دولي
هل تُمهد "الأنروا" لإنهاء خدماتها للاجئين الفلسطينيين!؟
مع تقليص حجم المساعدات
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 12 سبتمبر 2013
لم تكن التقليصات التي تقوم بها وكالة الغوث وتشغيل اللاجئين "الأنروا" جديدة، بل تتزايد منذ عدة سنوات، ولكن الأمر الأخطر هو أن هذه التقليصات تأتي في وقتٍ يعش فيه قطاع غزة أزمات حقيقية نتيجة الحصار "الإسرائيلي" الخانق، الأمر الذي يزيد من صعوبة وقساوة حياة المواطنين.
وقد تقلصت حجم المساعدات، التي تقدمها "الأنروا" للمواطنين، على الرغم أن هناك ما يقارب 9500 أسرة في قطاع غزة في حاجة أكثر لزيادة مساعدات الغذاء الدورية المقدمة لها.
وقد برر مدير عمليات "الأونروا" في غزة، روبرت تيرنر تقليص الخدمات، أن الوكالة الدولية تواجه عجزاً مالياً بقيمة 50 مليون دولار، وأنها تقوم بإجراء اتصالات مكثفة مع الدول المانحة لتغطية العجز المالي الذي تواجهه.
ولا يخفَ على أحد الأوضاع المأساوية والحياتية للمواطنين اللاجئين، حيث تتفاقم الأزمة مع ارتفاع معدلات الفقر والبطالة، الأمر الذي يتطلب من "الأنروا" زيادة معدل مساعداتها للمواطنين وليس تقليصها.
المواطن خالد المبحوح من سكان دير البلح وسط قطاع غزة، أعرب عن غضبه لتقليص خدمات الأنروا، كحرمان الطلاب من القرطاسية والمعونات النقدية، منوهاً إلى أن هذه المعونات كانت تساعده في توفير جزء من المتطلبات لأبنائه.
وطالب المبحوح، بضرورة الضغط على الأنروا من أجل التراجع عن هذه التقليصات التي أصبحت تسبب أزمة اقتصادية لعائلته في ظل الأوضاع المعيشية الصعبة جراء الحصار الإسرائيلي الخانق.
المواطنة آمال حمدان، أعربت عن خشيتها من تقليص "الكبونة الطارئة" التي تحصل عليها من "الأنروا" موضحةً أنها تنتظرها كل ثلاثة أشهر لكي تحصل على مواد غذائية توفر عليها المصاريف اليومية، خاصةً في ظل وضعها الاقتصادي حيث تعيل 4 أبناء بعد وفاة زوجها.
حمدان اتهمت "الأنروا"، بالقيام بدور غير إنساني ووطني تجاه الفلسطينيين، فكما "إسرائيل" تحاصر قطاع غزة، "فالأنروا" تزيد من هذه المعاناة بقطع وتقليص هذه الخدمات.
الدكتور عاطف عدوان، وزير شؤون اللاجئين بالحكومة الفلسطينية بغزة، أوضح أن تقليصات الأنروا تتزايد منذ اتفاق أوسلو حيث تتقلص الخدمات والمعونات المقدمة للفقراء، والأكثر فقراً، طالت مجالات عدة أهمها الصحة والتعليم.
وأشار عدوان، إلى أن التقليصات تضمنت عدم توظيف أبناء اللاجئين بالشكل المناسب، حيث تقلصت بشكل أكبر عن السابق، الأمر الذي يفاقم من معاناة اللاجئين في أماكن تواجدهم.
ورأى عدوان، أن هذه التقليصات تهدف لإنهاء خدمات "الأنروا"، باعتبارها رمزاً لوجود اللاجئين الفلسطينيين، منوهاً إلى وجود مؤامرة سياسية بهذا الخصوص، فضلاً عن وجود أزمة اقتصادية حقيقية لها أثر مهم في تقليص الخدمات.
وأضاف عدوان، أن هذه القضية باتت معروفة للجميع، حيث تقوم "الأنروا" بخطوات على مدى السنوات الماضية، من خلال تقليص الخدمات الإغاثية والإنسانية سواء على مستوى التعليم أو الصحة من أجل إنهاء خدماتها.
وبين، أن الدول الأوروبية تقوم بتقليص متمعد للمعونات المقدمة للأنروا لإجبارها على إنهاء هذه الوكالة التي تساعد اللاجئين.
يُشار، إلى أن تقليصات "الأونروا" طالت كافة المشاريع الإغاثية والإنسانية، ممثلة بمشروع تشغيل العاطلين عن العمل مؤقتًا، ومساعدات طلاب المدارس وبرامج التغذية الخاصة بهم، والمشاريع الإغاثية والتموينية وغيرهما من المشاريع المنوطة تحت واجبات الهيئة الأممية حسب وزارة الشؤون الاجتماعية بغزة.
وعن الأضرار التي لحقت بالمواطنين جراء هذه التقليصات، أوضح وزير شؤون اللاجئين، أن "الأنروا" تقدم خدماتها لثلثي سكان قطاع غزة، وتقليصها في ظل الحصار "الإسرائيلي" ينعكس سلباً على الواقع الاجتماعي والاقتصادي للأسرة.
وأضاف، أن العديد من الأسر الغزية كانت تعتمد على المساعدات المقدمة من "الأنروا"، وتساعدها في تحسين حياتها، إلا أن حرمانهم من هذه المعونات خاصةً "الغذائية" سيمنعهم من توفير الكثير من الانفاقات التي تحسن من حياتهم.
إ: عبد القادر. د