دولي

دعم واشنطن للسلاح "الإسرائيلي" يجعله لا يتأثر بالتقلبات المفاجئة

دراسة إسرائيلية تثبت دومومة التسلح الاسرائيلي وعدم التأثر بالتقلبات

 

قالت دراسة جديدة صادرة عن مركز أبحاث الأمن القومي الإسرائيلي إن الدولة العبرية تحصل على مساعدات من أمريكا بقيمة تصل إلى 2.77 مليار دولار، لافتة إلى أن هذا المبلغ مخصص كله تقريبا من أجل تعظيم القدرة العسكرية الإسرائيلية وفقا لاتفاق تم التوصل إليه مع الولايات المتحدة في شهر أوت 2007، وهذه المساعدة قد تزداد بالتدريج وتبلغ خلال العقد المنتهي في عام 2018 بحوالي 30 مليار دولار، لذلك إسرائيل تتأثر بدرجة أقل من الدول الأخرى نتيجة للتغيرات المحتملة على الوضع الاقتصادي العالمي والمحلي.

ويمكن اعتبار تسلح إسرائيل بمثابة عملية دائمة وإلى حد كبير لا تتأثر بالتقلبات المفاجئة.

وأضافت أنه بعد حرب لبنان الثانية استثمر الجيش الإسرائيلي موارد مالية ضخمة في مجال إعادة التسلح ومن أجل استكمال احتياطي التسليح وعلى الأخص لسلاح الجو وكجزء من هذه العملية ابتاع أنواع متطورة من العتاد مثل قذائف بقطر واطئ GBU39 وعدد كبير جدا من القذائف الموجهة. وفيما يتعلق بصفقات الأسلحة الكبرى فقد استكملت إسرائيل عملية استيعاب 100 طائرة مقاتلة من طراز F-16I واستوعبت خمس طائرات نحشون بعضها مخصص لمهمات استخباراتية (وتعرف في سلاح الجو باسم EITAM أو ستستخدم بعضها لمهام القيادة الجوية ومهام المراقبة وهذه الطائرات تعرف في إسرائيل باسم شافيط، وهذه الطائرات تم ابتياعها من أمريكا وبدأت تصل إلى إسرائيل منذ عام 2005 وقد زودت هنا بمنظومات إسرائيلية مختلفة.

وقالت الدراسة أيضا إن إسرائيل أعلنت عن نيتها التزود بطائرات مقاتلة متطورة من نوع F-35 خلال العقد القادم لكن الصفقة هي الآن في مرحلة المفاوضات، مشيرة إلى أنه في هذه الأثناء تُواجه الصفقة عقبات كثيرة منها:

أولا: برنامج F-35 في حد ذاته يواجه معوقات كثيرة في ذات الوقت وكلما تعاظمت المعوقات فإن سعر الوحدة الواحدة يرتفع ويقدر بأكثر من 130 مليون دولار.

ثانيا: إسرائيل تطالب بالحصول على برمجة الطائرة والقدرة على نصب منظومات إسرائيلية داخل الطائرة، هذه المطالب لم تلب حتى الآن من قبل السلطات الأمريكية. ثالثا: هناك مخاوف من تأثير التوترات السياسية السائدة في الآونة الأخيرة بين نتنياهو وبين أوباما حول استعداد الإدارة الأمريكية الموافقة على صفقات أسلحة كبيرة مع إسرائيل في المستقبل القريب، وإن كانت للإدارة الأمريكية حتى الآن سياسة واضحة حول دعم إسرائيل في المجالات الأمنية. كما طلب سلاح الجو شراء 9 طائرات نقل متطورة من نوع C-130J حيث يقدر ثمنها بحوالي 1.9 مليار دولار.

وذكرت الدراسة أيضا أن سلاح الجو يستبدل أيضا طائرات التدريب من طراز Tzukit التي بحوزته والمستخدمة من قبله منذ أكثر من 40 سنة بطائرة أمريكية، التي حظيت في سلاح الجو باسم (عوفروني) أما سلاح البحرية فقد طلب غواصتين إضافيتين من طراز دولفين المنتجة في ألمانيا.

