محلي
سكان أولاد سيدي هني ببلدية أولاد فارس يعيشون المعاناة على طول الخط
الشلف
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 09 سبتمبر 2013
يعاني سكان بقعة أولاد سيدي هني ببلدية أولاد فارس بولاية الشلف، مشكل إنعدام مياه الشرب بالمنطقة، ويتكبدون العطش الدائم طول السنة، حيث وقفنا على محنة السكان الدائمة والتي ولدت معهم منذ أزيد من نصف قرن حسب السكان وحتى حيواناتهم من رؤوس الماشية من الأغنام والمعز وبقية الحيوانات مهدد بالهلاك، دون الحديث عن الإنسان الذي تكلفه جرعة ماء متاعب كثيرة ومصاريف كبيرة. وأهم مشكل يعكر حياة السكان البالغ عددهم 114 عائلة، هو مشكل غياب ماء الشرب وماء الاستعمالات اليومية، حيث ينتقل السكان من مختلف الأعمار الكبار والصغار وكل واحد أمله في جرعة ماء يحملها على وسيلته المفضلة باستعمال ظهور الدواب فنعمة ماء الشرب تلزمه قطع مسافة طويلة لجلبها من عين بوشاقور التابعة لبلدية أولاد فارس ولكن المسافة طويلة والظروف لا تسمح لأي شخص من قطع هذه المسافة الطويلة وجلب جرعة ماء تطفئ غليل سكان البقعة. هذا المشكل أرغم السكان بالاهتداء إلى حل حتمي يتمثل في شراء ماء الشرب بقيمة مالية تصل إلى 1200 دينار للصهريج الواحد -حسب قولهم- وهذا المبلغ مرتفع، خاصة أن كل عائلة يلزمها صهريج ذات ثلاثة آلاف لتر أسبوعيا وهو ما يجبر رب العائلة على دفع أكثر من 4 آلاف دينار شهريا تكلفة ماء الشرب فقط تضاف لها فواتير أخرى تتعلق باقتناء ماء الغسيل والشرب للحيوانات وفواتيرها، كما أن مشكل غياب الخدمات الصحية من أولى اهتمامات السكان في الوقت الذي تجد فيه المرأة الحامل والشيخ المسن المريض وثقل السنين تزده الهموم في التنقل على وسيلة الخاصة إلى أقرب مؤسسة استشفائية بمقر بلدية لأخذ حقنة أو استعمال ضماد، تضاف لهم انشغالات أخرى كالمواصلات وكذلك اهتراء الطرقات وبالأخص الرابط بطريق الوطني رقم 19 والطريق كذلك بطريق الأبيض مجاجة على مسافة 8 كلم، ما جعل الطرقات تفرض عليهم العزلة بحكم موقعها الجغرافي، وكذا بحكم عدم فتح أي مسالك لربط هذه البقعة بعاصمة البلدية، وأضحت المسالك المؤدية إليها غير صالحة للاستغلال، ما دفع بالكثير من مستعملي هذه الطرقات من الناقلين يتخذون مسارات أخرى تجنبا لوضعية هذه الطرقات المتهرئة، الأمر الذي جعل سكان البقعة يعيشون شبه عزلة إلا من يملك وسيلة نقل خاصة، وعليه طالب سكان المنطقة من السلطات المحلية بضرورة إدراج مشروع تهيئة وإنجاز طريق يربط ما بين قريتهم وعاصمة البلدية، بعد المعاناة التي أضحوا يعيشونها خاصة في فصل الشتاء، إذ تشل حركة التنقل من وإلى هذه البقعة بفعل عدم صلاحية الطريق المؤدية إليها خلال تساقط الأمطار، ما يحرم أبنائهم المتمدرسين من الالتحاق بمدارسهم، وهو ما وجد فيه أصحاب السيارات الخاصة الفرصة المواتية لابتزاز المواطنين واستغلالهم لقضاء مصالحهم المستعجلة أو العادية، حيث لا تقل تكلفة النقل عن ألف دينار جزائري، وهو مبلغ لا يقوى عليه غالبية سكان القرية. هذه المشاكل والمتاعب اليومية للسكان جعلتهم يناشدون السلطات المحلية والولائية بالتدخل ومعالجة همومهم اليومية المتعلقة خصوصا بمياه الشرب وإنقاذ آلاف من رؤوس الأغنام من الهلاك المحقق بسبب أزمة غياب الماء إضافة إلى معالجة الخدمات الصحية في ظل بقاء قاعة العلاج المنجزة مغلقة وكذا اهتراء الطرقات، ما يجعل سكان هذه المنطقة يعانون الويل، آميلين في التفاتة السلطات إليهم. وردا على هذه الانشغالات صرح السيد أحمد عبد غانم رئيس المجلس الشعبي البلدي لبلدية أولاد فارس باحتواء الوضع وأنه تم تخصيص 4 ملايير سنتيم لإعادة تهيئة طرقات والتي ستكون على عاتق البلدية على مسافة 5 كلم بها، وبها 3 جسور، وفي انتظار تجسيد هذا المشروع تبقى معاناة سكان قائمة.