دولي

قرار الرئيس الفلسطيني محمود عباس استئناف المفاوضات مع إسرائيل أدخل ملف المصالحة إلى ‘الثلاجة’

عضو المكتب السياسي لحركة حماس ورئيس وفد الحوار مع ‘فتح‘ أبو مرزوق:

 

 

أكد الدكتور موسى أبو مرزوق عضو المكتب السياسي لحركة حماس ورئيس وفد الحوار مع فتح لـ’القدس العربي’ الأحد، بأن الوضع المصري غير جاهز لاستضافة المصالحة الفلسطينية حاليا، مشددا على أن قرار الرئيس الفلسطيني محمود عباس استئناف المفاوضات مع إسرائيل أدخل ملف المصالحة إلى ‘الثلاجة’، ومقللا من اهمية تهديدات حركة فتح بأقدام الرئيس الفلسطيني على إصدار مرسوم رئاسي يحدد فيه موعد اجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية في الأراضي الفلسطينية دون التشاور مع حماس بحجة أن الاخيرة تعرقل تنفيذ المصالحة، مضيفا ‘أنا اعتقد بأن هذه تهديدات لا لزوم لها’.

 

وحول اذا ما فعلا ادخل قرار استئناف المفاوضات ملف المصالحة في حالة موت سريري، قال ابو مرزوق لـ’القدس العربي’ الاحد ‘اعتقد بأن هذه سُنة ليست جديدة، فكلما ذهب المفاوضون إلى جولة جديدة من المفاوضات كلما تم تأجيل المصالحة ووضعها بالثلاجة، وهذه مسألة ليست جديدة’.

وبشأن إمكانية أن يشهد يوم 14 من الشهر الجاري دفعة نحو المصالحة من خلال انتهاء فترة الشهور الثلاثة التي اتفق عليها بين وفدي فتح وحماس في ماي الماضي ليتم خلالها الاتفاق على تشكيلة حكومة فلسطينية برئاسة عباس وفق اعلان الدوحة لاتمام ملف المصالحة، قال أبو مرزوق ‘موعد 14 أوت هو ضمن مواعيد كثيرة تم تحديدها ومتعلقة بتشكيل هيئات ولجان واقرار قوانين وحل مشكلات متعددة، وحددنا تواريخ متعددة في هذا المجال، سواء كان في اطار قانون الانتخابات للمجلس الوطني أو قانون الانتخابات للمجلس التشريعي، او الانتهاء من ملفات في المصالحة المجتمعية وملف الحريات العامة. فهذا التاريخ هو ضمن تواريخ عدة وتم الاتفاق والتفاهم على أن نمضي في كل هذه المسائل لانها كانت ضرورة امام 14 أوت، ولكن للأسف كان حديث فتح دائما حديثا انتقائيا فيما يتعلق بملفات المصالحة، ونحن نرجو أن يتم احترام كل التواريخ وكل الاتفاقيات المعمول بها بما فيها 14 أوت.

وأكد ابو مرزوق بان الايام المتبقية لغاية 14 الشهر الجاري لن تشهد اية قفزات نوعية على صعيد اتمام المصالحة الفلسطينية، مشيرا إلى أن الاوضاع الداخلية لمصر انعكست بشكل مباشر على ملف المصالحة، وقال ‘الاحداث التي تشهدها مصر في الوقت الحاضر كحاضنة للحوار الفلسطيني الفلسطيني، عامل اضافي متعلق بهذه المسألة’ وعدم احراز تقدم فيها.

وبشأن اعتزام الرئيس الفلسطيني محمود عباس اصدار مرسوم رئاسي بعد 14 الشهر الجاري لتحديد موعد للانتخابات الرئاسية والتشريعية الفلسطينية دون التشاور مع حماس كونها تعرقل اتمام المصالحة، قال ابو مرزوق ‘الرئيس محمود عباس كان حدد في السابق موعدا لانتخابات محلية في الضفة الغربية دون القدس ودون قطاع غزة، ويستطيع –قادة فتح– تقييم اي اجراء انفرادي متعلق بهذه الانتخابات من خلال التجربة السابقة’، متابعا ‘الحوارات الوطنية هي من اجل الوصول إلى مصالحة وطنية، واي اجراء منفرد لا يحقق هذا الغرض، وعلى كل حال انا اعتقد بأن هذه تهديدات لا لزوم لها في العمل الوطني، والمفروض بأن محمود عباس بيده أن يدعو اطار القيادة المؤقت الذي تم الاتفاق عليه ويستطيع من خلاله أن يدفع بعملية المصالحة إلى الامام ويستطيع من خلاله أن ينفذ الكثير من الالتزامات التي تم الاتفاق عليها، ولكن فتح دائمة الحديث عن قضايا لا اصل لها، فإذا قلنا إن المصالحة لها مساران، مسار متعلق بالحكومة وملفات اخرى وهذا بمشاركة بين فتح وحماس، وهناك مسار اخر لا يقل عنه اهمية وهو مسار اعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية وادارة الشأن الفلسطيني كمهام اساسية للإطار القيادي المؤقت، وهذا فقط بيد الرئيس محمود عباس. فإذا كانت حماس تعيق المسار الأول، فلماذا محمود عباس يعيق المسار الثاني؟ علما بانه في ذلك المسار يتخذ القرار منفردا وفي يده تحديدا، وذلك عكس المسار الاول الذي ينص على مشاركة فتح وحماس فيه’.

