دولي

المفاوضات بين فلسطين وإسرائيل.. اتساع الهوة واستهلاك الوقت

توقعات بتعثرها من جديد

 

 

 

رأى محلل سياسي أن عودة المفاوضات بين السلطة والاحتلال الإسرائيلي "ستكون متعثرة"؛ وذلك لاتساع الهوة بين الطرفين، فيما قال أستاذ علوم سياسية إن "المفاوضات لم تنقطع أصلاً"، وإنما يراد هذه المرة أن تكون علناً عبر وسائل الإعلام.

وكان وزير الخارجية الأميركي جون كيري، أعلن وقال المحلل السياسي مصطفى الصواف إن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري حاول ألا يخرج من هذه الجولة "صفر اليدين" كما خرج من الجولات الخميس الماضية، معتقداً أنه كيري يحاول التوصل إلى صيغة اتفاق لم ينته من كتابتها بالشكل النهائي".

وأرجع الصواف تعثر انطلاق المفاوضات بين الجانبين أكثر من مرة إلى بعض المطالب من الطرفين، "فالفلسطينيون –وفقاً لما قرأناه من تصريحات قادة رام الله- يريدون ضمانات لحدود 67، فيما يحاول كيري أن يصل إلى صيغة وسط تحفظ ماء وجه الفلسطينيين وتمكن الإسرائيليين مما يخططون له".

إنجاز أمريكي

 

وأضاف "أعتقد أن المفاوضات ستكون متعثرة إلى حد ما، حتى وإن عاد الطرفان إلى الطاولة مرة أخرى؛ لأن الهوة بينهما لازالت كبيرة"، ولكنه اعتقد أن المفاوضات –وإن كانت نتائجها صفرية- فإنها تعتبر تقدماً للإدارة الأمريكية.

وعن عدم وضوح موقف السلطة الرسمي وشروطها للمفاوضات، أشار المحلل السياسي أن السلطة عادة لا يكون لديها موقف سريع تحدد فيع خارطة الطريق التي ستسير عليها، ولكنه أوضح أن مسئول ملف المفاوضات في منظمة التحرير صائب عريقات وضع بين يدي كيري مطالب السلطة ويريد ضمانات مكتوبة.

واعتقد الصواف أن الظروف الحالية "هي الأنسب" لتمرير أي اتفاق في المنطقة، وأن الولايات المتحدة تضع ثقلها هذه المرة "لخدمة للمشروع الصهيوني" في المنطقة، محاولة استغلال الواقع العربي المضطرب غير واضح المعالم.

وحذر من "انسياق" رئيس السلطة محمود عباس وراء الموقف الأمريكي وطريق التسوية مع الاحتلال، مضيفاً "على الشعب الفلسطيني أن يقرر إذا ما كان عباس يمثله أم لا".

وتابع "لا أعتقد أن مثل هذا الاتفاق سيحدث، وفي ظني أن الشعب الفلسطيني يرفض مشروع التفاوض وتصفية القضية الفلسطينية، وإذا بقي الفلسطينيون على موقفهم سيمر المشروع ولكن في نهاية المطاف سيسعى الفلسطينيون لتحقيق أهدافهم وإن دفعوا أثماناً كبيرة".

لم تتوقف أصلاً

 

أما أستاذ العلوم السياسية في جامعة النجاح الوطنية عبد الستار قاسم، فرفض ما يعلن في وسائل الإعلام عن عودة المفاوضات المباشرة بين الطرفين، متسائلاً "هل توقفت المفاوضات حتى تعود مرة أخرى؟".

ودلل قاسم على حديثه باستمرار التنسيق الأمني بين السلطة والاحتلال الإسرائيلي على مدار الأعوام الماضية "رغم ما يقولونه عن توقف المفاوضات"، وقال: "التنسيق الأمني أخطر بكثير من المفاوضات، ولكنه شرط أساسي لحصولنا على المال".

واعتقد أستاذ العلوم السياسية، أن الولايات المتحدة الأمريكية تريد إبقاء المفاوضات علنية أمام وسائل الإعلام لتهيئة العرب نفسياً بقبول "إسرائيل"، "وهو ما عملت عليه أمريكا منذ العام 1973م".

ورأى قاسم أن المفاوضات تهدف "لاستهلاك الوقت" ليصل الشعب إلى مرحلة يتفكك فيها ويبحث كل منهم عن مصالحه الخاصة، وقال: "نحن لم نتنازع على بيع فلسطين، نحن نتنازع على من سيحصل على أكبر حصة من المال".

وأضاف "محمود عباس وكل القيادة الفلسطينية ليست صاحبة قرار. عندما تضغط أمريكا نستجيب. نحن لا نملك إرادة اتخاذ القرار ولا الحرية في ذلك".

إ: عبد القادر. د


من نفس القسم دولي