دولي
لسنا قلقين من "تمرد" في غزة.. ودحلان عدو "لحماس ولأبي مازن"
النائب والقيادي في حركة حماس الدكتور صلاح البردويل
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 09 سبتمبر 2013
أكد النائب والقيادي في حركة حماس الدكتور صلاح البردويل أن حركته لا تشعر بقلق كبير من ظاهرة تمرد في قطاع غزة التي يتم الحديث عنها في العالم الافتراضي(الفيسبوك)، معرباً عن اعتقاده بأن التمرد في مصر شيء لا يحتذى به في الشارع الفلسطيني، بعد أن أظهر قُبح مظهره عندما قام بذبح المصريين وحرقهم في الشوارع، خاصة وأن تمرد مصر ارتبط في أذهان الناس الذين راقبوا الأحداث بأنه عبارة عن نازية وفاشية جديدة استحلت دماء المسلمين.
هذا وأوضح البردويل في حوار خاص مع مراسل "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية" بأنه توجد معلومات ووثائق مؤكدة يجري التعامل معها أمنياً تهدف إلى زعزعة الأوضاع في قطاع غزة، وما الاعترافات التي كشفت عنها وزارة الداخلية بغزة لأحد العملاء هي جزء من ذلك.
* هل صحيح أن هناك حركة تمرد في قطاع غزة يجري التخطيط لها حسب معلوماتكم ومتابعتكم؟
- أولاً، من حيث المبدأ قطاع غزة متهم بأنه متمرد إسرائيل وضعت قطاع غزة كياناً متمرداً، هناك دعوات فلسطينية متمردة من رام الله اعتبار غزة قطاعاً متمرداً، هناك بعض وسائل الإعلام المصرية تدعو لإعلان قطاع غزة كياناً متمرداً بما فيه من مقاومة. وبهذا المنطق إذا كانت قطاع غزة كياناً متمرداً فهل سيجري تمرد على التمرد؟ من ناحية.
من ناحية ثانية، كل الأطراف الفلسطينية تنكر بشكل رسمي لا تقول أن هناك تمرد، وإنما دعوات من العالم الافتراضي الفيسبوك للقيام بتمرد، وهذه الدعوات تبشر بانقلاب في غزة، ولا ندري انقلاب على من.. أيضاً هناك بعض التحركات الأمنية كشفت أن بعض العناصر مرتبطين ببعض الأجهزة الأمنية الفلسطينية وإسرائيلية.
العالم الافتراضي هو غطاء لتحرك أمني، أعتقد أن وزارة الداخلية عرضت مقطعاً من لقاء مع أحد المنخرطين في هذا العمل الأمني الذين يريدون أن يستغلوا هذا الغطاء من العالم الافتراضي لتحقيق بعض الضربات والفوضي هنا أو هناك حتى يثبتوا أن كلامهم بلا رصيد.
على أي حال لا أعتقد أنه العملية كبيرة إلى حد التمرد، ولا أعتقد أن التمرد في مصر شيء يحتذى به لأنه مختلف عليه كثير جداً بل أظهر قبح مظهره عندما قام بذبح المصريين وحرقهم في الشوارع، هذا التمرد ارتبط في ذهن الناس الذين راقبوا الأحداث أنه عبارة عن نازية وفاشية جديدة استحلت دماء المسلمين أحرقتهم في الشوارع وجرفتهم بالجرافات، لا أعتقد أنه أصبح محبباً أو نموذجا ممكن أن يحتذى به في الشارع الفلسطيني.
ارتباط هذا التمرد على أرض الواقع على ارض الواقع من المخابرات "الإسرائيلية" كما اعترف العميل الذي بثت وزارة الداخلية شريطاً عنه، كما أن معلومات أكثر مما بث يعطي الانطباع القضية قضية استمرار للعدوان "الإسرائيلي" ومن ارتبط به على قطاع غزة.
* عباس قال في تصريحات له بأن حركة حماس هربت عناصر لها إلى مصر للتدخل في الشأن الداخلي المصري.. كيف تقرأ هذه التصريحات؟
- اعتقد أن عباس يعيش نفس الكذبة التي تكذبها قيادة فتح على نفسها، هو جزء من عملية صناعة الكذب وترويجه، هو يعتمد على أنه رئيس مع أننا لا نعترف به كرئيس شرعي باعتبار انه فقد ولايته القانونية حسب الدستور، إلا انه طالما أعطى له غطاء عربي ودولي كي يظل رئيساً، هو يظن أنه لو خرجت منه الكذبة لن يجد من يكذبه، طبعاً هو متأكد انه هذه كذبة لكن يريد أن يضيف إلى الهجمة الإعلامية على حماس كذبة تخرج من رئيس فتصدقها جهات كبيرة جداً لتشويه صورة حماس والتقرب من النظام الحاكم في مصر.
