محلي

50 عائلات بحي زبانة تنتظر الترحيل

البليدة

 

تظل المعاناة تكبل أزيد من 50 عائلة قاطنة في ظروف أقل ما يقال عنها أنها مزرية وغير لائقة بالنوع البشري في محلات ومستودعات أسقفها آيلة إلى الانهيار على مرمى حجر من إحدى المقابر الواقعة في حي الآلات الميكانيكية بزبانة بالبليدة، مستعجلة ترحيلها نحو سكنات لائقة ووفاء المسؤولين بالوعود التي قطعوها عليها منذ إقامتها بشكل ظرفي في سنة 1996 نظرا لتردي الأوضاع الأمنية آنذاك.

قال ممثلون عن السكان بأن معاناتهم طالت والسكنات التي هي عبارة عن جحور أضحت غير قابلة لتحمل الظروف الطبيعية أكثر، مطالبين المسؤولين بتجسيد الوعود التي وجهوها إليهم فيما يخص تحقيق حلم الترحيل الذي طال انتظاره منذ 17 عاما كما استنكروا نسيانهم بالموقع المحاذي لقبور تنبعث منها رائحة الموتى.

استعجلت العائلات المنكوبة والمحولة بصورة مؤقتة على مركز العبور بحي زبانة تخصيص مشروع سكني لفائدتها من أجل انتشالها من الظروف العصيبة التي تقيم بها في محلات ومستودعات تابعة لإحدى الشركات الميكانيكية العمومية، مشيرين إلى أن السلطات المحلية وضعتهم بتلك المستودعات مؤقتا خلال الوضع الأمني المتردي في انتظار ترحيلهم بعد 03 أشهر، لتتحول الأشهر إلى سنوات قاربت العقدين من الزمن دون أن يتغير أي شيء.

وأعاب المشتكون على السلطات عدم التزامها بترحيلهم وانتهاج سياسة ذر الرماد في العيون من خلال منحهم وثائق تثبت أنهم منكوبين في انتظار استتباب الأمن وترحيلهم من جديد، كما تذمروا من حصار النسيان المضروب عليهم من طرف المجالس المحلية المتعاقبة التي لم تتحرك لصالحهم وبقيت في موقف المتفرج، الأمر الذي زاد من إحباطهم ونكستهم ودفع بالبعض منهم إلى محاولة الانتحار قنوطا من الظروف الغير إنسانية التي يعيشونها.

وأفصح المعنيون بأن أسقف المستودعات انهارت أجزاء معتبرة منها، ما دفع بهم إلى ترميمها للتخفيف من حدة التسربات المائية وانهيارها كليا، كما تم تسجيل إصابة العديد منهم وبالخصوص الأطفال بأمراض تنفسية وحساسية جراء ارتفاع نسبة الرطوبة وانعدام التهوية والبرد الشديد، وما ضاعف من معاناتهم هو قطع مياه الشرب عنهم بسبب مشروع صيانة الطرقات، كما أنهم تلقوا إعذارات بضرورة مغادرة الموقع الذي لجأوا إليهم مكرهين في سنوات الدمار والموت لمجاورة سكان القبور.

... وعائلات بحي درويش القصديري تطالب بتعميم الترحيل نحو سكنات لائقة

طالبت العائلات القابعة بحي دريوش القصديري ببلدية بوعرفة غرب ولاية البليدة بضرورة تعميم الترحيل ليشملها نحو سكنات لائقة على غرار 162 عائلة استفادت نهاية الأسبوع الماضي من سكنات لائقة بعد أن كانت قاطنة في ظروف مزرية على حافتي الوادي حي منذ عشرات السنين.

وقال ممثلو العائلات بأنهم في حاجة ماسة إلى سكنات جديدة ولائقة على غرار 131 عائلة تم انتشالها من أكواخها التي تقطن بها منذ فترة طويلة وكذا 31 عائلة أخرى كانت تقطن ببعض أحياء مدينة البليدة في ظروف مزرية تحت أسقف هشة آيلة إلى الانهيار، والتي تم تحويلها بحلول فصل البرد نحو حي 200 مسكن عمومي إيجاري.

ومن المنتظر أن يتم شق طريق يربط الطريق الوطني رقم 01 ببلدية بوعرفة يمر بالوعاء العقاري الذي تم استرجاعه بعد ترحيل العائلات في انتظار تهيئة الموقع، فيما ترمي هذه العملية إلى وضع حد لتشويه النسيج العمراني من خلال الانتشار الفظيع واللافت للسكن القصديري خاصة خلال السنوات الأخيرة، فضلا عن تحسين ظروف عيش العائلات التي اتخذت منذ عشرات السنين من الأكواخ والمساكن القصديرية مأوى لها عجزت عن مقاومة غضب الطبيعة وتواجه ظروفا أقل ما يقال عنها أنها صعبة للغاية خاصة في فصل الشتاء وارتفاع منسوب مياه الوادي.


من نفس القسم محلي