دولي

خطة دفاع عسكرية عن ايلات لحمايتها من العمليات

تحسبا لانطلاق عمليات عسكرية ضد الكيان الصهيوني من سناء

 

تصاعدت في الآونة الأخيرة عمليات قصف ايلات بالصواريخ ما دفع جيش الاحتلال إلى تعزيز إجراءات الحماية البرية والاعتراضية الصاروخية البحرية؛ خشية التسلل للمدينة عبر البحر كما فعل أحد الضباط المصريين عام 1969 خلال حرب الاستنزاف، حين نجح بالتسلل إلى ميناء ايلات ووضع ألغاما وعبوات ناسفة أسفل السفن الحربية الإسرائيلية الراسية فيه وتفجيرها ومن ثم عاد سباحة إلى مصر، وفقا للاعتراف الإسرائيلي المسجل من خلال ما نشره موقع "والله" العبري الالكتروني تحت عنوان "خطة الدفاع عن ايلات".

ويبدو أن ايلات غيرت وجهها هذه الأيام اذ يدرك جيش الاحتلال وسكان المدينة أن منظمات "الجهاد العالمي" موجودة في سيناء وتخطط منها لتنفيذ عمليات تستهدف المدينة، وان هذه المنظمات العاملة برعاية قبائل بدوية يمكنها ان تفاجئ الجميع في كل لحظة.

واستدعي هوغو ريال الذي يعتبر من قدماء الغواصين في المدينة وعدد آخر من أصدقائه الذين خدموا معه في سلاح البحرية الإسرائيلية إلى مقر قائد قطاع البحر الأحمر بالبحرية، وناقش معهم تطورات الإقليم ومدى استعداد القوات لمواجهة عمليات "إرهاب" من كل الأنواع.

وقال هوغو: "لقد كانت مفاجأة ايجابية أن أرى مدى الاستعداد والتطور التكنولوجي الحاصل، صحيح إنني تسرحت من سلاح البحرية قبل 20 عاما لكنني مرتبط بالبحرية وعلى اتصال دائم معها مثل جميع أصدقائي، وكما هو معروف للجميع فقد تغير الوضع في المنطقة لكن الوضع مطمئن بالنسبة لنا، فسلاح البحرية يمكنه تمييز علبة الكوكاكولا الطفاية على سطح البحر عن علبة (كينلي) وعن بقية الإمكانيات والتجهيزات ممنوع علينا ان نتحدث".

وطلب قائد قطاع البحر الأحمر من مسرحي البحرية القاطنين بالمدينة والذين ما زالوا يجوبون البحر بقواربهم وسفنهم الخاصة الإبلاغ عن أي شيء أو تغيير يلاحظونه في عرض البحر.

وفي سياق الخطة والاستعداد الدائم يمكنك ان تشاهد يوميا قوة تابعة للواء غولاني من عناصر الكتيبة 13 يركضون على طول الساحل فيما ترقبهم من بعيد سفينة دبور مسلحة بكامل جهوزيتها، وليس بعيدا تطل عليك بطارية القبة الحديدية المنوط بها حماية المدينة من خطر الصواريخ واعتراضها وإسقاطها قبل وصولها الهدف، ويصل الأمر إلى داخل المراكز التجارية الكبرى والأسواق حيث لا يمكن للعين ان تغفل دوريات الجيش التابعة لقوات حماية الجبهة الداخلية حيث يمكن تمييزهم من خلال "ألبريه" العسكري الذي يعتمرونه دون ان ينشغلوا بالتقاط الصور على خلفية المناظر الجميلة ورفعها على صفحات الفيس بوك الخاصة بهم، كما تم ربط ايلات بمنظومة صافرات الإنذار رغم معارضة رئيس بلديتها يتسحاق مئير، لكن في آخر المطاف فان ضرورات الوضع الأمني تستوجب مثل هذه الخطوة.

وأضاف الموقع: اسرائيل لم تتوقع ما يجري في سيناء لكنها انجرفت إليه، ورغم ان هدف الجدار الأمني كان بداية الأمر منع تهريب المخدرات والمجرمين والمهاجرين، لكن خلال عملية البناء تم إدخال الكثير من التعديلات حتى يصبح الجدار ملائما لمواجهة المخاطر "الإرهابية" التي أطلت برأسها منذ الإطاحة بنظام حسني مبارك.

ونتيجة التغييرات الحاصلة أقام الشاباك دائرة خاصة متخصصة بمنطقة ايلات، وتمت إعادة بناء وتفعيل وحدة المستعربين التابعة لما يسمى بحرس الحدود في المنطقة الجنوبية.

وأقام جيش الاحتلال بدوره وحدة "ريمون" المتخصصة بالحرب والمعارك الصحراوية، ونالت هذه الوحدة الكثير من الثناء على أعمال قامت بها، فيما تلقت القوات المسؤولة عن منطقة ايلات تعزيزات بالأفراد والمعدات، وتم تحديث نظام الإنذار ومنظومات الكشف المبكر التي تعزز قوة الرد.

بدورها نفذت الكتيبة المسؤولة عن ايلات "عوتسيفت ادوم" تحولا حادا وانتقلت من الاعتماد على قوات احتياط إلى الاعتماد والتركيز على قوات النخبة النظامية، كما تمت إقامة سرية استخبارات ميدانية وغرف عمليات متطورة جدا.

وفيما يتعلق بالجدار الأمني فقد انتهت الأعمال به باستثناء القطاع الكائن بالمنطقة الجبلية الصعبة المحيطة بمدينة ايلات، ولن ينتهي العمل في هذا القطاع قبل العام المقبل، وسيضم في حال الانتهاء منه وسائل مراقبة الكترونية متطورة جدا ستسمح بمراقبة عمق سيناء بعيدا عن الجدار.

وقال مصدر عسكري إسرائيلي: رغم أهمية الجدار تبقى الحاجة لإقامة عائق بحري ملحة لحماية البحر الأحمر، ويجب الشروع ببناء هذا العائق بعد الانتهاء من الجدار.

ورفض ضباط كبار في قيادة المنطقة الجنوبية المساواة بين ايلات وسديروت مدعين ان الفرق بينهما كبير جدا وان مجرد المقارنة يمنح "الإرهاب" جائزة.

وقال أحد الضباط في إطار تفصيل الفرق بين المنطقتين: "صحيح ان القصف الصاروخي من سيناء الى ايلات أقل مما تتعرض له سديروت، لكن معادلة ضبط النفس السائدة في غزة لا تسري على سيناء، والجيش الاسرائيلي في هذه اللحظة غير مستعد للعمل في سيناء والمس بالسيادة المصرية ولهذا فانه موجود حاليا في حالة الدفاع خلافا للحال في غزة حيث ينفذ الجيش هجمات مستمرة".

فارق آخر بين الحالتين وفقا لضباط كبار يتمثل بكون ايلات مدينة سياحية يعتاش معظم سكانها البالغ عددهم 60 ألف نسمة من العمل في قطاع السياحة وتعاظم أعمال "الإرهاب" سيخلي المدينة من السياح وبالتالي انهيار اقتصاد المدينة.

إ: أمال. س

من نفس القسم دولي