* فتح تتهم حركة حماس بأنها معطلة لتنفيذ اتفاقات المصالحة، لذلك لجأت لخيار الانتخابات كاستحقاق وطني؟
- فتح هي تعلم علم اليقين أن عباس لا يريد مصالحة ولا يريد انتخابات، لأنه أبو مازن قدم تعهد لكيري قبل بدء جولة المفاوضات بأن لا يأتي على سيرة المصالحة طالما هناك مفاوضات، تعطيل بنود المصالحة بكل بنودها بما فيها الانتخابات قدمت عربون انتخابات لكيري. أبو مازن دخل بشرط للمفاوضات.. انه الولايات المتحدة أن يتنازل عباس عن شروطه بتجميد المفاوضات، وثانياً أن يجمد موضوع المصالحة. وهذا نعلمه في حماس وتعمله حركة فتح.
إذن جمدت المصالحة، عندما تأتي فتح لتقول انه حماس لا تريد انتخابات.. أنا أقول من حيث المبدأ هم لا يريدون انتخابات ومصالحة طبقاً للشرط الأمريكي طالما يوجد مفاوضات. ثانياً : من حيث المنطق، الانتخابات هي نتيجة منطقية لسلم اجتماعي (لمصالحة)، لأنه هل تجري انتخابات بين أعداء يقفون لبعضهم بالسلاح.. هذا مستحيل.. الانتخابات تجري في حالة توافق اجتماعي، مصالحة، نزاهة، حريات.. كل هذه مقدمات للانتخابات وهذا ما تم الاتفاق عليه.. إشاعة الحريات وهو ملف كبير جداً.. التأسيسي للنظام الوطني الفلسطيني بإعادة صياغة منظمة التحرير من خلال القيادة المؤقتة مع الفصائل وبدأنا في هذا الموضوع جلسة أو جلستين في الأردن.. ثم تشكيل حكومة ترعى الانتخابات.. من الذي سيرعى الانتخابات وسيشرف عليها، الانتخابات لابد لها من حكومة موحدة ومتوازنة، وهم لم يقبلوا بإصلاح منظمة التحرير وجمدوا الحريات والحكومة والمصالحة الاجتماعية ثم قفزوا للانتخابات.. كيف ستجرى الانتخابات في هذا الجو المحتقن؟ ما المراد من هذه الانتخابات؟ هم يريدوا في جو معكر كهذا تهزم حماس بالتزوير في الضفة الغربية ومن ثم تقلب الحكم.. وهذه وصفة لاقتتال جديد.. أنت تريد مصالحة ولا اقتتال جديد.. إذا بدك مصالحة معنى ذلك بدك أي شيء لا يؤدي إلى الاقتتال الجديد. ولذلك أقول لك أن هذا كلام واقعي وغير صحيح.
* رئيس الحكومة في غزة دعا إلى شراكة سياسية للمرة الثانية.. هل هذه الدعوة لازالت قائمة؟ وكيف كان التعاطي معها من قبل الفصائل؟
- نعم هو دعا إلى شراكة، مفهوم الشراكة عندنا هو مفهوم كامل، مشاركة في القرار والدم وتحمل المسؤولية والادارة، ودعوته صادقة مئة في المئة وشكلت لحنة من قبل حركة حماس لذلك، وبدأنا حواراً مع الفصائل، وهناك ردود ايجابية جيدة من بعض الفصائل الفلسطينية من داخل منظمة التحرير وخارجها، الأجواء جيدة والحوار هادئ ونحن على استعداد أن ننقله للنخب الوطنية ومؤسسات المجتمع المدني والمنظمات الأهلية والى كل الشخصيات الاعتبارية.
* هل سنشهد حكومة تشارك فيها عدة فصائل في قطاع غزة قريباً؟
- نحن نعمل ما بوسعنا وما علينا وإن شاء الله ربنا يوفق الجميع في حوار هادئ أن يصلوا إلى هذه النتيجة الجيدة ليس في غزة فقط وإنما في الضفة الغربية أيضاً.
