دولي
حقوقيون فلسطينيون يدينون موقف السلطة وفتح من مجازر مصر
انخراط فتح في دعم الانقلاب والد المصري
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 20 أوت 2013
أدان حقوقيون وأكاديميون فلسطينيون ينضوون تحت "مركز الشؤون الفلسطينية" في بريطانيا ما يصدر عن السلطة في رام الله، ومنظمة التحرير "من انحياز واضح وتبرير للمجازر بحق أبناء الشعب المصري المطالبين بحقوقهم وحريتهم".
ورأوا أن مثل هذه المواقف "المعيبة كانت سبباً مباشراً لاقتلاع مئات آلاف الفلسطينيين من دولة الكويت، بعد تأييد الراحل عرفات واصطفافه مع غزو الكويت"، في إشارة إلى اجتياح الجيش العراقي للكويت بقيادة صدام حسين عام 1990.
واستغرب المركز في بيان له أول أمس، انحياز "المتحكمين في قرار سلطة رام الله ومنظمة التحرير لطغاة المنطقة في سورية ومصر والعراق ووقوفهم ضد إرادة الشعوب الثائرة".وأكد المركز، الذي يرأسه الأكاديمي والناشط السياسي إبراهيم حمامي، أن "الموقف الفلسطيني الواعي يرفض التدخل في الشؤون العربية ويحترم خصوصية كل قطر، ومن هذا المنطلق يدين إدانة تامة ما تقوم به قيادة السلطة وحركة فتح" من تشويه إعلامي وفبركة لتوريط الفلسطيني في أحداث مصر، وهو ما كشفته الوثائق الأخيرة المشينة" في إشارة إلى الوثائق التي كشفتها حركة "حماس" مطلع الشهر الجاري.
وشدد بيان المركز على "رفض وإدانة عمليات القتل والمجازر التي تجري بحق المتظاهرين العزّل في سورية ومصر والعراق". وأضاف: "إن ما يصدر عن سلطة رام الله أو منظمة التحرير الفلسطينية لا يمثل الكل والإجماع الفلسطيني بأي شكل من الأشكال، وإن الشعب الفلسطيني في غالبيته الساحقة يتبرأ من تلك المواقف ويقف مع الشعوب الثائرة".
كما أظهرت وثيقة فلسطينية رسمية طلب رئيس السلطة محمود عباس من نظيره الروسي فلاديمير بوتين إصدار روسيا لبيان داعم لما أسماه "ثورة 30 يونيو" وعزل الرئيس محمد مرسي. وجاء في الوثيقة التي نشرها موقع " شبكة أوراق الإخبارية" أمس الأحد أن عباس طلب من بوتين إصدار بيان داعم لما أسماه ثورة "30 يونيو" والرئيس المؤقت عدلي منصور، مشيراً إلى أنه تواصل مع الملك عبد الله بن عبد العزيز ملك السعودية وأيد الأمر.
وكان سفير مصر فى روسيا محمود الديب قال إن رصيد مصر مع روسيا يسمح بتفهم الظروف التي تمر بها البلاد، مضيفا أن روسيا تتسم مواقفها بالإيجابية الشديدة والبناءة، حتى أنها تفهمت أن "ثورة 30 يونيو" ليست انقلابا وأنها إرادة شعب مصر.
وأضاف" الديب" أن روسيا تتفهم أيضا خريطة الطريق وتقف بجانب مصر ضد الهجمة الدبلوماسية التى يقوم بها بعض الأطراف الغربية داخل مجلس الأمن، ومحاولة التدخل في الأوضاع الداخلية لمصر، مضيفا: أنها تساند مصر وتنظر لتطلعات الشعب المصرى إلى مساندة روسيا لهم.
من جانب آخر أثارت طريقة تعاطي أجهزة السلطة الأمنية في الضفة الغربية مع المظاهرات الاحتجاجية ضد المجازر التي تجري في مصر حالة من الاستنكار والغضب في أوساط المواطنين الذين استهجنوا هذه المستويات من ردات الفعل الهستيرية.
وتنوعت مظاهر القمع بين الاعتداء على المظاهرات واعتقال أئمة مساجد واستدعاء مواطنين على خلفية آرائهم على مواقع التواصل الاجتماعي، ومراقبة التحركات الشعبية في الضفة والقدس المحتلة.
وكان مستهجنا قيام وقائي السلطة الجمعة الماضية باعتقال الشيخ نصر علاونة إمام وخطيب مسجد جبع في مدينة جنين بعد خطبة الجمعة، وكانت التهمة التي وجهت له أنه دعا فيها بالثبات لأهل مصر ما أثار حفيظة المواطنين من وصول الأوضاع لهذه الدرجة.
كما تكرر الوضع نفسه مع الشيخ علي عبد القادر عتيق (54 عاماً) إمام وخطيب مسجد برقين الكبير بجنين، وذلك بعد اعتقاله عقب صلاة الجمعة لأنه صلى صلاة الغائب على أرواح شهداء مصر ودعا لهم على المنبر، علما أنه والد استشهادي وأحد وجوه المنطقة البارزة.
وتزامن ذلك مع ما قالته مصادر متعددة لمراسلنا من تلقي أئمة تحذيرات وتهديدات عبر الهاتف من قبل أوقاف رام الله ومن قبل أجهزة السلطة الأمنية في حال تطرقوا للأوضاع في مصر، وشهدت الأيام الماضية استدعاءات في مناطق مختلفة من الضفة الغربية لنشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي على خلفية آرائهم المعارضة للانقلاب.
وبدا واضحا وجود قرار لدى أجهزة السلطة الأمنية بالاعتداء وقمع أي تحرك شعبي يستنكر الدماء التي تسيل في مصر؛ وهو ما حدث مع مسيرة مسجد الحسين بن علي على دوار ابن رشد في مدينة الخليل الجمعة، حيث اعتدي بوحشية على المواطنين وأصيب عدد منهم بجراح تطلبت نقلهم للمستشفيات لتلقي العلاج.
وتزامن ذلك مع تهديدات وانتشار مكثف في رام الله عقب الدعوة لوقفات تنديدية عبر مواقع التواصل الاجتماعي في أكثر من موقع.
وفي المسجد الأقصى روى كثير من المواطنين الذين فضلوا عدم الكشف عن أسمائهم عن الطرق الاستفزازية التي ينتشر فيها عناصر أمن السلطة داخل المسجد الأقصى لتصوير أية فعاليات مناصرة لمصر وتحمل صور الرئيس مرسي، من أجل معرفة المشاركين فيها وملاحقتهم بعد ذلك.
وقد رصد مواطنون ونشطاء عددا كبيرا من عناصر أمن السلطة يوم الجمعة الماضية وفي الجمعة التي سبقتها وهم يصورون المسيرات المؤيدة للرئيس مرسي داخل الحرم القدسي، ويلاحقون بعض النشطاء الذين رفعوا صور مرسي داخل الحرم القدسي.