دولي
حدث فلكي مثير.. سماء فلسطين تشهد زخات شهابية كثيفة
خلال يومي الاثنين والثلاثاء
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 12 أوت 2013
ذكر الموقع الفلكي الفلسطيني أن سماء فلسطين تشهد فجر يومي الإثنين والثلاثاء الموافق للثاني عشر والثالث عشر من شهر آب 2013 حدثا فلكيا مثيرا، حيث تصل شهب "البرشاويات" إلى ذروتها وهي من أكثر الزخات الشهابية كثافة ومتعة ونشاطاً خلال العام حيث يمكن مشاهدة 40-60 شهابا في الساعة الواحدة في المعدل.
وأوضح داود الطروة مدير الموقع الفلكي أن شهب البرشاويات يبدأ رصدها من يوم التاسع من شهر آب وحتى الرابع عشر منه وتصل إلى ذروتها في كل عام مساء يوم 12 آب وفجر يوم 13 آب، حيث يمكن مشاهدة 100 شهاب في الساعة الواحدة في المعدل وافضل الاوقات لرصد هذه الشهب سيكون بعد منتصف الليل ويستمر حتى ساعات ما قبل شروق الشمس وظهور النهار وخاصة ما بين الساعة الثانية والرابعة فجراً عندما تكون كوكبة "بروشاس" عالية في السماء، ولن يفسد القمر رصد الشهب هذا العام حيث سيكون في طور الهلال أي سيكون غائبا عند الرصد، كما انه يفضل رصد الشهب في الاماكن المظلمة البعيدة عن انارة المدن والطرقات حيث تظهر الشهب بشكل أفضل وأجمل.
وأضاف الطروة أن هذا العام سيرافق تساقط الشهب ظهور كرات نارية وهي ألمع بكثير من الشهب حيث يمكن أن تضيء السماء وسطح الارض ايضاً، وستنطلق الشهب من كوكبة "بروشاوس" في الجهة الشمالية الشرقية، ولا يتوجب على الراصدين تحديد جهة الكوكبة ذلك لأن الشهب ستقطع قبة السماء من كل الجهات تقريباً، ورصد هذه الشهب سيكون متاحاً للجميع دون الحاجة إلى تلسكوب أو أدوات الرصد الأخرى، حيث يمكن مشاهدتها بالعين المجردة وبكل وضوح ,وستكون في غاية الروعة والمتعة وهي تشبه الألعاب النارية.
ويعتبر المذنب "سويفت – تتل" هو مصدر شهب "البرشاويات"، حيث اكتشف الفلكيون أن المذنب "سويفت- تتل" يترك نهرا من الغبار حول الشمس أثناء اقترابه منها كل 130 سنة تقريبا، وان الأرض تعبر هذا النهر الغباري يوم 13 آب من كل عام، لذلك تظهر الشهب بكثافة في هذه الفترة جهة كوكبة "برشاوس"، حيث تعتبر المذنبات المصدر الوحيد للشهب، حين تترك المذنبات أثناء اقترابها من الشمس كميات كبيرة من ذرات الغبار بين الكواكب السيارة في الفضاء، وعندما تمر الأرض من ذرات الغبار التي تركتها المذنبات تظهر الشهب بأعداد كبيرة نسبيا وتسمى زخات الشهب من جهة الكوكبة السماوية التي تظهر الشهب من جهتها في السماء.
والشهب "meteors" التي تسمى عند الشعوب والعامة "shooting stars" عبارة عن ذرات تراب مجهرية أي صغيرة جدا، وتسبح هذه الذرات الترابية في الفضاء بين الكواكب السيارة وهي ناتجة عن مخلفات المذنبات التي تتركها في الفضاء، وتزداد الذرات الترابية في مناطق معينة من الفضاء تسمى (أسراب الشهب) وعندما تمر الأرض من هذا السرب تظهر الشهب بشكل مميز.
وعندما تقترب الذرات الترابية من الكرة الأرضية فإنها تدخل الغلاف الغازي الأرضي بسرعة عالية جدا تصل إلى 70 كلم/الثانية الواحدة في المعدل، ونتيجة لهذه السرعة العالية فان ذرات التراب تحتك بالغلاف الغازي الأرضي وهذا يؤدي إلى توليد حرارة عالية فتتوهج وتظهر على شكل أسهم نارية لامعة لبرهة من الزمن ثم تنطفئ، وتبدأ الشهب بالاحتراق على ارتفاع 120 كلم عن سطح الأرض ثم تحترق وتتحول إلى رماد على ارتفاع 60 كلم لذلك فالشهب لا تصل سطح الكرة الأرضية الى في حالات نادرة وإذا ما وصل منها شيء فهي ليست سوى ذرات صغيرة جدا لا يشعر بها أحد.