محلي

المناطق الأثرية والسياحية بوهران تتحول إلى مزابل في ظل غياب الوعي البيئي

وهران

 

 

تعيش العديد من بلديات ولاية وهران في الآونة الأخير أزمة انتشار النفايات بشقيها التي زادت حدتها بفعل الاستهلاك المنزلي المتزايد للسكان وقاصدي الولاية من السياح والزوار، ولا يتوقف الأمر عند هذه الظاهرة فقط، وإنّما يتعداه إلى الانتشار الرهيب للحشرات اللادغة كالبعوض والذباب على غرار الروائح الخانقة للأنفاس المنبعثة من القمامة المرمية هنا وهناك ما أعطى ديكورا سلبيا للولاية الملقبة بعروس البحر الأبيض المتوسط خاصة بزوايا الشواطئ والمناطق الأثرية والسياحية والمسالك المؤدية إليها بفعل نقص الوعي المدني وثقافة النظافة والحفاظ على المحيط .

 الأمر الذي حول العديد من المناطق الخلابة إلى شبه مفرغات عمومية، حيث لا تكاد تفارقها صور الأكياس البلاستيكية ومخلفات الرمي العشوائي للأوراق والجرائد والأكياس البلاستيكية وبقايا المأكولات التي ترمى في الكثير من الأحيان بالبحر والمناطق الغابية والتي أضحت من بين المظاهر السلبية التي تشكّل ديكورا مقرفا عبر مختلف بلديات ومناطق ولاية وهران مؤخرا، لا سيما أن النفايات باتت منبع لتوافد الحيوانات الضالة كالكلاب والقطط المتشردة والخنازير البرية التي تقتات من القمامة المتناثرة، فضلا عن الانتشار الكاسح للحشرات السامة وفي مقدمتها البعوض الذي أضحت أسرابه مصدر قلق وتذمر السكان بعد اكتساحه للمنازل .

وإذا كانت البلديات مطالبة بقوة القانون بتصريف ونقل مختلف الفضلات المنزلية إلى المفرغات العمومية مع التكفل بإعداد مواضع للتفريغ على مستوى مجمل الأحياء وأماكن الاستجمام، لا سيما أنها استفادت من مختلف المعدات والآلات الضرورية لجمع وتصريف النفايات، إلاّ أنها تتهم المواطن بانعدام ثقافته البيئية من خلال إقدامه على التخلي عن فضلاته المنزلية في مواقع غير رسمية وغير لائقة وفي أوقات غير مناسبة أيضا لتتراكم الأمور من جراء ذلك إلى أن تصل إلى درجة انفلات زمام التحكم من السلطة المحلية، في ملف كان يفترض أن يكون ضمن أولويات السلطات

 المحلية للحفاظ على البيئة والصحة العمومية، بالنظر إلى حساسيته المفرطة التي تفتك بقوة متناهية بالبيئة والصحة والتربية على حد سواء، إلا أن نظرة البلديات للأشياء بهذا المنظور، تؤكد عدم قدرتها على التكفل بملف النفايات المنزلية وفق الصلاحيات والأولويات.

فلا المشاريع الجوارية ولا مبادرات النظافة أفلحت في الحد من هذه الظاهرة، ولا المواطن اكتسب من الثقافة البيئية ما يؤهله للمشاركة الفعالة في الحفاظ على المحيط، حيث أضحت ظاهرة انتشار القمامة بشكل عشوائي حتى بالمناطق الأثرية والسياحية والشواطئ الصخرية الخلابة بمناظرها من الأمور المنبوذة. فالزائر لبعض المناطق الأثرية عبر مختلف سواحل وهران أو بالشواطئ الرملية والصخرية ينتابه الذعر من الانتشار المخيف للقاذورات والنفايات التي يتركها مرتادو هذه المناطق، حيث تتراءى الأكياس البلاستيكية وقارورات المشروبات الغازية والخمر والجعة

والأكواب البلاستيكية إلى جانب الجرائد وبقايا الكرطون المتخذ للجلوس في مظهر يبعث على الاشمئزاز، لذا كان لزاما تدارك الوضع لإنقاذ السياحة بوهران من هذه الظاهرة الخطيرة التي تسببت في نفور السياح .

من نفس القسم محلي