دولي
غزة تحتضر بفعل الحصار!!
مع تدمير مئات الأنفاق الأرضية
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 10 سبتمبر 2013
يشتد حصار قطاع غزة يوماً بعد يوم ويلقي بظلاله على مختلف مناحي الحياة الأساسية للقطاع لا سيما مع استمرار الحملة الأمنية على الحدود المصرية مع غزة وتدمير مئات الأنفاق الأرضية التي تعد شريان الحياة الوحيد في إمداد الغداء لسكان القطاع.
مشاهد "الهدم والتدمير" اليومي للأنفاق على الحدود مع غزة، توحي بأن القادم لغزة صعب للغاية وخاصة أنه يأتي ضمن "خطط" وضعت سابقاً من قبل حكومة الانقلاب بمصر وبعض الدول العربية للإطاحة بحكم "حماس" بغزة.
وتعد المواد الأساسية التي يتم تهريبها عبر الأنفاق (حليب أطفال ومواد غذائية ومواد بناء ووقود) وغيرها.. "عصب" الحياة لنحو 1.8 مليون إنسان بغزة، باعتبار أن الأنفاق هي البوابة الرئيسة في إمداد غزة بالسلع والمواد الأساسية.
ومع تسارع وتيرة الحملة الأمنية للجيش المصري، التي طالت أكثر من 80% من الأنفاق، حذرت مؤسسات حقوقية من كارثة إنسانية وشيكة في غزة تضر مختلف مناحي الحياة لاسيما القطاع الصحي.
ولجأ المواطنون في غزة إلي استخدام الأنفاق الأرضية عام "2008" لإمداد السكان بالمواد الغذائية للتغلب على الحصار الصهيوني المفروض على القطاع منذ أكثر من سبع سنوات.
الصحة تحذر
من جهتها، حذرت وزارة الصحة الفلسطينية بغزة، من حدوث كارثة صحية وإنسانية، جراء إغلاق المعابر الحدودية والأنفاق وشح كميات الوقود المستخدم في الأجهزة الطبية بمجمع الشفاء الطبي وسط مدينة غزة.
وقال الدكتور حسين عاشور مدير مجمع الشفاء الطبي:" الأجهزة الطبية في مجمع الشفاء الطبي كادت أن تستهلك كل طاقتها، ما ينذر بحدوث كارثة صحية وإنسانية".
وأوضح عاشور في تصريح صحفي عبر "فضائية القدس"، أن الاحتلال الصهيوني يمنع دخول الأنظمة والأجهزة الطبية التي تعالج الأورام السرطانية.
وأشار إلى أن الأوضاع التي يشهدها قطاع غزة في الفترة الأخيرة أشبه بالوضع الذي كانت عليه غزة بعد حرب الفرقان عام 2009، لافتًا إلى أنه استشهد عدد كبير من المرضى نتيجة منعهم السفر للخارج في تلك الفترة.
وأكد أن استمرار نفاد الوقود المُغذي لمولدات الكهرباء بمجمع الشفاء يربك الوضع الصحي وينذر بحدوث كارثة إنسانية وصحية.
وطالب عاشور الدول العربية كافة بعدم إقحام القطاع الصحي لأي تجاذبات سياسية، داعيًا السلطة في رام الله بضرورة إمداد وزارة الصحة بغزة بالأدوية اللازمة للقطاع، من أجل تفادي حدوث كارثة.
والجدير بالذكر أن الصحة بغزة أعلنت نفاد 128صنفًا من الأدوية، وتوقف 50% من العمليات غير الطارئة، جراء تشديد الحصار وإغلاق المعابر الرئيسية التي تعتبر شريان الحياة لقطاع.
دعوات بالتدخل
بدورها، دعت الأمم المتحدة إلى فتح جميع المعابر أمام حركة المدنيين والواردات والصادرات المشروعة من وإلى قطاع غزة.
وقال فرحان حق نائب المتحدث الرسمي باسم الأمين العام للأمم المتحدة في بيان له، إن "مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا" أعرب عن قلقه العميق إزاء القيود والتدابير الأمنية الأخيرة المفروضة على معبر رفح بين مصر وقطاع غزة."
وأضاف فرحان أن "تلك القيود أدت إلى التأخير بالنسبة للطلبة والمرضى الذين يبحثون عن علاج طبي عاجل، كما أدت إلى نقص في مواد البناء والوقود والإمدادات الطبية".
وأشار إلى أن آلاف الفلسطينيين تقطعت بهم السبل الآن على جانبي الحدود المشتركة بين مصر وقطاع غزة، منوها إلى أن مصادر محلية أوضحت أنه للأسبوع الثاني على التوالي هناك أقل من عشرة أنفاق لا تزال تعمل، مقارنة بنحو 50 نفقا خلال الأسابيع الماضية وذلك من بين أكثر من 300 نفق قبل فرض التدابير الحالية.
إ: ع. ب