محلي
دواوير الأرهاط في تيبازة يشتكون العزلة
تيبازة
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 28 جولية 2013
طالب سكان دواوير أعالي بلدية الارهاط السلطات المحلية بالتدخل العاجل من أجل تحسين ظروف عيشهم وتخصيص مشاريع من شأنها النهوض بالمستوى المعيشي الذي لم يعرف تحسنا منذ الاستقلال، فما عدا السكن الريفي أو بعض المشاريع متعلقة بالدعم الريفي أو المياه فإن العديد من المشاكل لا تزال قائمة رغم تعاقب العديد من المجالس الشعبية التي عجزت عن إيجاد الوصفة العلاجية اللازمة للسكان لإخراجهم من المعاناة التي لازمتهم لسنوات طويلة.
ومن أبرز ما يشتكي السكان هو مشكل الطرقات التي تعرف تدهورا رغم العزلة التي تعرفها الدواوير حيث تعتبر الطرقات الشريان الوحيد للسكان بسبب وقوع منازلهم في الجبال والهضبات وبين الأحراش والوديان، حيث رفضوا الاستسلام للظروف الطبيعية وقاوموا الإرهاب وتمسكوا بأرض أجدادهم غير أن الإجراءات التشجيعية التي اتخذتها السلطات الولائية لم تكن كافية لتثبيتهم في مناطقهم الأمر الذي أدى إلى هجرة الكثير من السكان حيث عبر العديد منهم بقولهم "كيف لي أن أسير كيلومترات للوصول إلى موقف الحافلات وفي طرقات تحولت إلى أوحال وأتربة حيث نضطر في فصل الشتاء وأثناء تساقط الأمطار إلى انتعال الأحذية المطاطية تجنبا لتسرب المياه إلى الداخل وأثناء وصولنا إلى موقف الحافلات نقوم بتخزينها وانتعال أحذية عادية يحدث لنا هذا في سنة 2013".
ومن بين الدواوير التي يعاني سكانها من هذا المشكل دوار "سيدي ابراهيم"، "بني أرقشن"، "بوفليجة مشطيطة" إلى جانب هذا يعاني التلاميذ القاطنون بدواوير "سيدي سالم" و"المناجم" و"الزبوج" من متاعب الإلتحاق بمقاعد الدراسة خصوصا في فصل الشتاء، وهذا جرّاء غياب النقل المدرسي•
ما زاد الطين بلة وقوع هذه المداشر الريفية في منطقة معزولة، حيث أجبرهم هذا الأمر يوميا على قطع مسافات عديدة مشيا على الأقدام ووسط مسالك ترابية من أجل الوصول إلى أقرب مدرسة منهم، ولقد تسببت هذه الوضعية المزرية في تكريس الأمية وسط الفتيات اللاتي يجدن أنفسهم أمام خيار مساعدة الأمهات في شؤون البيت أو رعي الغنم عند بلوغهن الطور المتوسط الذي يمثل حد أقصى في مسار حياتهن المهنية. وقد خلص هؤلاء السكان بانتظار إلتفاتة إليهم من خلال ربطهم بمشاريع خاصة بتهيئة طرقاتهم تعويضا لهم عمّا عانوه منذ سنوات عديدة والتي ميزتها معاناة كبيرة في وضعية المسالك التي تربط تلك الدواوير النائية المتواجدة والمتناثرة هنا وهناك.