دولي

أسرى لأجل القضية استُغلت حريتهم لتصفيتها

أمام توقف التسوية السياسية الداخلية بين القوى الفلسطينية

 

لم يكن في حسبان الأسرى في سجون الاحتلال أن يصبحوا الورقة التي تتم من خلالها تصفية القضية الفلسطينية؛ فهم أسرى قابعون في سجون الاحتلال نتيجة للمقاومة، وما تقوم به السلطة الآن من مساومة للإفراج عنهم مقابل تنازلات يعني أنهم نفس الأسرى الذين اعتقلوا للدفاع عن فلسطين، وسيحررون ليكونوا مدخلا للمفاوضات والتنازلات.

وتسود الشارع الفلسطيني حالة من الغضب من زج السلطة بملف الأسرى في إطار الشروع في المفاوضات والتي فشلت في تحريرهم منذ اليوم الأول للعملية السلمية المزعومة؛ حيث إن المعتقلين ما قبل اتفاقية أوسلو كانوا على رأس أولويات السلطة وكانوا إطار إقناع للشعب بالمفاوضات، فتقدمت العملية والتنسيق الأمني بتسارع, وبقي الأسرى خلف القضبان.

ويقول النائب في المجلس التشريعي المحرر عماد نوفل لـ"المركز الفلسطيني للإعلام": "لا شك أن موضوع الأسرى حساس ومهم والكل مجمع على تحريرهم, وهي قضية تمس البيت الفلسطيني، وعلى هذا الأساس يجب أن نحافظ على نقاء القضية وأن لا تكون مدخلا وسببا لأهداف أخرى، وهي هدف يطمح إليه كل أطياف الشعب الفلسطيني ويجب الحفاظ على نزاهتها".

ويضيف نوفل بأن الأسرى بحاجة إلى تضامن أوسع على كل المستويات؛ لأن الأسرى أعدادهم كبيرة بالآلاف ويتطلعون لشعبهم بنظرة الإسناد والدعم، وبالتالي على أرض الواقع يجب أن يكون التضامن أوسع وأفضل، والحرية يرحب بها لكل أسير, ولكن يجب أن تكون حريتهم هي أساس الثوابت وليس المدخل لترتيب أجندة أخرى.

وينتظر الشعب الفلسطيني حرية المعتقلين ويترقب بزوغ الفجر إلا أن السلطة قزّمت الملف إلى الإفراج عن عدد من الأسرى القدامى الذين كانوا ورقة إقناع للبدء باتفاقية أوسلو جديدة، وبقي مئات الأسرى من أصحاب الأحكام المؤبدة والأطفال والنساء ونواب الشرعية. 

ويسجل فشل كبير في مسار المفاوضات التي خاضتها حركة فتح مع الاحتلال منذ التسعينيات؛ حيث خلفت أكثر من خمسة آلاف أسير وحولت مدن الضفة الغربية إلى سجون كبيرة من خلال بوابات حديدية وتوسع للمستوطنات وآلاف المنازل المهدمة والأراضي المصادرة.

وتقول النائب عن الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين خالدة جرار لـ"المركز الفلسطيني للإعلام": "نحن نرفض المفاوضات التي لم تقدم شيئا للشعب الفلسطيني، والاستمرار فيها كان له عدة سلبيات، ونرفض الربط بن ملف الأسرى في سجون الاحتلال والمفاوضات التي تقودها السلطة من طرف واحد بهذه الطريقة، ويعتبر لدينا أن إطلاق سراح أي أسير مكسب للفلسطينيين وواجب تحريرهم".

وتشير جرار إلى أن استمرار السلطة في سياسة قمع الفلسطينيين واتخاذ القرارات دون مشاورات يهدد الوحدة الوطنية، حيث قمع المسيرات والذهاب للمفاوضات كلها جوانب لا تؤدي إلى خروج قرار وطني صائب.

مقارنة؛ تدور الآن في الشارع الفلسطيني بين مقاومة تنتزع الأسرى من شدق الأفاعي الصهاينة وتحدد نوعية المفرج عنهم، وبين استجداء وتغطية لمسيرة فشل على مدار عقود قادتها حركة فتح, وقادت معها القضية الفلسطينية إلى مأساة مستمرة.

إ: أمال. س

من نفس القسم دولي