دولي
استنكار دولي للمجازر وفنزويلا تطالب بعودة مرسي
مع تواصل نزيف الدم المصري واعتقال الألاف
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 18 أوت 2013
دعا التحالف الوطني للدفاع عن الشرعية ورفض الانقلاب، جماهير الشعب المصري للتظاهر السلمي طوال أيام الأسبوع القادم تحت شعار "أسبوع رحيل الانقلاب" ، وأعلن التحالف الوطني أن المظاهرات ستخرج كل يوم على مدار الأسبوع من نفس النقاط التي انطلقت منها المظاهرات في الأيام السابقة.
تواصل نزيف الدماء في مصر بعد سقوط عشرات من القتلى والجرحى علة يد قوات الامن برصاص قوات الأمن أكثرهم في ميدان رمسيس وسط القاهرة وفي مظاهرات دامية أخرى عمت مختلف أنحاء البلاد يوم الجمعة الماضي تحت شعار مليونية الغضب ضد الانقلاب العسكري، وتحدت دخول حظر التجوال الذي فرضته الحكومة حيز التنفيذ، في حين دعا تحالف دعم الشرعية لمواصلة التظاهر ضد الانقلاب العسكري في ما سماه أسبوع رحيل الانقلاب.
وكان ميدان رمسيس الواقع على مقربة من ميدان التحرير الأكثر دموية إذ شهد أمس مجزرة سقط فيها قرابة مائة قتيل تم تكديس جثامينهم في مسجدي الفتح والتوحيد. ويذكر إن القتلى سقطوا إثر تعرض مظاهرات حاشدة معارضة للانقلاب العسكري لإطلاق نار كثيف من قبل قوات الأمن في محيط مسجد الفتح، كما إن أعدادا كبيرة من الرجال والنساء حوصروا داخل مسجد الفتح, بينما تعرض المستشفى الميداني المقام داخل المسجد لحصار من قوات الأمن ومن البلطجية وسط تأكيدات لشهود وناشطين بوقوع انتهاكات بحق القتلى والمصابين كما حدث في مجزرة رابعة العدوية.
للإشارة فقد بلغ عدد المعتقلين من منطقة رمسيس فقط بلغ 263 من بين 1004 معتقلين في مختلف الأنحاء, وفق بيان لوزارة الداخلية. وقالت السلطات انه تم الدفع بقوات خاصة إلى ميدان رمسيس للتعامل مع من سمتهم الإرهابيين.
وانضاف ضحايا أمس إلى قائمة طويلة بدأت بنحو مائة أمام دار الحرس الجمهوري ثم مثلهم على أطراف ميدان رابعة العدوية الذي شهد المقر الرئيسي لاعتصام مؤيدي الرئيس المعزول محمد مرسيعلى مدى أسابيع قبل أن يسقط الآلاف بين قتلى وجرحى يوم الأربعاء الماضي عندما قامت الشرطة بفض اعتصامي ميداني رابعة والنهضة بالقوة.
من ناحية أخرى, نشب حريق بمبنى شركة المقاولون العرب بشارع رمسيس، في حين قامت قوات الحماية المدنية التي كانت تتعامل مع حريق قسم شرطة الأزبكية بالتوجه مباشرة إلى الحريق للتعامل مع النيران، نظرا لقربها من موقعه.
وكانت قد خرجت بالقاهرة ومحافظات أخرى مسيرات حاشدة في إطار "مليونية الغضب". وأفادت مصادر إعلامية بأن أكثر من 213 قتلوا خلال المظاهرات التي عمت مختلف أنحاء مصر أمس. وبث ناشطون صوراً لقوات الأمن وهي تطلق النار بكثافة على المتظاهرين وسقوط عدد من القتلى ومحاولات زملائهم لإسعافهم في سَموحة بالإسكندرية.وقد بلغ عدد الضحايا بالإسكندرية خلال الساعات اـلــ ـ24 الماضية 16 قتيلا وعشرات الجرحى. وأظهرت صور بثها ناشطون عدداً من المتظاهرين بالمدينة وهم يتحدون باستهزاء مروحية عسكرية كانت تحلق فوقهم.كما بث ناشطون صورا على يوتيوب تظهر مجموعة من البلطجية بالمنصورة وكان أحدهم يطلق النار من مسدسه وآخرون يحملون العصي والبلطات، بينما كان آخر يعبئ سلاحه ويتقدم أمام مجموعات من قوى الأمن.
