دولي

دوافع حماس لدعوة الفصائل للمشاركة في إدارة غزة؟!

في ظل التشكيك في الظغوط الدولية وإمكانية انتفاضة الشارع المحلي

 

تباينت آراء المحللين والسياسيين الفلسطينيين، بشأن الدعوة التي أطلقها رئيس وزراء حكومة حماس بغزة، إسماعيل هنية، للعمل على توسيع رقعة المشاركة في إدارة قطاع غزة، إلى حين تحقيق المصالحة، وتشكيل حكومة وحدة وطنية، وتوسيع المشاركة وتحمل المسؤولية، على قاعدة النظرة بأمل للمستقبل، وإطلاق ما قال عنه "قطار الانتخابات" البلدية والطلابية بالتزامن في غزة والضفة.

وفي حين اعتبرها البعض بأنها دعوة "نابعة من أزمة تعيشها حركة حماس عقب سقوط حكم الإخوان المسلمين في مصر، والتشديد الأمني والحملة الإعلامية المصرية ضد الحركة وزعزعة قوتها واستقرارها"، رأى آخرون بأنها جاءت بسبب "تخوف من تمرد حقيقي شعبي" خاصةً في ظل الدعوات التي أطلقها مجهولون على شبكات التواصل الاجتماعي باسم "تمرد ضد الظلم في غزة" وبث بيانات تدعو الغزيين للنزول الى الشوارع في 11 تشرين ثاني المقبل. وهي قضية أشار لها هنية في خطابه.

وبين المحلل السياسي، هاني حبيب، أن الدعوة غير جديدة، وأن الفصائل لم تستجب سابقا، وأنها لن تستجيب قريبا، بسبب شروط حماس لهذه المشاركة، التي تنفي المشاركة الحقيقية للآخرين في إدارة القطاع، واعتبارهم مجرد أدوات لإدارتها.

وأضاف: "اعتقد أن الأمر بحاجة لتعزيز دور ومبادرات المصالحة، والالتزام بما تم التوافق عليه مؤخرا في القاهرة بتشكيل حكومة ائتلاف، تمهيدا لعقد انتخابات عامة، وليس مجرد المشاركة الصورية"، مشددا على أن تصوير حماس وكأنها في أزمة، رغم تأثرها بعزل مرسي، أمر مبالغ فيه، وأنها كانت تحكم منذ عهد مبارك، ولم تتأثر سابقا، ولكن ليس في درجة تجعلها في مأزق شديد، يجعلها تستسلم لإرادة المصالحة.

ورأى المحلل السياسي، أكرم عطا الله، أن دعوة هنية كانت ضرورة مرتبطة بمستجدات قرأتها حماس، وتحديدا بعد ما جرى في مصر وعزل مرسي وتجربة الإخوان وتفردها بالحكم، وأن حماس تريد الاستفادة من أول درس، بشراكة تحافظ على الجميع وتحفظ وجودها في ظل ما تمر به من أزمة.

وأعرب عطا الله عن تخوفه من دعوة هنية وتأثيرها على المصالحة ووداعها، وعدم عقد انتخابات، واعتبار غزة إمارة أو كيان منفصل لا علاقة له بالضفة، وتخليد حماس كحزب أول وللأبد، مشددا على ضرورة تطوير وفتح نقاش في الدعوة على أساس إدارة الوطن بأكمله من خلال القنوات المفتوحة بين الفصائل، وليس عبر وسائل الإعلام، والالتزام بما جاء في الورقة المصرية للمصالحة، وعدم الخوض في حوار جديد في ظل التجربة السلبية فلسطينيا في هذا الجانب.

ورأى في الدعوات على شبكات التواصل الاجتماعي، للتمرد ضد حكم حماس، بأنها من الصعب أن تنجح، وأنها فعليا لا يوجد لها أي حراك على الأرض، وأن فشلها مرتبط بعدم وجود جهة تحمي هذه الجبهة كما توجد القوات المسلحة في مصر أو هيئات المجتمع المدني في تونس، بالإضافة لعامل الاحتلال الذي يعيق أيضا إمكانية حدوث تمرد حقيقي، وأن الحالة الفلسطينية أقرب للحوار منها للصدام، وعدم العودة لكابوس عام 2007.

ويخالف المحلل السياسي، هاني حبيب الرأي، ويرى أن هناك أسبابا من الممكن أن تجعل من التمرد على حكومة غزة أمراً وارداً، مشددا في الوقت ذاته على أنها تفتقد أيضا للأدوات الضرورية والناجعة والحاسمة، خاصةً أنه لا وجود لحاضنة فلسطينية كما يحصل في مصر وتونس وأن الوضع في فلسطين مختلف عن التجربتين.

وقال عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية، صالح زيدان، بأن الجبهة رحبت فقط بإجراء انتخابات محلية وطلابية ونقابية كمقدمة لإجراء انتخابات فلسطينية شاملة، مشيرا إلى أن الدعوة لتوسيع المشاركة في إدارة الحكم، ليست جديدة وقد سبق أن أطلق هنية دعوة مماثلة.

واعتبر زيدان هذه الدعوة بأنها "ليست مخرج في ظل المأزق السياسي والاجتماعي والاقتصادي الذي تعيشه غزة بعيدا عما يجري من تطورات إقليمية".

وبشأن الدعوات على شبكات التواصل الاجتماعي للـ "تمرد في غزة"، قال زيدان لـ القدس دوت كوم: "الانقسام مبنى على مصالح ورهانات ودعم خارجي، وأغلبية ساحقة في الشعب الفلسطيني ضد هذا الانقسام وضد كبت الحريات وتسييس الدين، ومن الطبيعي أن نجد حركة تمرد أو حركات شبابية تطالب بتحركات شعبية معارضة للوضع القائم"، داعيا إلى "التعلم مما يجري في المنطقة".

إ: محمد أنس. ح

من نفس القسم دولي