* يلاحظ انه يزج بحركة حماس من قبل الإعلام المصري في الشأن الداخلي المصري.. هل تم تقديم أي دليل لكم يؤكد كل المزاعم التي يتحدث بها الإعلام المصري حول تورط عناصر من حماس واعتقال بعض منهم في شان مصر الداخلي؟
- سؤال جيد.. على مدى الفترة السابقة من أكثر من عامين وحتى اللحظة ووسائل الإعلام المصرية لا تكف عن الهجوم الشرس على حركة حماس وعلى المقاومة وعلى قطاع غزة، وحتى هذه اللحظة لا يوجد لديهم أي اتهام حقيقي صريح ولا يوجد أي لديهم أي معلومة حقيقية، أي مصدر رسمي مصري يتحدث وهم بدأوا جديداً في الفترة الماضية كانت وسائل إعلام، في الفترة الأخيرة سمعنا من وزير الداخلية المصري.. ولكن نحن نتحدى وزير الداخلية المصرية أن يأتي باسم واحد من أبناء حركة حماس فعلاً شارك في أي أعمال داخل مصر. هو وزير كبير وقال مسكنا ناس من حماس أتحدى ذلك. هم عندما يفشلوا يقولوا مسكنا فلسطينيين.. فلسطيني غير عن حماس... هناك سكان العريش ناس ساكنين منذ عام 1948 قد يكون واحد منهم والسؤال لماذا الربط من حماس؟
* باعتقادك.. لماذا يربطون كل شيء بحركة حماس؟
- إذن القصة كلها سياسية، عندهم هاجس كبير جداً من حركة الإخوان المسلمين، وكل من له علاقة بالإخوان لا بد أن يشوه ويشيطن، وحماس لأنها أقرب الحركات حدوداً من مصر وهي تنتمي لحركة الإخوان المسلمين لابد من شيطنتها حتى تكون الشيطنة كاملة هذا من ناحية، من ناحية ثانية لاستجلاب الدعم الأمريكي والأوروبي لا بد من استرضاء ودغدغة واسترضاء الجانب "الإسرائيلي" وكل من يشتم على حماس هذا يعطي انطباع لاسرائيل أن هذا مستقيم في المنطقة تضغط "إسرائيل" على الولايات المتحدة حتى لا تمنع المعونات على مصر، وتضغط على أوروبا على تقيم ما حدث في مصر على انه امر طبيعي، اذن عملية دغدغة للعواطف الإسرائيلية لأنهم يعلمون مدى العداء بين حماس و"إسرائيل" وكيف أن "إسرائيل" تدعم بشكل كبير جدا أي جهة تشيطن حماس، ولذلك عملوا من ناحية سياسية وفكرية ربطوا بين حماس والاخوان فهم يريدون أن يشيطنوا الاخوان فشيطنوا حماس، من ناحية سياسية تنفعهم خاصة أن حجم الدعم لما جرى في مصر حجم قليل وأمريكا وأوروبا مترددة فالسعي إلى شيطنة حماس يساهم في دغدغة عواطف إسرائيل من اجل أن تضغط على أمريكا وأوروبا حتى تدعم النظام الجديد في مصر.
* هناك حملة شرسة على الأنفاق الحدودية بين قطاع غزة ومصر؟ في أي سياق تأتي هذه الحملة؟
- في هذا السياق تأتي الحملة على الأنفاق والحدود والشتائم التي يتلقاها جنود الأمن الوطني الفلسطيني من الجنود المصريين على الحدود، في هذه الحملة الشيطنة الكاملة والعمل الكامل لحصار وخنق قطاع غزة.
*كيف تنظر إلى المنطقة العازلة على الحدود؟
- ما يتعلق بالمنطقة العازلة، هم أحرار في أرضهم، هذه مصر لها سيادة على أرضها لا حماس ولا أي فلسطيني تستطيع تمنع مصر من أن تمارس حقها الطبيعي على ارضها، المهم في الامر والذي يجعلنا نتحدث هو الحصار، نطالب مصر أن لا تحاصرنا وان لا تساعد الحصار الإسرائيلي، لماذا كل هذا الانهماك في تشديد الحصار على قطاع غزة؟ هل هذا من الأخلاق؟ هل هذا من الوطنية؟ هل هذا من باب الجيرة؟ هل هذا من الاسلام؟ هل هذا من باب الانسانية؟ لا يوجد أي وجه لتجديد الحصار على شعب محاصر أصلاً.. في القانون الدولي في اتفاقية جنيف، لا يجوز بأي حال منع أي نوع من الانفجار السكاني والشعبي الفلسطيني للجارة للحفاظ على أمنهم وقوتهم، إذا كان تبيح لنا الاتفاقات الدولة أن نلجأ إلى مصر طالما أننا في حرب مع إسرائيل وحصار أن نلجأ للجارة الوحيدة مصر لنأخذ حاجتنا من الطعام والأمن.. أنت تخالف القانون الإنساني الدولي القانون الإسلامي، والجيرة، والإنسانية والأخلاق.
