دولي

المُرَابِطُون برَمَضَانَ.. عيونٌ ساهرَة وقلوبٌ ذاكرة

يقضون ليلتهم في حراسة وطنهم ورد أي معتدٍ يحاول التسلل إلى القطاع

 

 

يخرجُون من بيوتِهم مودعِين الأهلَ والأحباب ممتشقين أسلحَتهم الطاهرَة، وهم لا يعلمُون هل سيعودون سالمين، أم سيرتقوا شهداء إلى الجنانِ بإذن الله، يتعجلون الخُطى إلى نقاط ربَاطِهم كمسيرِ أهل الحُبِ للميعادِ، إنّهُم المرابطُون في سبيل الله على ثغور قطاعِ غزة. 

 

بعيونٍ ساهرةٍ يراقبون الحدود مع الاحتلال الإسرائيلي تحسباً لتقدم إسرائيلي نحو القرى الفلسطينية المتاخمة للحدود، ينتشرُون بأسلحتهم يدافِعون عن ثرى فلسطين، وهم يحملُون أرواحهم على أكفِّهم، تاركين خلفهم أهلهم وأولادهم وأحبابهم، من أجل أن يكونوا حراساً على شعبهم، وأمناء على أمتِهم. 

 

حديثُ المجاهدين

 

خرج المجاهدُ أبو أسامة "27 عاماً" من بيته وقد قبّل أطفاله الصغار، بعد أن ألبسته زوجته جعبته العسكرية، وتوجه إلى نقطة رباطه، وعندما وصلَ إلى المكان المتفق عليه في إحدى نقاط الرباط في شمال قطاع غزة، طلب من أفراد مجموعته الانتشار كلٌ في مكانه حسب الخطة العسكرية التي طُلبتْ منه. 

 

"الجهادُ في شهرِ رمضان المبارك من أعظم العباداتِ أجراً، ولو طُلب مني الرباط كل ليلة، لن أقصر بالطبع، نيلاً للأجر الكبير، لأن الأجر في رمضان مضاعف" .. هذا ما بدأ به "أبو أسامة" حديثه لمراسل موقع "فلسطين الآن" في شمال قطاع غزة. 

 

يتناوبون على الحراسة وعلى قراءة القرآن والدعاءِ والصلاة، ترى أعينُهم تفيض من الدمعِ، خشية من الله، وطلباً من الله أن يرزقهم الشهادة في سبيله، وأن يلتحقوا بمن سبقهم من الشهداءِ الأبرار. 

 

ويضيف "في هذا الشهر الكريم نتذكر أحباباً لنا كانوا بيننا في رمضانَ الماضي، عاشوا معنا ورابطنا معاً وجاهدنا معاً وصلينا معاً والآن هم تحت الترابِ غابوا عنا فافتقدناهم، فنسأل الله لهم المغفرة والرحمة والقبول مع النبيين والصديقين والشهداء وحسن أولئكَ رفيقاً". 

 

زادُهم "قرآنٌ ودُعاء"

 

وعلى الجانب الآخر، بعد أن أنهى مناوبته على إحدى النقاطِ، يربض كالليث الهصور أحدُ المجاهدين الأبطال، حاملاً بين يديه مصحفا يتلو آياتِ الله بصوتٍ عذبٍ، يثلجُ الصدور، ويبكي العيون، ويهزُ القلوب.

 

يقولُ المجاهدُ أبو السعيد "25 عاماً": "نستغلُ هذه الأيامَ المباركات أن نرتقي بأنفسنا نحو العُلا، ونحو رضا الرحمن، كي يوفقنا الله في جهادِنا ورباطِنا، وأن نصبرَ عند لقاء العدو ونثخنه الجراح، ونسألَ الله أن تكون دماؤنا وأشلاؤنا وقوداً لدعوةِ الإسلام التي تُحارب في كافة بقاع الأرض من الكفار والمنافقين ومن والاهم". 

 

ويضيف "لا نريد أن نفوّت فرصةً أو لحظة لنيل الأجرَ والثواب من الله، نتسابق في الخيرات في هذا الشهرِ الكريم، في قراءة القرآن والدعاء لإخواننا في كافة بقاع الأرض بأن ينصرهم ويوفقهم ويرد كيد المعتدين عنهُم". 

 

"اللهم انصر الإسلامَ والمسلمين، اللهم انصر الحق وأهلَه واخذل الكفرَ وأهله، اللهم مكن للمجاهدين من رقابِ يهود، واحفظ شعبَنا وأمتنا الإسلامية، اللهم اختم لنا بشهادةٍ في سبيلك يا أرحم الراحمين" بهذا الدعاء ردد المجاهد أبو حمزة "22عاماً" وحوله المجاهدين يرددون "آمين" في مشهدٍ روحاني مؤثر يدل على أن هؤلاء الأبطال ما خرجوا إلا ابتغاء الأجر والثواب من الله، وليس طمعاً في الدنيا وشهواتها وزينتها. 

 

ويبقى المرابطون في سبيل الله، حراس الوطن وحماة العقيدة، والمدافعين عن شعبنا الفلسطيني المجاهد، وهم قوافل الحق السائرة نحو تحرير بلادنا المحتلة فلسطين.

إ: ع. د

من نفس القسم دولي