محلي

التنمية في مهب ريح ببلدية مصدق

الشلف

 

يعيش سكان بلدية مصدق بولاية الشلف، ظروفا اجتماعية جد قاسية ومتاعب جمة، فبالإضافة إلى انعدام الماء والغاز تفتقر البلدية إلى المرافق الضرورية والترفيهية وفرص العمل التي تسببت وبشكل كبير في تنامي مختلف الآفات الإجتماعية التي أصبحت تهدد السكان والبلدية على حد سواء. بلدية مصدق على العموم، حسب سكانها تعتبر من أفقر البلديات على مستوى ولاية الشلف، فبالرغم من عددهم المتزايد ظلت ولسنوات طويلة بعيدة عن اهتمامات المسؤولين، فثالوث الفقر والجهل والعزلة لا يزال يطبع يومياتهم.

 وأكد السكان أنهم رفعوا انشغالاتهم إلى المسؤولين المحليين في العديد من المرات، غير أنهم لم يتلقوا أي رد على مطالبهم سوى وعود كاذبة يسمعونها في أثناء الحملات الانتخابية.

 وأول ما استهل به السكان سلسلة مطالبهم الكثيرة، مشكل انعدام فرص العمل الذي جعل من البطالة شبحا يعيشه أبناؤهم، وذلك راجع إلى غياب المؤسسات العمومية التي يمكن تشغيل عدد كاف من اليد العاملة، كذلك غياب وكالات التشغيل بأنواعها بالبلدية، وحتى بالبلديات المجاورة، فحسب هؤلاء فإنهم كثيرا ما لجأوا إلى مصلحة الشؤون الاجتماعية لإيداع ملفاتهم بغية الحصول على وظيفة، ولكنها بقيت حبيسة الأدراج، هذا ما أدى بهم إلى الاعتماد على أنفسهم من خلال تربية المواشي وخدمة الأرض التي كانت ولا تزال مصدر رزق العديد من العائلات.

 وفي هذا السياق طالب الفلاحون بدعم فلاحي لتمويلهم، وتطوير مشاريعهم، غير أنهم لم يستفيدوا من أي قرض إلى غاية الآن، أضف إلى ذلك المشاكل التي يصادفونها أمام غياب أهم عنصر لإنجاح مثل هذه المشاريع، وهو المياه الصالحة للشرب، والذي لا يتوفر بالمنطقة إلا لأوقات محدودة، الأمر الذي جعلهم يعتمدون على الآبار المتوفرة بالمنطقة، متحملين بذلك مشقاء ومتاعب البحث عن هذه المادة التي زادت من معاناتهم، كما أعرب السكان في هذا الصدد عن استيائهم الشديد، من السلطات التي لم تأخذ على عاتقها حل هذا المشكل.ويبقى مشكل النقل هاجس آخر يؤرق السكان ويزيد من متاعبهم، حيث تعاني البلدية من نقص فادح في وسائل النقل التي وإن توفرت، تكون في ساعات محدودة، لا تناسب السكان، خاصة في الفترات المسائية التي يصبح فيها التنقل داخل أو خارج البلدية شبه مستحيل.

وما زاد من تأزم الوضع هي تلك المسالك الوعرة والصعبة المؤدية إلى البلدية، لا سيما في فصل الشتاء، حيث يزداد الوضع تعقيدا، وذلك بسبب الحفر والمطبات التي تتحول وبفعل الأمطار المتساقطة إلى برك ومستنقعات موحلة، تصعب من خلالها حركة السير للراجلين والمركبات على حد سواء.

وفي ظل هذه الظروف المأسوية، ناشد السكان والي الولاية بزيارة البلدية والوقوف عند الوضع المزري الذي يعيشونه منذ الاستقلال بسبب تجاهل المسؤولين المحليين السابقين والحاليين لمطالبهم المتكررة وانتشالهم من الفقر والحرمان والتهميش.


من نفس القسم محلي