* كيف ستتعامل حركة حماس مع الأزمة الاقتصادية في قطاع غزة في ظل إغلاق الأنفاق؟
- هذه ليست مهمة حركة حماس، وهنا لا نريد أن نقع في نفس الخطأ، ليست مهمة حركة حماس أن تتفرج عليها كل فصائل الشعب الفلسطيني والشعب الفلسطيني يقول يا بتسلم حالنا للاحتلال يا بتدبرنا "لا".. الشعب الفلسطيني طول عمره محاصر والشعب الفلسطيني مظلوم. الشعب الفلسطيني كما قال الشاعر الفلسطيني محمود درويش "إذا ما جعت آكل لحم مغتصب ** حذار حذارِ من جوعي ومن غضب" الشعب الفلسطيني شعب كله محاصر، المحاصر هو الجميع وليس ابن حماس فقط.. بالتالي أول خطوة هي كما قال الأخ أبو العبد (إسماعيل هنية) تعالوا نجتمع ونناقش الموضوع وليس على قاعدة أنك خارج اللعبة، أنا وأنت سواء، والحكومة لك ولي، والقضية لك ولي، والحصار عليك وعلي، تعالوا نفكر معاً.. أول شيء وحدة الرؤية الفلسطينية ومنع أي مزايدات وأي تصعيد.. وليس كما جاء نمر حماد وقال يرفعوا أيديهم ونحن نجيب ما نريد.. أنت تساومني أبيع فلسطين وأنهمك في اتفاقية أوسلو واشتغل في المفاوضات مقابل لقمة الخبر وهذا لن يكون، الشعب الفلسطيني يستطيع وله تأثير إعلامي ودبلوماسي في كل العالم نستطيع أن نكسر أي قيد علينا، ولكن أو خطوة وحدة الصف الداخلي الفلسطيني والعمل الفلسطيني، ثانياً حملة دبلوماسية عربية بأنك تستطيع أن تجلب دعم الدول العربية الحية والتي لديها كرامة وشهامة وشعوب تحترم، ثالثاً البعد الإنساني وإثارته إنسانياً ودولياً على مستوى العالم، تحريك الفلسطينيين في العالم كله والجاليات العربية في العالم لترفع الصوت عالياً أمام شعب يحاصر ويموت، ورابعاً الضغط على النظام المصري أن يوقف هذا الحصار من جانبه كما الجانب الإسرائيلي.
* هل تجديد الحصار هو جزء من مخطط لكي تُسلم قطاع غزة للسلطة بعيداً عن الاتفاقات الموقعة بين فتح وحماس في القاهرة والدوحة؟
- هذا جزء من العملية، يعني الحصار هو ضغط على حماس حتى تستسلم لشروط أوسلو، الهدف الثاني والاهم هو القضاء على المقاومة الفلسطينية، أي شخص سيحمل رصاصة واحدة لن يبق له وجود، لأنه إذا سلمت رقبتك لمشروع أوسلو ستسلم سلاحك. حتى يطوع السلاح لخدمة مشروع التنسيق الأمني، ولذلك المستهدف المقاومة وليست حماس، وحماس مستهدفة لأنها صاحبة شرعية دستورية وبعد الشرعية الدستورية ستستهدف الشرعية الثورية مثل حركة الجهاد الإسلامي التي لا علاقة لها بالشرعية الدستورية وأخذت شرعيتها الثورية من دماء شهدائها، وستستهدف ويقول لك لا شرعية إلا شرعية أوسلو.
*هل سترد حركة حماس على "إسرائيل" في حال شاركت في ضرب سوريا؟ وهل اتخذت موقفاً مع الفصائل الفلسطينية في هذا الشأن؟
- ليس من الحكمة التهور في الإجابة على هذا السؤال، ونعم هناك نقاش بين حماس والفصائل ويوجد توافق حول هذا الموضوع.