دولي

تقسيم على وقع "الانقلاب" والمفاوضات

استغلال الظروف التي يمر بها العالم العربي والاسلامي للانفراد بالقدس

يصر الاحتلال الصهيوني على طرح نقاشات حول دخول المغتصبين إلى باحات المسجد الأقصى في أروقة ما يسمى البرلمان "الكنيست" الخاص بهم لتمرير مخطط نفذ بشكل خطير في الخليل حيث الحرم الإبراهيمي الشريف، ليكون النموذج الآخر تمهيدا لمشروع "الهيكل "المزعوم، فبعد أن تحول حائط البراق إلى منطقة صهيونية يمنع دخول الفلسطينيين إليها يراد لأجزاء أخرى داخل السور أن تكون يهودية.

 

وتشير الأحداث التاريخية التي يمر بها المسجد الأقصى المبارك ومدينة القدس إلى أن استغلال الظروف المحيطة في العالمين العربي والإسلامي من أجل التهويد كان حاضرا منذ عقود حتى دخل على خط التغليف وشرعنة الاستيطان مفهوم المفاوضات التي انتهجتها سلطة فتح.ويقول الخبير المقدسي جمال عمرو لـ"المركز الفلسطيني للإعلام" إن ما يجري في المسجد الأقصى اليوم هو الأخطر منذ عقود؛ حيث إن استغلال الأحداث الجارية في مصر بعد الانقلاب العسكري جعل سياسة الاحتلال تسرع في المخططات الرامية إلى تقسيم المسجد الأقصى كخطوة أولى لمنع دخول المسلمين فيما بعد إليه وعبر خطوات لأن مشروع الهيكل لديهم بات يشكل جزءا من اهتمام الساسة والمتطرفين في نفس الوقت".ويبين عمرو بأن الاحتلال يعلم بأن الشعوب الإسلامية ترفض وجوده والسلام معه وأن مصر الآن وبعد الانقلاب أكثر ملاءمة لتنفيذ مخططات في المسجد الأقصى المبارك قبل أن ينهزم الانقلاب ومن يقوم به، ثم إن المفاوضات التي عادت إليها السلطة وهي صاغرة ومهزومة جاءت استحقاقا لمباركة الاحتلال للانقلاب وبالتالي التهويد والمفاوضات هدية أمريكية للصهاينة بعد الانقلاب في مصر.من جانبه؛ حذر الدكتور عكرمة صبري رئيس الهيئة الإسلامية العليا من أن المرحلة القادمة تستهدف تقسيم المسجد الأقصى بطريقة قانونية بحسب ترتيباتهم وإيجاد ترتيبات أمنية لحماية تطبيق القانون الذي يعدونه ومفاده دخول المغتصبين إلى المسجد وتدنيسه بأوقات وآليات يحددها الاحتلال، وهذا الخطر قائم منذ عقود.ويتابع لـ"المركز الفلسطيني للإعلام" : "المطلوب الآن هو وقف هذه الهجمة التي استغلت الأحداث في العالم العربي وأن يكون هناك موقف دولي لاجم لتلك السياسات التي تسعى إلى تنفيذ الحلم القديم الجديد وهو بناء الهيكل وطمس المعالم الإسلامية في المدينة".ويشير عدد من المحللين وقادة الرأي والسياسيين إلى أن الاحتلال الصهيوني يستغل الأحداث كما أنه يستغل المفاوضات التي انطلقت دون ضمانات ولا شروط ومحددات بين سلطة فتح والصهاينة برعاية أمريكا التي تعنى جيدا بأمن الكيان، ليكون تمرير قرار دخول المستوطنين والتقسيم للمسجد مغلفا بمسرحية مفاوضات لا تحمل في طياتها إلا ما هو إيجابي لصالح الاستيطان.ويقول النائب في المجلس التشريعي حسني البوريني لـ"المركز الفلسطيني للإعلام" إن تهويد القدس ليس بجديد على الساحة الفلسطينية والدولية؛ حيث إنه ومنذ عقود يجري تنفيذ مخططات تغطى بالمفاوضات، مبينا بأن المفاوضات أعطت شرعية للاحتلال بمواصلة اعتداءاته بحق المسجد الأقصى.ويوضح أن الجلسة التي تم عقدها في الكنيست الصهيوني مقدمة لواقع خطير قد يفرض على المسجد الأقصى وللأسف بغطاء المفاوضات الذي يبين للعالم بأن القضية الفلسطينية ماضية إلى الحل بينما على أرض الواقع عكس ذلك في ظل تزايد الاستيطان والاعتداء على الأقصى.ويضيف: "نحن على ثقة بأن شعبنا لا يقبل الضيم ويرفض الذل ولن يكون طرفا في التنازل عن مقدساته وعلى رأسها المسجد الأقصى المبارك وسيقول كلمته في رفض كل الإجراءات الصهيونية المغطاة بالمفاوضات".

إ: ايمن. ص

من نفس القسم دولي