دولي
الإسمنت... الذهب المفقود في ظل أزمة الحدود في غزة
ظهرت بوادرها مع قيام الجيش المصري بتدمير الأنفاق
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 16 سبتمبر 2013
يعاني سكان قطاع غزة عدة أزمات طالت كافة مناحي الحياة اليومية للمواطنين، بفعل الحصار المفروض على قطاع غزة منذ عام 2006، والذي اشتد مع اغلاق الجيش المصري للأنفاق مع قطاع غزة.
ويعتبر الأسمنت من المواد الهامة لسكان قطاع غزة، نظرا للتطور العمراني الكبير الذي يحياه القطاع، علاوة على التزايد السكاني الملحوظ خلال العشر سنوات الأخيرة.
وعاش القطاع أزمات خانقة حرمت السكان من الأسمنت خلال سنوات الحصار الأولى، وتغلب الغزيون على هذه الأزمة من خلال شراء الأسمنت المصري عبر الأنفاق الواقعة على الحدود مع جمهورية مصر الشقيقة.
ذهب مفقود
ويخشى سكان القطاع أن يعود سعر الأسمنت إلى ما كان عليه عام 2008-2009، حيث وصل طن الإسمنت إلى قرابة ثلاثة آلاف شيقل، بنحو يزيد عن 10 أضعاف سعره الطبيعي.
المواطن عبد الله أحمد أعرب عن تخوفه من الارتفاع المتزايد لسعر الأسمنت، مشيرا إلى أنه قام ببناء شقته عام 2009، حيث اشترى طن الأسمنت ب 2700 شيقل، الأمر الذي ضاعف من تكاليف البناء بشكل يتعدى الخمسة أضعاف في ظل الوضع الطبيعي.
وفي ذات السياق اضطر المواطن عيسى مقداد إلى تأجيل استكمال بناء شقته بعد ارتفاع طن الأسمنت من 400 شيقل إلى 900 شيقل، الأمر الذي يتعدى قدرته المالية المخصصة للبناء.
وتمنى مقداد أن تنفرج الأزمة التي تمر بها مصر، وأن تعود مصر إلى رسالتها السامية كحاضنة للقضية الفلسطينية، وأن تعمل على انشاء معبر تجاري مفتوح بين مصر وقطاع غزة.
خسارة التجار
لم تتوقف أزمة الأسمنت عند ارتفاع سعره، بل تعدت لتشكل خسارة لتجار الأسمنت، نظرا للاتفاقات التي يبرمونها مع الزبون، والتي يشتري بموجبها الكمية المطلوبة مسبقا.
التاجر خالد نوفل أشار الى ان أزمة انقطاع الأسمنت تسببت في خسارة كبيرة لهم، تمثلت في دفعهم أجرة العمال في هذه الأيام التي يتوقف بها العمل بشكل شبه كامل.
وأشار نوفل إلى أنهم كانوا يبيعون نحو 10 طن من الأسمنت بشكل يومي، وما يزيد عن 700 حجر بلوك في ظل الأيام التي سبقت الأزمة المصرية واغلاق الأنفاق، غير أن البيع الآن متوقف، ويتعرض لركوض كبير.
وأوضح أن سعر الأسمنت يتوقف على حسب أوضاع الأنفاق الأمنية، حيث أن الأسمنت الذي يدخل غزة يتمثل بجهود التجار، والمخاطرة الكبيرة التي يتعرضوا لها، متوقعا أن يصل سعر طن الأسمنت إلى 1500 شيقل.
إ: عبد الوهاب. ب