وكشفت الدراسة أنه في مجالات كثيرة إسرائيل تعتمد في تسليحها على مجهود التطوير والإنتاج المحلية. أولا: فهي تستثمر جهدا كبيرا في مجال تطوير منظومات مضادة للصواريخ الباليستية وضد الصواريخ القصيرة المدى، وقررت شراء بطاريات (حيتس) أخرى، بالإضافة إلى البطاريتين العملياتيتين الموجودة بحوزتها، ومنظومات (حيتس) تمر الآن بعملية تحسين من أجل تمكينها من تحقيق نسبة نجاح أعلى في مواجهتها مع تهديد الصواريخ على مدى بعيد.

كما تستثمر في منظومتين فعاليتين للدفاع من تطوير وإنتاج محلي منظومة (مقلاع داوود) لاعتراض الصواريخ والقذائف الصاروخية وعلى مديات متطورة وطويلة والتي تتحرك من 40 ـ 200 كلم (وعلى الأخص القذائف الصاروخية الثقيلة من النوع الذي أطلق من لبنان في صيف 2006 وكذلك منظومة (القبة الحديدية) وهي المنظومة المخصصة لاعتراض صواريخ وقذائف صاروخية قصيرة المدى مثل القسام وغراد والتي أطلقت في الآونة الأخيرة باتجاه دولة إسرائيل سواء من قطاع غزة أو من لبنان. ولفتت الدراسة إلى أن منظومة (مقلاع داوود) استكملت مرحلة التطوير في العام الماضي.

وتطرقت الدراسة إلى أن إسرائيل تواصل تطوير قدرات في مجال الفضاء الخارجي والتزود بها: ففي عام 2007 أطلق القمر أوفيك 7 المخصص للحلول محل أوفيك 5 الذي تقادم وفي بداية عام 2008. ومن خلال الاستعانة بجهاز هندي لإطلاق الصواريخ أطلقت إسرائيل قمرا إستخباراتيا (تكسار) القادر على جمع معلومات استخباراتية في الليل وفي النهار وفي جميع الأحوال الجوية.

وتابعت الدراسة أن سلاح الجو حول للخدمة في الآونة الأخيرة أنواع من الطائرات المسيرة من طراز (شوفال) و(إيتان) وهي قادرة على البقاء لفترة طويلة في الجو لمدة زمنية طويلة وعلى ارتفاع كبير وقد تم تطويرهما بحيث تتمكنان من القيام بمهام بعيدة المدى (40 ساعة أو أكثر) وكذلك مهام الاستطلاع وجمع المعلومات الاستخباراتية.

وإلى جانب الطائرات غير المأهولة الكبرى تم تزويد وحدات الجيش بطائرات مسيرة صغيرة تستخدم من قبل الوحدات القتالية لغرض جمع المعلومات على مسافات قصيرة (حتى 10 كلم) وفي الآونة الأخيرة اختير طراز Skylark I LE التي تتميز بقدرات البقاء على ارتفاع كبير وكطراز سيتم تجهيز وحدات أخرى به.

كما أن إسرائيل وسعت من شراء منظومات أسلحة من إنتاج ذاتي من أجل القوات البرية، أحد الدروس المستخلصة من حرب لبنان الثانية دفع الجيش إلى التزود بآليات قتال مدرعة محمية جيدا (النمر) التي تعتمد على دبابة مركافا، وفيما عدا ذلك سيتم تزويد دبابات مركافا علامة 4 وآلية القتال المدرعة (نمر) بمنظومات الصواريخ المضادة للدروع فعالة حيث ستستخدم منظومتين تتنافسان فيما بينها (معطف الريح من صناعة رفائيل (هيئة تطوير القتال) لدبابة ميركافا علامة 4 ومنظومة (القبة الحديدية) المنتجة من قبل الصناعة العسكرية بالتعاون مع شركة (إلبيت) لصالح الآلية القتالية (نمر).

ورأت الدراسة أن تقييم القدرات الحقيقية لإيران هي مهمة معقدة للغاية، ولكن من الواضح أنها تنتج عدة نماذج من الصواريخ والمدفعية وكما يبدو صواريخ ضد الدروع وصواريخ بحر-بحر تستند إلى تكنولوجيات روسية وصينية، ومع ذلك ليس هناك دليل بأن إيران تنتج طائرات مقاتلة ذات قدرات حقيقية على المواجهة في ساحة المعركة المعاصرة.

  ق. د/ وكالات


من نفس القسم دولي