دولي

الثانية بعد القدس في التوسع الاستيطاني

عدد المستوطنات اصبح أكثر من عدد قرى وبلدات سلفيت ال18

 

تعيش محافظة سلفيت بقراها وبلداتها معاناة شديدة وحالة من التمزق، بفعل مواصلة الاستيطان وسرقة مياهها الجوفية وحتى حجارتها، وقد بدأ الاستيطان بقضم أراضيها قبل غيرها من المدن الفلسطينية، باستثناء مدينة القدس المحتلة.

 

ويؤكد الخبير في شؤون الاستيطان خليل التفكجي -في تصريح له- أن محافظة سلفيت تأتي بعد القدس في الاستهداف الاستيطاني من قبل سلطات الاحتلال، ويقول: "الاحتلال أعلن أكثر من مرة أن مستوطنة "أرئيل" ستبقى داخل حدود دولة "إسرائيل "، وأن الهدف من التوسع الاستيطاني في سلفيت هو فصل شمال الضفة عن جنوبها عند حاجز زعترة، والهيمنة على المياه الجوفية في سلفيت".

وتعتبر منطقة سلفيت التي تعوم على بحيرة من المياه الجوفية، إحدى الأحواض المائية الهامة في الضفة الغربية التي تقوم سلطات الاحتلال بسحبها لصالح المستوطنات المقامة على أراضي قرى المحافظة.

وتشير الإحصائيات الفلسطينية أن بلدوزر الاستيطان بدأ يأكل أرض سلفيت منذ عام 1975م بعد القدس المحتلة مباشرة، لموقعها المتميز والهام جغرافياً؛ وذلك بإقامة العديد من البؤر الاستيطانية

الصغيرة، التي سرعان ما تضخمت وتوسعت، وهيمنت على مساحات شاسعة من الأراضي، وضمتها لحدود المستوطنات، بأوامر عسكرية وذرائع وحجج أمنية.

ويدهش المرء حين يرى المستوطنات لا تبعد إلا أمتاراً قليلة عن عتبات المنازل الفلسطينية في قريتي مردة ومسحة ودير استيا، حيث إن منزل "ابو نضال عامر" يحيط به الجدار من الشرق، ومن الغرب المستوطنون الذين يهددونه بالرحيل والطرد والموت.

ويشير التفكجي إلى أن الاحتلال كسر التوازن الديمغرافي في هذه المحافظة لصالح المستوطنين، وأن الزيادة التصاعدية الهائلة في عدد المستوطنين والمستوطنات في محافظة سلفيت ليس لها علاقة بما يسمى بالنمو الطبيعي أو التكاثر الطبيعي للمستوطنين، بقدر ما لها علاقة بسياسات وخطط وأنشطة الجذب التي تمارسها سلطات الاحتلال.

ويزعم المستوطن رون فحماي رئيس بلدية مستوطنة "أريئيل" بأن "المستوطنة مخطط لها لاستيعاب 60 ألف شخص، هذه خطتي أن تكون المدينة المركزية، هنا إنها مدينة، وهذا ما يجب أن يدركه كل الذين يتحدثون عن المستوطنات لا يمكن اعتبار "أرائيل"مستوطنة إنها مدينة".

ويضيف: "بالمنظور الاستراتيجي "أريئيل" تسيطر على نصف الطريق من تل أبيب إلى الغور، وتوجد هذه المدينة فوق خزان وحوض من المياه الجوفية، وتعد هذه المدينة محطة وسطية بين مركز البلاد والجبهة الشرقية، لذلك تعد استراتيجيا لدولة "إسرائيل" أساسا ثابتا".

بدوره يؤكد الباحث والإعلامي خالد معالي من سلفيت أن عدد المستوطنات أكثر من عدد قرى وبلدات سلفيت ال18؛ حيث يوجد 23 مستوطنة تتداخل مع أراضي سلفيت أو تقبع وتجثم فوق صدرها، أكبرها مستوطنة "ارئيل" التي يبلغ عدد مستوطنيها 35 ألف مع طلبة ما يسمى بجامعتها. 

 

 إ: عبد الوهاب. ب

من نفس القسم دولي