دولي
لم يعد هنالك قدس للبكاء عليها والعرب على حافة "سايكس بيكو" جديد
الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين عبد الله شلَّح
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 31 جولية 2013
أكد الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين الدكتور رمضان عبد الله شلَّح، أن العالم العربي على حافة "سايكس بيكو" جديد أخطر من السابق، منبهاً إلى أن أعداءنا يحاولون تقسيم المقسم، وتجزئة المجزأ، واستبدال الصراع مع الصهاينة بالصراع الطائفي والمذهبي.
ووصف الدكتور شلَّح - في كلمةٍ ألقاها بالإفطار الجماعي الذي نظمته لجنة دعم المقاومة في بيروت ليلة الاثنين، بمناسبة يوم القدس العالمي - المبادرة العربية بأنها وعد بلفور جديد أخطر من الذي أعطي في العام 1917م.
وأوضح أن خطورة الوعد الجديد تكمن بتنازل من يملك الأرض لمن لا يستحق، أما الأول فكان وعد من لا يملك لمن لا يستحق.
ولفت الدكتور شلَّح إلى أن الشعب الفلسطيني تعرض قبل أكثر من 65 عامًا لعملية اقتلاع كبرى من أرضه، بل أكبر علمية سطو في التاريخ، منوهاً إلى أن المشروع الصهيوني يوشك أن يقطف آخر ثمار النكبة بإعلان فلسطين "دولةً" خالصة لليهود.
وقال: "إنه رغم كثرة المحطات التاريخية والمراحل التي مر بها الصراع مع الصهاينة فهناك أربعة أحداث مفصلية صنعت نكبة فلسطين، بل رسمت ما سمي بـ"شرق أوسط جديد" في القرنين الـ 20-21 أولها: اتفاقية "سايكس بيكو" عام 1916م، ثم وعد بلفور 1917م، ثم نكبة فلسطين عام 1948م، ثم النكبة الثانية بسقوط القدس وهزيمة عام 1967م".
وشدد الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي على أنه لم يعد هنالك قدس للبكاء عليها، فالمدينة هودت، وأهلها مهجرون، والمعركة الآن باتت على المسجد الأقصى وتقاسم الصلاة فيه.
وتطرق الدكتور شلَّح إلى استئناف المفاوضات بين كيان الاحتلال والسلطة الفلسطينية، مشيراً إلى أن الأخيرة "تنازلت عن كثير من شروطها تحت الضغوط الأمريكية من أجل إحياء نهج "أوسلو" الذي يعاني من حالة موت سريري منذ سنوات".
وأضاف: "جديد المفاوضات هذه المرة أن الملف الفلسطيني قد يوضع على طاولة المقايضات مع ملفات أخرى في المنطقة، وأظن أن القيادة الفلسطينية تعي ذلك، وآمل ألا تقع في هذا الفخ".
وعرج الدكتور شلَّح على وضع العالم العربي، قائلاً: "يجب أن نعترف بأن حال الأمة اليوم هو الأخطر أن لم يكن الأسوأ في كل مراحل تاريخها"، متحدثاً عن حالة الانقسام والاصطفاف الطائفي والمذهبي التي أشار إلى أنها تكاد تجرفنا جميعًا إلى المجهول.
وتابع يقول: "كما ننظر إلى من يلوكون لحم وكبد القتلى، ومن يلقون براميل البارود التي تقتل الناس"، في إشارة لرفض حركته لكل أشكال العنف الدموي التي تصطبغ بها الصراعات في المنطقة. واستهجن أن يكون التواصل مع قوى المقاومة تهمة للتخابر.
واستطرد الدكتور شلَّح: "الجميع يتحمل المسؤولية عن ذلك، والكل مطالب بإجراء مراجعة لما جرى ويجري في المنطقة".
وشدد على أن واجب المقاومة الشرعي ومسؤوليتها الوطنية يُحتم عليها أن تُبقي قضية فلسطين أمانة وألا تضيعها، ولا تزج بها في أي صراع، وأي نزاعات داخلية.
وكان الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي قد استهل حديثه بالتأكيد على أن فلسطين هي مشكلة العرب والمسلمين الكبرى، بل هي أم المشاكل وأم العقد وأم القضايا، مشدداً على أنه يجب ألا ننسى ذلك مهما طال علينا الأمد، ومهما استجد من أحداث.
وفي ختام حديثه، أعرب الدكتور شلَّح عن أمله بأن تتجاوز الأمة هذه المرحلة الصعبة في تاريخها كما تجاوزت مراحل سابقة.
إ: عبد القادر. د