دولي

سنختطف المزيد من الإسرائيليين لتحرير الأسرى

محمود الزهار يستنكر مواصلة السلطة الفلسطينية وحركة فتح حملات التحريض ويصرح:

 

قال القيادي البارز بحركة حماس د. محمود الزهار إن حركته لم تتأزم بفعل التغييرات السياسية الجديدة التي طرأت على مصر، موضحًا أن الحركة لديها قنواتها السياسية المفتوحة على الأطراف كافة في المنطقة. وأضاف: "حماس نشأت وترعرعت في ظروف قاسية كانت ذروتها في عهد السادات الذي عانت خلاله الحركة الإسلامية في كل دول الطوق من الاضطهاد، لهذا فهي لا تشعر بهاجس أو تخوفات على مستقبلها".

ورفض التسليم بنتائج الانقلاب على الرئيس محمد مرسي، مشيرًا إلى حجم المظاهرات التي تتصاعد يومًا بعد يوم في محافظات مصر كافة وهي تنادي بعودة الشرعية الدستورية وإرجاع الرئيس مرسي إلى منصبه. وبيّن أن الإدارة الجديدة تعاني حالة إرباك في المشهد السياسي الداخلي والتعامل مع طبيعة الأزمة، "ما يشكك في قدرتها على الصمود والمواصلة".

وأعرب الزهار عن أسفه جراء تصاعد حالة التحريض من طرف وسائل إعلام مصرية وجهات سياسية تتبع إدارة الوضع الانقلابي في مصر ضد حركته والمقاومة الفلسطينية عمومًا، وبين أن العلاقة معها تشهد توترًا ملحوظا بفعل حالة التحريض المستمرة.

واستنكر القيادي في حماس مواصلة السلطة الفلسطينية وحركة فتح حملات التحريض ضد حركته والمقاومة الفلسطينية، وشن هجومًا لاذعًا على رئيس السلطة محمود عباس واصفًا إياه بـ"الكاذب" فيما ينشره من افتراءات حول المقاومة الفلسطينية. ولفت إلى اتهامات عباس المسبقة ضد المقاومة الفلسطينية وقيادتها التي اتهمها بالهرب في حرب 2008م من قطاع غزة إلى سيناء، مستطردا: "عباس يتعامل مع القضايا بمنظور مخادع وليست لديه مصداقية حقيقية في تناوله الأمور".

وبيّن الزهار أن بحوزة حركته وثائق كبيرة جدًا تدين فتح بفبركة الاتهامات ضد المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، مكملًا: "ما أظهرناه في الوثائق نزر يسير وقليل جدًا مما نملك وكشفنا عبره تورط فتح في ترويج الأكاذيب وتمكنا من نسف كل هذه الشائعات". وقال في حديثه بـ"الرسالة نت" إن أجهزة فتح لديها مركز متكامل في القاهرة تدير عبره عمليات التزوير مع المدعو سمير الغطاس، "وتعمل وفق قرارات مباشرة من عباس".

وتحدى القيادي في حماس أن تثبت الجهات المعنية مصداقية ما تروجه من أكاذيب عن دور حركته في أعمال العنف الجارية في مصر. وبيّن أن حركته لم تكن معتمدة على مصر من البداية حتى في ظل وصول الإخوان إلى سدة الحكم بالبلاد، "كما لم تراهن على نظام قط خلال مراحلها السياسية المتلاحقة"، وفق تعبيره.

وحول الآثار المحتملة للأحداث المصرية على الواقع الميداني في قطاع غزة، لم يستبعد الزهار احتمال إقدام الاحتلال على ارتكاب حماقات ضد القطاع. وأبدى جهوزية حركته للدفاع عن قطاع غزة في حال تعرض لأي عدوان جديد.

وفي السياق، فإنه أكد أن حركته ستسعى بكل ما تملك إلى أسر جنود لعقد صفقة تبادل مع الاحتلال يجري بموجبها الإفراج عن الأسرى في سجون الاحتلال. وقال الزهار: "كل الخيارات أمامنا مفتوحة على ضوء التعنت الإسرائيلي المستمر ضد الأسرى وإذلاله لهم ولأبناء شعبهم... سندفع بما أوتينا لإطلاق سراحهم من سجون الاحتلال".

وفيما يتعلق بدور الإدارة المصرية الحالية في ملف المصالحة، أكد الزهار أن الموقف الأمريكي والإسرائيلي يحولان دون تحقيق أي اتفاق، وأضاف: "أمريكا لا ترغب بإتمام المصالحة، وعباس لا يريد أن يغادر الموقف السياسي الأمريكي".

وشددّ على موقف حركته الراغب في تحقيق المصالحة فورًا لترتيب أوضاع البيت الفلسطيني وفق ثوابت وطنية.

وأكد أن المنظمة تعيش في حالة موت تام، "فهي لا تمثل الشعب الفلسطيني مطلقا بشكلها وترتيبها القائم"، وفق تعبيره.

وقلّل الزهار من طرح رئيس السلطة محمود عباس في ملف الانتخابات، مشككًا في مصداقية الانتخابات ونزاهتها عبر الوسائل المطروحة من طرف عباس.

وحول إذا كانت حماس قد خسرت حلفاءها السابقين؟، أجاب الزهار: "الحركة تتعامل مع الأطراف كافة وفق مفهوم التعاون خاصة الدول المؤثرة في القضية الفلسطينية". وشدد الزهار على ضرورة العناية بتعريف "التحالف"، موضحًا أن حركته لم تعتمد يومًا في علاقتها على مبدأ المصلحة بالمطلق، "بل اعتمدت على مبدأ دور تلك الدول في نصرة القضية ومنع التدخل في أي شأن عربي داخلي".

أما في الملف السوري، فقال إن حركته قررت الخروج من الصراع السوري الداخلي رغبة في وقف الاستجابة مع أي موقف من مواقف الأطراف الداخلية، مبينًا أن الأطراف المتصارعة طلبت من حركته الانحياز إلى مصلحتها.

وحول علاقة حركته مع إيران، نفى عضو القيادة السياسية وجود توتر في العلاقة بينهما مؤكدًا أنها متميزة. وأضاف: "نشهد من اتصالاتنا أن القيادة الإيرانية لم تغير من موقفها وتعاملها مع الحركة".

أما عن علاقة حركته بالدول الخليجية، فأوضح أن العلاقة تشهد حالة متباينة مع تلك الدول، "فحماس لديها علاقات جيدة بدول وفاترة مع أخرى... هناك دول خليجية لا ترغب في الحديث مع حماس".

فيما يتعلق بمستقبل المشروع الإسلامي في المنطقة، رفض الزهار اتهام الإسلاميين بالفشل في إدارة الحكم، مؤكدا أنهم نجحوا منذ البداية في الصبر على المحن "ورفض الفتن الداخلية أو اللجوء إلى العنف في التعامل مع خصومهم".

ولم يقبل الزهار تسمية حكم حركة حماس في غزة بـ"التجربة"، مشيرًا إلى أنها لم تحظ بأي فرصة في ظل الحصار والحروب المتكررة التي خاضتها خلال السنوات الماضية.

ووصف ما تمر به المنطقة بـ"الخريف" الذي يعقب الربيع، "وستتساقط فيه أوراق كثيرة وتحدث حالة من الركود إيذانا بربيع يصب في مصلحة الإسلام والقضية الفلسطينية".

 

 

 

من نفس القسم دولي