دولي
مدينة الحلويات... في رمضان قصة مختلفة
مدينة نابلس في الشهر الفضيل
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 01 أوت 2013
يكاد أهالي مدينة نابلس ينقسمون حول إثنين من أشهر محلات الحلويات في المدينة، وتحديدا في البلدة القديمة، فمنهم من يفضل ما تصنعه أيدي عائلة البلبل وآخرون يميلون لـ "حلويات" عرفات" رغم أن نوع البضاعة واحدة.
"أصابع زينب" او ما يسمى بـ"زنود الست" هي الحلوى الرائجة في شهر رمضان، وهو ما يجعل الطلب عليها يزداد وهي عبارة عن "خلطة من الطحين والسميد تعجن بالماء والمطيبات وتقلى وتغطس بشراب السكر.
يقول صاحب محل البلبل "نضال البلبل" إن الوصفة التي يستخدمها لصناعة بضاعته متوارثة من أكثر من 150 عاما، من جده لأبيه له وأشقائه ولأبنائهم من بعدهم، والسر كما يقول هو النفس الذي تتميز به طريقتهم.
ويتابع: “سر الخلطة هو استخدام السميد مع الطحين في حين أن المحلات الأخرى لا تستخدم سوى الطحين، وهو ما يجعل بضاعته لها زبائنها من سكان المدينة في الداخل والخارج".
ويقول نضال البلبل إن هذه البضاعة تقتصر على شهر رمضان فقط، وأن لا تغير على طلب الزبائن في رمضان وهي "العوامة وأصابع الست والقطايف" فيما بالأيام العادية لا يتم صنع هذه الحلويات ويكتفي بصناعة التمرية وبيعها وذلك لكثرة الطلب عليها.
وفي أوقات الاجتياحات والانتفاضات كان إغلاق كامل في البلدة القديمة وكنا نعمل خفية حيث لا أحد يعلم بنا وننتظر الوقت القصير الذي يرفع فيه حظر التجوال لنبيع بضاعتنا.
وليس ببعيد عنه يقع محل عرفات والذي يبيع نفس الحلويات ولكن بطريقته الخاصة أيضا ونفس العائلة المتوارثة منذ أكثر من 160 عاما كما يقول صاحب المحل مجدي عرفات.
عرفات يبيع "العوامة" اللقيمات وأصابع الست، ويقول انه يوقف صناعة أية حلويات "التمرية والزلابية والحلاوة" ولا يبيع سواها واللقيمات، على عادة آبائه منذ أكثر القدم.
ويتابع: "أنا شخصيا أعمل في المحل منذ 42 عاما وأبي من قبلي وجدي من قبلنا أسس المحل من قبل 160 عاما، واشتهرنا بهذه الحلويات عبر عشرات السنوات".
ويفاخر عرفات بأن بضاعته لها شهرتها ليس فقط في نابلس وما حولها، وإنما في البلدان العربية والأجنبية ويقول إن أهالي المدينة المغتربين يحرصون على حملها معهم كهدايا إلى كل أقطار العالم.
ويقول عرفات بركة شهر رمضان تعم على الجميع، فبالرغم من انتشار باعة الحلويات في كل مكان في المدينة والبلدة القديمة إلا أن الجميع يبيع ويكسب ويعود الى بيته في آخر النهار راضيا.
ولا يقتصر الأمر في نابلس على أصابع زينب والعوامة، ففي المدينة أكثر من 150 محلا لبيع الحلويات، وخاصة الكنافة منها والفطائر وعش البلبل والعصملية والقطايف، ويفاخر الأهالي بسر صنعتهم التي لا يكشفون عنها لأي أحد وتبقى محفوظة في صدورهم يتوارثونها أبا عن جد.
فالقطايف التي يصنعها التمام تعد بنفس الطريقة التي كان يعدها جده الأكبر قبل أكثر من 200 عاما، وفي نفس المكان الذي لم يتغير فيه الكثير رغم ترميمه أكثر من مرة.
ويقول صاحب المحل عبد الرازق التمام:" زبائننا دائمون لا يتغيرون في كل عام من رمضان، حتى أن أهالي القدس والداخل المحتل في العام 1948 يأتون لاشتراء القطايف من هنا، فبضاعتنا مميزة ولا يختلف على جودتها أحد".
وبحسب التمام فإنه يعمل في نهار رمضان 16 ساعة متواصلة لتلبية كل ما يطلبه الزبائن من قطايف عصفوري وقطايف عادية وقطايف من الحجم الكبير للحشي، وهو ما لا تجده سوى في هذه المدينة.
إ: ع. د