وفي بورسعيد, بث ناشطون صورا على الإنترنت تظهر مدرعة للجيش وهي تطلق النار بكثافة، ويظهر في الصور مجموعة من المتظاهرين وهم يحاولون إسعاف أحد الجرحى بينما تواصل المدرعة إطلاق النار.وفي محافظة دمياط، قالت مصادر طبية لوكالة رويترز إن ثمانية محتجين قتلوا الجمعة برصاص قوات الأمن إثر تجمع المتظاهرين للاحتجاج على قمع أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي.كما قتل ثمانية متظاهرين آخرين بمدينة الإسماعيلية شمالي شرقي مصر، وفق مصادر أمنية. وأظهرت صور مجموعة من المتظاهرين بينهم نساء وشبان ينطلقون باتجاه مدرعات للجيش رافعين أياديهم لإظهار أنهم لا يحملون أي سلاح، وهتف المتظاهرون بسلمية تحركهم، قبل أن تطلق النار عليهم بكثافة.
وقالت مصادر طبية إن خمسة قتلى سقطوا بمحافظة الفيوم وأصيب أكثر من سبعين آخرين. وفي مدينة العريش بشمال سيناء سقط خمسة قتلى وأصيب آخرون، بينما أعلنت مصادر أمنية "مقتل شخص وإصابة سبعة آخرين في اشتباكات بين الأمن والإخوان المسلمين".كما خرجت مظاهرات منددة بالانقلاب في أسيوط والبحيرة والغربية والعريش وقنا والمنيا ومدن أخرى استجابة لدعوة تحالف دعم الشرعية، في حين دفع الجيش بتعزيزات عسكرية ضخمة وسط حالة من التوتر الشديد بمصر بعد يومين من الفض الدموي لاعتصامي رابعة العدوية والنهضة.وفي مدينة طنطا، خرجت مظاهرة منددة بمجزرتي رابعة والنهضة سرعان ما واجهتها قوات الأمن بقنابل الغاز. وحاول المتظاهرون التجمع أمام مقر محافظة الغربية بالمدينة، لكن قوات الأمن استخدمت قنابل الغاز والخرطوش والرصاص الحي لتفريقهم، مما أدى إلى مقتل خمسة متظاهرين على الأقل وإصابة عشرات بجروح.وفي محافظة السويس، أجبر المتظاهرون القناصة على النزول من أسطح العمارات المحيطة بميدان الأربعين. وأظهرت صور مظاهرات انطلقت في أسيوط من عدة مساجد. كما خرجت أعداد كبيرة من المتظاهرين في مدينة قنا. وفي مرسى مطروح غربي مصر، خرجت مظاهرات حاشدة جابت شوارع المدينة.
في ردها على مجازر جمعة الغصب ألقت كاثرين آشتون مسؤولة المفوضية العليا لشئون السياسة الخارجية والأمن بالاتحاد الأورببي، مسئولية العنف في مصر على حكومة السيسيى وقياداته، واصفة عدد القتلى في مصر بالصادم، وأشارت إلى أنها طلبت من الدول الأعضاء مناقشة اتخاذ إجراءات ملائمة كرد فعل على ذلك العنف.وقالت آشتون في بيانٍ لها أوردته وكالة "رويترز" أمس السبت : " إنها طلبت من أعضاء دول الاتحاد مناقشة "إجراءات ملائمة" يمكن أن تتخذ كرد فعل للعنف في مصر.
في سياق متصل أعلن الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، أنه أمر باستدعاء سفير فنزويلا من القاهرة "حتى إشعار آخر"، مطالبا بعودة الرئيس مرسي، إلى منصبه.
وأضاف "مادورو"، في كلمة نقلتها وسائل الإعلام الرسمية "مع هذا الوضع المؤلم في مصر قررت استدعاء سفيرنا في القاهرة إلى فنزويلا والإبقاء على قائم بالأعمال حتى إشعار آخر".وأكد، أنه "يجب أن يعود الرئيس مرسي إلى رئاسة مصر للبدء بعملية مصالحة وطنية للشعب المصري. كفى انقلابات عسكرية وانقسامات".
واتهم مادورو واشنطن وإسرائيل بالوقوف وراء الإطاحة بمرسي وزعزعة استقرار سوريا.
من جهتها أدانت صحيفة التايمز البريطانية استخدام القوة المفرطة ضد المحتجين في مصر, مشيرة إلى استهانة المحتجين بالرصاص ورفعهم للأحذية، وقالت الصحيفة: إن الاحتجاجات بدت سلمية، لكن مع دخول آخر حشود المحتجين لميدان رمسيس في قلب العاصمة المصرية انطلقت فجأة زخات المدافع الرشاشة والبنادق.وأكدت الصحيفة في مقالها أن أول الرصاصات ظهر أنها أُطلقت من جانب قسم شرطة الأزبكية المجاور لميدان رمسيس. عقب ذلك انطلقت قنابل الغاز المسيل للدموع بشكل كثيف، وفجأة بدأ إطلاق النار من الجانب الشرقي.وأضافت الصحيفة أنه وفي رد على ذلك قام المحتجون المحاصرون في منتصف الميدان برفع أحذيتهم نحو اتجاه الرصاص هاتفين "الداخلية بلطجية".
محمد دخوش/ وكالات