الحسن" أن مجازر صبرا وشاتيلا الإرهابية ستبقى وصمة عار على جبين مرتكبيها المجرمين الصهاينة وعملائهم وسيبقى الرهان على إرادة شعبنا ومقاومته وعزمه الراسخ في مقاومة أعدائه المحتلين وإعادة الحق إلى أصحابه مهما غلت التضحيات .

وطالب "أبو الحسن"، المؤسسات العربية والدولية الحقوقية بضرورة مواصلة المطالبة بتطبيق القانون الدولي ومحاكمة الصهاينة وأعوانهم باعتبارهم مجرمي حرب حسب القانون الدولي ونصوصه.

وجدد "أبو الحسن " في الذكرى السنوية الـ 31 عهد لجان المقاومة وذراعها العسكري ألوية الناصر صلاح الدين على مواصلة حمل البندقية والاستمرار في نهج الجهاد والمقاومة حتى تحقيق أهداف شعبنا بالحرية والخلاص والعودة .

 

تمضي الأعوام متلاحقة تطوي صفحات أيامها واحدة تلو الأخرى، لكن ذاكرةَ الفلسطينيِ تأبى دفن مجازر وضعها العالم في أدراج مؤسساته الحقوقية متجاهلا أن الفلسطيني إنسان يستحق الحياة. هذه المرةَ نتوقف مع يوم السادسِ عشرَ من سبتمبر حيث القتل بلا ضجيج، وبعيدا عن وسائل الإعلام.

من خلال تصفح شبكة الإنترنت يجد الإنسان عشرات مقاطع الفيديو والصور الأرشيفية المختلفة التي تصف بعضا من معالم المجزرة التي وقعت وضاعت معها إنسانية العالم بمؤسساته الحقوقية المختلفة بعد فشله في إدانة الجلاد وإنصاف الضحية، فـ"أم محمد" لم تتملك نفسها وهي تشاهد أهلها وأحبابها يغرقون في دمائهم، وتجولت في شوارع المخيم بينما لسانها يصرخ: "وين العرب وين.. وين العرب وين"، وأخذت تخاطب الصحفيين الذين دخلوا المخيم بعد الجريمة: "صوروا صورا خلي العالم يشوف".

هكذا تكشفت الوقائع عام 1982 في مخيمي صبرا وشاتيلا للاجئين الفلسطينيين في لبنان بعد ست وثلاثين ساعة لم يترك العدو الصهيوني بقيادة آرائيل شارون في حينه والكتائب اللبنانية وجيشِ لبنان الجنوبي وسيلة للإجرام إلا واقترفوها.

ويصف "أحمد" أحمد الناجين من المجزرة بعضا مما جرى، فيقول: "كان هناك مؤامرة بين الكتائب والإسرائيليين وهجموا علينا فجأة"، بينما تتذكر جيدا "إيمان" ما جرى وكأنه كتاب مفتوح أمامها: "وجدنا الشهداء وحشود الناس بعد انتهاء المجزرة في المخيم. أغلب الناس تم تدمير بيوتها، وتم تقطيع أجساد الشهداء وتشتيت عائلات بأكملها. شاهدنا الجثث في مكان من المخيم".

كانت مهمة شارون وجنودهِ محاصرةَ كلا المخيمين لمنع خروج أي فلسطيني وتوفيرِ الإنارة ليلا، بينما كانت الكتائب تقوم بالقتل والاغتصاب للنساء وبقر بطون الحوامل منهن ومختلف أشكال الإجرام لكن بلا رصاص، إنما كانت الأدوات الفئوسَ والأسلحة والبيضاء والبلطات.

وتتحدث امرأة أخرى لوصف معالم الجريمة، وتؤكد أنها الوحيدة بالإضافة إلى شقيقها الناجين الوحيدين من المجزرة، موضحة أنها لن تغفر لكل من ارتكب الجريمة سواء من العدو الصهيوني أو الكتائب اللبنانية.

وفي أحد طرقات المخيم يجلس "صبري" مستذكرا ما جرى، ويذهب بذاكرته إلى الوراء واحد وثلاثين عاما، ويبدأ بتقليب صفحات كتاب أرادت المؤسسات الحقوقية الدولية إغلاقها عنوة، فيقول بألم ومرارة: "دخلوا المخيم وبدأوا فينا الذبح، وقليلا ما قاموا باستخدام الطلقات، فقد استخدموا البلطات والسكاكين والسلاح الأبيض. قتلونا ولم يكن أي فدائية في المخيم".

وبذلك بدأت مرحلةُ تيهٍ جديدةٌ أرادها الأعداء للفلسطيني المطرود من وطنه ودياره، وبات مصيره محكوما للمجهول، فوسائل الإعلام تحفظ مقطع فيديو لامرأة فقدت زوجها وأفراد عائلتها، وكانت تصرخ بين المتجمهرين بأعلى صوتها: "وين بدي ألاقيه. يا ناس دلوني عليه، والله ما لي في هذه الدنيا حدا غيره".

اختلفت الروايات عن الأعداد الحقيقية للضحايا، غير أن أرجحها ذهب إلى أنهم أكثر من 4000 شخص بين أطفال ونساء وشيوخ، إلى جانب عشرات المفقودين حتى الآن، وهم مفقودون لا يعلم مصيرَهم إلا من قتلهم أو صمت على ذلك من مؤسسات تتغنى بحقوق للإنسان، صحيح أنهم رحلوا كما يقول شاعر فلسطين محمود درويش لكن ذاكرةً الوطن الجريح ستبقى زاهرة كلما مرت الذكرى.

وفي قصيدة له بعد المجزرة بأعوام يرسم شاعر فلسطين بريشته ما جرى، فيقول: "رحلو وما قالوا شيئا عن العودة، عادوا وما عادوا في بداية الرحلة، فالعمر أولاد هربوا من القُبلة".

قد يظن العدو الصهيوني أن التواطؤ الدولي على جرائمه كفيل بنسيان الفلسطيني لدمائه التي نزفت أو أعراضه التي أُنتهكت، غير أنه في كل مرة تأتي رياح فلسطينَ الجريحةُ بما لا تشتهيه سُفنهم، فهذا "أبو أشرف" الذي لا يزال يسكن ذات المكان التي دارت فيه رحى الجريمة، يقول بإصرار: "لا إنسان لديه إنسانية يمكن أن ينسى هذه المجزرة البشعة، مقابل ذلك فالفلسطيني لم يكن يوما إلا متمسكا بحق العودة".

مجزرة تلو الأخرى استخدمها العدو الصهيوني في محاولات يائسة لبث الرعب في قلب الفلسطيني ودفعه لترك وطنه أو المطالبة به، غير أن النتيجة في كل مرة كانت نموت ولن نركع إلا لله.

إ: ع. ب

من نفس القسم دولي