دولي

الأجهزة الأمنية في غزة تعيد انتشارها

تحسبا من استغلال الاحتلال الهجوم على سورية

 

أخليت المراكز المخصصة للتدريب من الأفراد، ونفذت خطة ‘إعادة انتشار’ للقوات الأمنية في عدة مناطق في قطاع غزة، ‘تحسبا من استغلال الاحتلال الإسرائيلي الظروف المحيطة (حال هوجمت سورية) وشن هجوم ضد غزة’، كما قال إسلام شهوان الناطق باسم وزارة الداخلية لـ’القدس العربي’.وأوضح أن خطة إعادة الانتشار تهدف إلى ‘تأمين الجبهة الداخلية، خوفا من أي حادث مفاجئ’، مشيرا إلى أن مقرات الشرطة تعمل بالشكل المعتاد وتمارس عملها في خدمة المواطنين’، بخلاف مقرات التدريب.ويعيش سكان قطاع غزة كما سكان المناطق الفلسطينية حالة من الترقب عما ستسفر عنه الأوضاع الإقليمية عند مهاجمة التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية لسورية.وهناك خشية كانت من استغلال إسرائيل للظروف المحيطة، وعدم الاهتمام وقتها إعلاميا وسياسيا بالملف الفلسطيني، لتوجيه ضربات عسكرية ضد قطاع غزة.ويقول إسلام شهوان أن هناك ترقبا وخشية من إقدام إسرائيل على تنفيذ عمليات اغتيال بحق شخصيات قيادية.

وكان قائد جهاز الدفاع المدني في غزة العميد يوسف الزهار أعلن الجاهزية للتعامل بـ ‘مسئولية عالية’ في حال حدوث أحداث طارئة في المنطقة قد تؤثر على سلامة المواطنين الفلسطينيين، وكان يقصد بذلك أي هجوم إسرائيل ضد غزة خلال الحرب على سورية.

ونقلت وكالة ‘صفا’ المحلية عن الزهار قوله ‘جهاز الدفاع المدني يتعامل مع أي معلومة يمكن أن تؤثر على الجبهة الداخلية باهتمام عال’، نافيا أن يكون أُعلن في غزة عن أية إجراءات طارئة أو استثنائية بالتزامن مع طبول الحرب التي تدق على الجبهة السورية.

كما تفيد معلومات من قطاع غزة أن الفصائل الفلسطينية اجتمعت قبل ثلاثة أيام في قطاع غزة، وناقشت باستفاضة الهجوم الأمريكي المحتمل ضد سورية.

واتفقت الفصائل على تجريم أي هجوم أمريكي ضد سورية، لكنها في ذات الوقت اتخذت قرارا بالحياد وبعدم الدخول في أي مواجهة عسكرية مع إسرائيل حال تم الهجوم، من باب الضغط على الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل، على أن تنتظر حتى ترى تطورات الموقف.

كما نفت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين مساء الجمعة ما تناقلته بعض وسائل الإعلام على لسان القيادي البارز فيها أحمد المدلل حول الأوضاع في سورية، وإمكانية التدخل في حال تعرضها لهجوم عسكري، وقالت أن تلك التصريحات ‘كاذبة ولا تمثل موقف الحركة’.

تأتي هذه التصريحات في الوقت الذي اثناء تطرقه إلى الهجوم العسكري المحتمل على سورية، قال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي بني غانتز، مساء الخميس، إن الجيش مستعد لكافة السيناريوهات.

وقال غانتز إن الجيش يواجه أياما عصيبة، وأن إسرائيل ليس لها دور في الأحداث التي تحصل بالقرب منها. وأضاف أنه "في حال توجيه النيران باتجاه إسرائيل فإنه من الواضح لكل زعيم أن الثمن سيكون باهظا.وفي حديثه عن جاهزية إسرائيل قال غنتس إن الجيش حلل كل الإمكانيات المستقبلية تمهيدا لأي تطور محتمل.

وأضاف أنه على الإسرائيليين مواصلة حياتهم الاعتيادية والاستعداد للأعياد القادمة، باعتبار أن "الجيش يقف لحمايتهم بحزم، وأنه قوي وجاهز أكثر من ذي قبل".

وعلى صلة، قال الوزير يوفال شطاينتس إن إسرائيل تعتبر مرساة في فترة عواصف، وأنها "جزيرة استقرار في العاصفة". وأضاف أن "إسرائيل غير معنية بالتدخل في الأحداث في سورية، ولكن إذا تعرضت لهجوم فسترد بشدة وحزم وبسرعة لضمان أمن المواطنين الإسرائيليين"، على حد قوله.

يذكر أن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو كان قد صرح بتصريحات مماثلة، ودعا الإسرائيليين خلالها إلى مواصلة حياتهم الاعتيادية.

كما عبّرت غالبية ساحقة من الإسرائيليين عن معارضتها الدخول بالحرب في سورية، وأظهر استطلاع للرأي العام في إسرائيل، نشرته صحيفة "معاريف" الجمعة، أن 77% من الإسرائيليين يعارضون تدخل إسرائيل في القتال الدائر في سورية في حال عدم تدخل الولايات المتحدة، وقال 11% أن على إسرائيل التدخل، بينما أجاب 12% أنه ليست لديهم إجابة على سؤال كهذا.

وقالت الصحيفة إنه في الوقت الذي يسود فيه الشعور بأن نتنياهو يؤيد عملية عسكرية ضد سورية "يبدو أن قسماً من المسؤولين رفيعي المستوى في محيطه أقل حماسة"، وأنه "فيما نتنياهو لا يترك شيئا للخيال عندما يهدد بالرد على أي صواريخ تُطلق من سورية، يبدو أن قسما من زملائه حول طاولة المشاورات (الأمنية) يعتقدون أن على إسرائيل أن تصمت وتضبط النفس".


من نفس القسم دولي