دولي

"أوسلو" أضاعت القضية وفرقت الشعب

حركة المقاومة الإسلامية "حماس"

 

أكدت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" إنَّ "اتفاق أوسلو وما تلاه من الاتفاقيات هي باطلة، لأنَّ ما بُني على باطل فهو باطل، وشعبنا الفلسطيني لن يلتزم بما التزمت به منظمة التحرير، ولن يعترف بأيّ نتائج تنتقص ذرة واحدة من تراب فلسطين أو مقدساتها أو حقوقه المشروعة".

وفي بيان لها في الذكرى العشرين لتوقيعه، دعت حماس "حركة فتح لرفع الغطاء الذي أعطته للدخول في المفاوضات الأخيرة التي هدفها تصفية القضية الفلسطينية، وعدم المراهنة على المتغيرات في المنطقة العربية، والجلوس للحوار الشامل على قاعدة استنقاذ المشروع الوطني من براثن التصفية والتطبيع مع الاحتلال، وعلى قاعدة الشراكة الكاملة في الدم والقرار والاعتراف بالآخر واحترام ثقله في الوطن".

كما دعت الفصائل الوطنية والقوى الاجتماعية الفلسطينية إلى تشكيل ائتلاف وطني لمواجهة نتائج المفاوضات الكارثية والتأسيس لرؤية وطنية شاملة تقوم على التمسك بحقوق شعبنا وثوابته وتحرير الأرض وعودة اللاجئين وتقرير المصير.

وطالبت حماس "الشعب الفلسطيني في الوطن والشتات لإسقاط مشروع التوطين وتجاهل حق العودة"، مؤكدة أنَّ "حق العودة حق مقدَّس يستحق أن تتوحّد عليه الجموع وأن تبذل من أجله الأرواح". 

 

وفي الثالث عشر من شهر سبتمبر قبل عشرين عاماً وقعت منظمة التحرير الفلسطينية على اتفاق أوسلو المشؤوم ضاربة بعرض الحائط الاجماع الوطني الفلسطيني، ومتجاهلة الثمن الباهظ الذي دفعه الشعب الفلسطيني في انتفاضته الأولى، التي أجبرت الهالك رابين أن يحلم بيوم يبتلع البحر فيه غزة، بل ومحدثة شرخاً كبيراً في الوحدة الوطنية.

وقالت حماس "لقد استطاع العدو الصهيوني من خلال هذا الاتفاق أن يحصل على اعتراف صريح من المنظمة بحقه الكامل في اغتصاب 78% من أرض فلسطين التاريخية، بل وأن يجعل ما تبقى من مساحة للأرض في الضفة والقطاع قضية متنازعاً عليها، ولتستمر المفاوضات عشرين عاماً استثمرها المحتل في تغيير المعالم الجغرافية والديمغرافية داخل الضفة والقدس، الأمر الذي يجعله يهيمن على أكثر من نصفها ما بين المستوطنات الكبرى والأغوار، والقدس والجدار حتى بات الحديث اليوم عن 9% فقط من أرض فلسطين التاريخية لإقامة ما يسمَّى بالدولة على بقع متناثرة من الأراضي الفلسطينية هي حصيلة ما تبقى من أرض".

ورغم تنكّر المحتل لكل الاتفاقيات التي تلت "أوسلو"، ورغم عملية تهويد القدس الممنهجة ورغم إنكار العدو لحق عودة اللاجئين، واشتراطه الاعتراف بيهودية الدولة العبرية، فقد عادت السلطة إلى المفاوضات مرَّة أخرى، بل عادت وهي أكثر التزاما بالتنسيق الأمني مع الاحتلال، ولا تترك فرصة لشعبنا للتعبير عن رأيه أو عن غضبه إزاء إجراءات الاحتلال وقمعه، بل عمدت السلطة إلى عملية تعاون أمني خطير اعتقلت بموجبها الأحرار وقتلت وتعاونت مع المحتل على الاعتقال والقتل.

وختمت بقولها "وفوق كل هذا، فإنَّ السلطة تنصلت من استحقاقات المصالحة لتتفرغ للمفاوضات مع المحتل وذلك استجابة لطلب رسمي من وزير الخارجية الأمريكي كيري كشرط أساسي لقبول السلطة طرفاً في هذه المفاوضات الهزيلة".

إ: عبد القادر. د

من نفس القسم دولي