دولي

الاحتلال يرضخ لمطالب الاسرى الأردنيين

بعد الحراك الذي نفذه الأسرى المضربون الخمسة

 

كشف الحقوقي الفلسطيني فؤاد الخفش النقاب عن موافقة "مصلحة السجون الصهيونية" على جميع "المطالب الحياتية" للأسرى الأردنيين المضربين عن الطعام في معتقلات الاحتلال لأكثر من ثلاثة أشهر على التوالي.

وأوضح مدير مركز "أحرار" لدراسات الأسرى وحقوق الإنسان، فؤاد الخفش، في بيان صحفي  أول أمس، إن "المطالب الحياتية تشمل إنهاء العزل والسماح لذوي الأسرى بزيارتهم وأن يتم تجميعهم في مكان واحد".

وأشار الخفش إلى أن "حراكاً كبيراً" تقوده الحركة الأسيرة داخل معتقلات الاحتلال للتوصل لاتفاق ينهي معاناة الأسرى ويحقق جزءاً كبيراً من مطالبهم.

وقال الخفش في تصريحٍ خاصٍ لـ"المركز الفلسطيني للإعلام" إن الأسرى الأردنيين علقوا إضرابهم عن الطعام الذي بدأ في (2-5)، واستمر 102 يوماً، بعد أن استجابت مصلحة السجون الصهيونية لمطالبهم الحياتية، والتي تشمل إنهاء العزل والسماح لذويهم بزيارتهم وتجميعهم في مكان واحد.

واوضح أن الحراك الذي نفذه الأسرى المضربون الخمسة وهم: الأسير عبد الله البرغوثي، ومحمد الريماوي، وعلاء حماد، ومنير مرعي، وحمزة الدباس، يشمل جميع الأسرى الأردنيين في سجون الاحتلال وعددهم 27 أسيراً.

وأكد أن المعلومات المتوفرة من داخل السجون, أن الاتفاق يشمل على أن تكون أول زيارة للأسرى بعد ثلاثة أسابيع وتستمر 4 ساعات، على أن يكون عقب ذلك زيارات دورية كل شهر، تستمر كل منها لمدة ساعة ونصف.

واشار إلى أن مصلحة السجون حاولت أن تستثني كل من الأسير عبد الله البرغوثي, والأسير إبراهيم حامد، من الاتفاق المتعلق بالزيارة حيث كانت قوات الاحتلال ترفض السماح لهم بالزيارة إلا أن إصرار الأسرى نجح في فرض إرادتهم.

وأكد أن الاتفاق يشمل جمع الأسرى مع بعضهم في مكان واحد وعدم نقلهم للعزل، وإلغاء الغرامات المالية الكبيرة التي فرضت عليهم، إلى جانب السماح بدخول الصحف والملابس والكتب لهم.

من جانبه أكد المهندس وصفي قبها ـ وزير شؤون الأسرى السابق- أن تكثيف الجهود في الفترة الأخيرة والتواصل مع الأسرى الأردنيين المضربين عن الطعام من خلال المحامين، وزيارة رئيس الهيئة العليا لأسرى حركة "حماس" المهندس عباس السيد وعدد من أعضاء الهيئة، بالإضافة إلى عدد من قيادات وكوادر الحركة داخل السجون قد أفضت إلى تفاهم داخلي ضمني حول الحد الأدنى من المطالب الذي تم بلورته بصيغته النهائية أول أمس.

وأضاف قبها في بيان أرسله لـ"المركز الفلسطيني للإعلام" أنه جرت اتصالات تليفونية مكثفة بين الأسير المجاهد عبدالله البرغوثي من على فراش سرير المرض في مستشفى العفولة وبين المجاهد منير مرعي وإخوانه المضربين في مستشفى الرملة وبئر السبع لبحث الاتفاق.

وكشف أن هذا الاتفاق كان قد تمَّ التوصل إليه قبل حوالي أسبوع، إلا أن إدارة مصلحة السجون كانت ترفض زيارة والد المجاهد عبد الله البرغوثي، وزوجة المجاهد إبراهيم حامد، مما عرقل توقيع التفاهم.

وتابع أن "إدارة مصلحة السجون كانت قد وافقت على زيارة والد إبراهيم حامد، إلا أن إصرار القائدين عبد الله البرغوثي ومنير مرعي على عدم استثناء زوجة إبراهيم حامد قد أجبر مصلحة السجون للخضوع والإقرار بحق هؤلاء بالزيارات, واليوم وبفضل الله وبعد جهود مضنية وإصرار الأسرى الأردنيين على تحقيق كل مطالبهم الإنسانية التي شرعوا الإضراب من أجلها، وبعد تحقيق ذلك, تناول المضربون عن الطعام الحليب بعد الساعة الخامسة والنصف من بعد عصر هذا اليوم".

وقد مثل مصلحة السجون كبار ضباط مخابراتها يوفال بيتون مسؤول الجنوب, ونيسم من مخابرات جلبوع.

ومن الخطوط العريضة للاتفاق: السماح لخمسة من أهالي كل أسير بزيارة مفتوحة دون شبك أو حواجز لمدة أربع ساعات، ومن ثمَّ تنتظم الزيارة شهرياً ولمدة ساعة ونصف على أن تمنح التأشيرات لأهالي الأسرى الذين ينوون زيارة أبنائهم مباشرة ودون وسيط ودون أية اعتراضات، مع إدخال الملابس والكتب والصحف الأردنية، وأغراض ومستلزمات أخرى, وتجميعهم في سجني رمون ونفحة، وأن تُضاف محطات تلفزيونية أردنية بصفتهم يحملون الجنسية الأردنية وأمور أخرى.

وأوضح أن القائد عبد الله البرغوثي قام بالاتصال بزوجته وأبنائه لمدة ربع ساعة بعد أن تناول الحليب.

وأكد قبها أن "ما تحقق خلال الإضراب الذي استمر لحوالي مئة يوم، يعتبر إنجازاً وانتزاعاً لحقوق اغتصبها الاحتلال وصادرها لعدة سنوات مما اضطر الأسرى الأردنيين لخوض هذا الإضراب".

وكشف عن "اتصالات ومراسلات جرت مع القائد عبد الله البرغوثي ورفاقه المضربين استمرت لأكثر من شهر ونصف، حيث أن الشعب الفلسطيني بأسره يريد هؤلاء الفرسان أحياء, وأن يراهم مستقبلاً محررين من قيودهم  وبينهم بإذن الله". 

وأشاد قبها "بدور أهالي الأسرى الأردنيين ولجنة دعم هؤلاء الأسرى ـ فداء وكل المؤسسات التي ساهمت في إنجاح الفعاليات التضامنية، ووجه شكراً للمحامين فواز شالودي، محمد الشايب، بثينة دقماق، محمد عابدين، أحمد الشايب وإياد بيادسة وكل المحامين الآخرين".

 ووجه وزير الأسرى السابق قبها تحية خاصة إلى فارسات وفرسان دعم ومساندة الأسرى, وخاصة من خلال شبكات التواصل الاجتماعي، الذين كان لهم الدور المميز والرائد في حمل هم الأسرى بشكل عام والمضربين عن الطعام بشكل خاص.

 وقال قبها إن المهندس أنس أبو خضير من لجنة دعم الأسرى الأردنيين فداء, هو الذي سيعلن عن تفاصيل الاتفاق, لأن هذه اللجنة هي الجهة المتابعة للأسرى الأردنيين. 

إ: صالح. ك

من نفس القسم دولي