دولي

كتبت لنا الحياة بع ان كنا من الأموات

الأسير المحرر خالد عساكرة المحكوم عليه بالمؤبد

 

شعوري كبيره وفرحتي لا توصف. لم أكن أتوقع أن أكون حرا طليقا بعد الحكم علي بالسجن المؤبد. كنا في عداد الموتى وأصبحنا الآن أحياء'. بهذه الكلمات وصف الأسير المحرر خالد عساكرة شعوره عقب الإفراج عنه ضمن الدفعة الأولى من الأسرى القدامى في سجون الاحتلال.وقال عساكرة، الذي أمضى 23 عاما في سجون الاحتلال، إنه تلقى خبر إدراج اسمه ضمن القائمة التي سيتم الإفراج عنها من سجون الاحتلال، فلم يصدق رغم قراءة الاسم على شاشة تلفزيون فلسطين، وبقي كذلك حتى أصبح حرا طليقا.وأضاف: 'فرحتي ناقصة.. كنت أتمنى لو كان والداي من بين المستقبلين لأحضنهما بحرارة بعد أن فقدت حنانهما وعمري لا يتجاوز 18 عاما لحظة اعتقالي، لكن الحمد لله على كل شيء'.عادت الذاكرة بعساكرة إلى الوراء، وأخذ يسرد تجربة الأسرى في السجون طوال فترة الاعتقال وعنجهية السجان معهم ومدى قساوته في التعامل معه، مشيرا إلى أنه أمضى عشر سنوات وهو يطالب بإجراء عملية 'باصور'، ولم تتم الاستجابة لطلبه إلا قبل الإفراج عنه بــــ15 يوما، كما استذكرا الإهمال الطبي مع صديقه معتصم رداد الذي يعاني من مرض السرطان.وأشار عساكرة إلى أنه يعاني من مشكلة صحية 'التهابات في الأمعاء' نتيجة الإهمال الطبي، مطالبا بزيادة الاهتمام بالوضع الصحي للأسرى المفرج عنهم على وجه السرعة قبل فوات الأوان.وأضاف أن معاناة الأسرى تواصلت حتى مع الإفراج عنهم عندما تمت محاصرتهم في المركبات التي نقلتهم لمدة ساعتين دون تناول الماء أو قضاء حاجاتهم.وقال عساكرة أنه كان يتمنى أن يشارك في استقبال القادة الفلسطينيين لدى عودتهم إلى أرض الوطن في العام 1994، وأن يكون بين المحتفلين ويرتدي الزي العسكري في شوارع بيت لحم واحتضان القائد أبو عمار.وأعرب عساكرة عن فخره الكبير لحفاوة الاستقبال الرسمي والشعبي، مشيرا إلى أنه لم يصدق عندما عانقه الرئيس محمود عباس بحرارة. وأضاف أن الاستقبال الشعبي أكد مرة أخرى الوقوف إلى جانب قضية الأسرى العادلة، وهو ما أثلج صدره أكثر وأكثر، ودفعه للبكاء أمام هذا المشهد الذي لا يوصف.وقال 'فرحتي وبقية الأسرى المفرج عنهم ستبقى منقوصة، لأننا تركنا وراءنا آلاف المعتقلين. كيف لنا أن نبتسم ونعيش أجواء البهجة والفرحة ونحن الأكثر تلمسا لمعاناة الأسرى'.ووصف عملية الإفراج عن أسرى قدامى بأنها إنجاز كبير يسجل في تاريخ شعبنا، ويؤكد عظمة قيادتنا الحكيمة في نضالها اليومي إلى جانب أسرانا وإعطائهم الأولوية على طاولة المفاوضات'.ولدى وصوله إلى مسقط رأسه في الساعات الأولى من الفجر، توقف أمام مدخل منزل والدي حيث اعتقلت. اغرورقت عيناي بالدموع، وتخيلت أن أمي وأبي ينتظران، لكن الحمد لله على كل شيء.. فورا توجهت إلى قبريهما وقرأت الفاتحة على روحيهما.وكشف الأسير المحرر عساكرة أنه يحمل رسالتين من الأسرى في سجون الاحتلال، الأولى ضرورة توحيد الصف الوطني ونبذ الخلافات القائمة التي لا تخدم سوى مخططات الاحتلال، والثانية للقيادة الفلسطينية بأن الأسرى طلاب سلام يضمن الحقوق كاملة، والعيش بحرية وكرامة وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف، مع إطلاق سراح كافة أسرانا دون قيد أو شرط.وأكد عساكره أن الــــــ23 عاما التي أمضاها في سجون الاحتلال لم تنل من عزيمته كبقية الأسرى، وقال: 'فلسطين أكبر منا جميعا، ومهما قدمنا من غال ونفيس نبقى مقصرين. سنواصل الدرب الذي بدأه قائدنا الخالد أبو عمار، وصولا إلى تحقيق أهدافنا الوطنية المشروعة'.وقال إنه سيبدأ حياته من خلال الاندماج الحقيقي في المجتمع بعد سنوات الاعتقال، وأن لا يكون عالة على أحد، واعدا الأسرى بأن يتقدم الصفوف في الفعاليات التضامنية معهم حتى تحقيق مطالبهم.

إ: مروان. أ

من نفس القسم دولي