وحول اذا ما هناك اتصالات حاليا بين فتح وحماس بشأن انجاز ملف المصالحة، قال ابو مرزوق ‘على مستوى الاتصالات الهاتفية، نعم هناك اتصالات تلفونية قائمة ما بين الطرفين، والتلفونات طبعا في النهاية هي نوع من انواع التواصل، واخر اتصال كان بعد زيارة الرئيس محمود عباس ـ الاخيرة – لمصر. لكن ايضا كما ذكر عزام ـ عزام الاحمد رئيس وفد فتح للحوار مع حماس- فان الوضع المصري غير جاهز الآن لاستضافة المصالحة’.

وبشأن الرسالة التي يمكن أن يقولها ابو مرزوق للشارع الفلسطيني الذي ينتظر اتمام المصالحة وإنهاء الانقسام الداخلي، قال ‘المشكلة في المصالحة اساسا هي التدخل الخارجي والرهان على المصالحة مع الاسرائيليين من خلال المفاوضات التي تم استئنافها بواشنطن بدون اجماع وطني، ودائما كلما جعلوا للمفاوضات الاولوية كلما تأخر اتمام المصالحة، نحن نريد أن تكون الاولوية الاساسية هي لوحدة الشارع الفلسطيني وان تكون هناك ارادة سياسية تحول دون اية اعاقات في اتمام المصالحة’.

وعلى صعيد اخر اكد ابو مرزوق بأن كشف حركته مؤخرا عن وثائق تؤكد وقوف مسؤولين في السلطة وفي حركة فتح خلف حملة التحريض، التي تعرضت لها حماس في وسائل الاعلام المصرية ادى إلى وقف مسلسل التحريض الذي كانت تتعرض له حماس في وسائل الاعلام المصرية.

وأضاف ابو مرزوق قائلا لـ’القدس العربي’ ‘دعني اقول انظر للصحف المصرية بعد هذا الكشف -عن الوثائق- الآن تغير الوضع، فلم تعد تلك التسريبات – ضد حماس – موجودة في الصحافة المصرية، واختفت من الصحافة المصرية كل انواع التسريبات’.

وبشأن التحقيق في الوثائق التي تتهم مسؤولين في السلطة وحركة فتح بالتحريض على حركة حماس من خلال وسائل الاعلام المصرية، واذا ما تم التواصل مع فتح لتشكيل لجنة تحقيق، قال ابو مرزوق ‘نحن نرحب باية جهة تشارك في التحقيق، لتنظر في الوثائق وفي صحتها، لكن دعني اقول بأنه بدل تشكيل لجنة للتحقيق في صدقية هذه الوثائق شكلت حركة فتح لجنة للتحقيق في كيفية تسريب هذه الوثائق ووصولها ليد حماس، ودعني اقول انظر للصحف المصرية بعد هذا الكشف عن الوثائق-. الآن تغير الوضع، فلم تعد تلك التسريبات ضد حماس موجودة في الصحافة المصرية، واختفت من الصحافة المصرية كل انواع التسريبات، ولو قارنتها ـ التسريبات – بالوثائق التي كشف عنها، لوجدتها صحيحة’.

وحول اذا ما اوقفت فتح تحريضها على حماس بعد كشف الاخيرة عن وثائق تتهم الاولى فيها بالتورط في الحملة التحريضية التي تعرضت لها حماس في وسائل الاعلام المصرية، قال ابو مرزوق ‘نعم كشف الوثائق اثر تأثيرا كبيرا على هذه المسألة’.

وعند تكرار السؤال عليه بشأن اذا ما تم التوافق بين فتح وحماس على تشكيل لجنة للتحقيق في مصداقية الوثائق التي كشف عنها مؤخرا من قبل الناطقين باسم حماس في غزة، قال ابو مرزوق ‘على حد علمي لم تشكل اية لجنة تحقيق ولم يأت احد يقول نعم انا اريد أن اشارك في التحقيق في هذه القضية’، منوها إلى أن فتح سارعت لتكذيب تلك الوثائق في مؤتمر صحافي بدل الشروع بالتحقيق في مصداقيتها’.

وكانت حماس كشفت مؤخرا عن وثائق، تدعي أنها تعتبر شواهد تثبت تورط حركة فتح بتحريض الإعلام المصري على حماس بحسب ما ذكره تقرير نشر على الموقع الرسمي للحركة. 

وجاء في التقرير: ‘إن هذه الوثائق عبارة عن مراسلات تحتوي معلومات كاذبة تُغذّى بها الأخبار لتلفيق تهمة تورّط حماس في الحوادث الأخيرة في مصر’.

وأشار التقرير إلى أن ‘من بين هذه الوثائق مراسلة إلى جهاد الحرازين مسؤول الإعلام في السفارة الفلسطينية في القاهرة، تعلمه أنَّه وبناء على توصيات الأجهزة الأمنية التي تمَّ اعتمادها من عباس شكلت خلية إعلامية تساهم في صناعة الأخبار الإعلامية وتضع أفكاراً للعمل من شأنها إحراج حماس وزجّها في معترك الأحداث في مصر’.

كما تبيّن الوثائق ‘وجود مساعدين لعباس في هذه الحملة، وعلى رأسهم الطيب عبد الرحيم، وكذلك الأجهزة الأمنية المختلفة في رام الله’ بحسب ما ورد في التقرير.

إ: عبد الوهاب. ب/ وكالات

من نفس القسم دولي