دولي

إرجاء "الفرصة الأخيرة" بين عباس وكيري

فيما ترفض حماس عودة السلطة للمفاوضات

 

 

قالت مصادر فلسطينية إن اللقاء الذي أعلن عنه اول امس بشكل مفاجئ بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس ووزير الخارجية الأميركي جون كيري "لم يتم"، وأرجئ إلى موعد غير محدد، ما ينبئ بفشل محاولات استئناف مفاوضات السلام المباشرة بين "إسرائيل" والسلطة الفلسطينية.

وكان مسؤول في الخارجية الأميركية قال إن كيري توجه إلى رام الله لعقد هذا اللقاء مع عباس، بعد أن أجرى في عمان مباحثات مع كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات.

ولم يكشف عن موعد جديد أو سبب إرجاء اللقاء الذي اعتبر "فرصة أخيرة" لإعادة إحياء عملية السلام المتوقفة منذ نحو ثلاثة أعوام، قبل اختتام جولة كيري في الشرق الأوسط.

يأتي هذا بعدما رفض الفلسطينيون الخميس مقترح كيري للعودة إلى المفاوضات المباشرة من دون تجميد الاستيطان الإسرائيلي في الأراضي المحتلة، وهو أمر تصر "تل أبيب" على رفضه.

وقال مسؤول كبير في وزارة الخارجية في بيان صباح الجمعة "من المناسب والمشجع أن تجرى مناقشة جدية بشأن هذه المسائل"، وأضاف "أننا نتفهم وجود الكثير من الآراء ونثمن الجهود من أجل التوصل إلى قاعدة تتيح المضي قدما".

وكان كيري مدد زيارته للشرق الأوسط يوم واحدا بانتظار ما يصدر عن اجتماع القيادة الفلسطينية لدراسة مبادرته، لكنه توقع مثل هذه الانتكاسة قبل انتهاء المشاورات، عندما قالت المتحدثة باسمه جنيفر بساكي "ليس لدينا الآن أي خطة للإعلان عن استئناف المفاوضات".

يشار إلى أن كيري أجرى خلال زيارته السادسة إلى المنطقة محادثات مكثفة مع عباس واللجنة المصغرة المنبثقة عن لجنة المبادرة العربية في الجامعة العربية إضافة إلى عدد من المسؤولين، إلا أنه لم يلتق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، واكتفى باتصال هاتفي معه.

ورحبت وزيرة العدل الاسرائيلية ورئيسة فريق المفاوضين الاسرائيليين تسيبي ليفني بإعلان وزير الخارجية الاميركي جون كيري التوصل إلى اتفاق لاستئناف التفاوض بين الفلسطينيين و"الاسرائيليين".

وأشارت ليفني في بيان إلى "اشهر طويلة من الشكوك والتشاؤم" متداركة "ولكن اليوم، فإن اربعة اعوام من المراوحة الدبلوماسية توشك أن تنتهي".

وأضافت ليفني: "اعلم انه ما إن تبدأ المفاوضات فستكون معقدة وغير سهلة، لكنني واثقة بأنه الامر الافضل من اجل مستقبلنا، امننا، اقتصادنا وقيمنا"،وأشادت، برئيس الوزراء "الاسرائيلي" بنيامين نتانياهو "الذي اتخذ قرارات تمثل المصالح المهمة لاسرائيل" وبـ "تصميم" وزير الخارجية الاميركي، مؤكدة أن كل ذلك "قاد الفلسطينيين وقادنا نحن ايضا إلى قاعة المفاوضات".

في غضون ذلك، أعلن عزَّت الرَّشق عضو المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" رفض حركته القاطع لعودة السلطة الفلسطينية إلى مربع المفاوضات العبثية مع الاحتلال الإسرائيلي.

وأكَّد الرشق في تصريح صحفي مساء الجمعة، أن هذه المفاوضات ثبت فشلها وعقمها في تحقيق تطلعات شعبنا الفلسطيني، ولن تكون إلاّ غطاءً لتكريس الاستيطان والتهويد وضياع الحقوق والثوابت الوطنية، وهي لن تلزم شعبنا الفلسطيني بشيء، لأنها تأتي خارج سياق التوافق والإجماع الوطني، وضد إرادة شعبنا الفلسطيني.

وحذّر من خطورة الانسياق وراء أوهام السَّلام وسراب المفاوضات مع احتلال يُمعن في إجرامه يومياً ضد الأرض والشعب الفلسطيني.

ودعا السلطة في رام الله وحركة فتح الذين لازالوا يراهنون على المفاوضات العقيمة وأوهام التسوية إلى مراجعة حساباتهم، والتوقف عن بيع الأوهام لشعبنا وإعادة ترتيب أولوياتهم في تنفيذ ما تمّ التوافق عليه لإنجاز مصالحة وطنية شاملة.. واللقاء على برنامج وطني مقاوم يرتكز على التمسك بالحقوق والثوابت الوطنية وتعزيز صمود شعبنا وجهاده حتى تحقيق أهدافه، بالتحرير ودحر المحتل وعودة اللاجئين وإقامة دولته الفلسطينية وعاصمتها القدس على كامل ترابه الوطني.

إ: ع. ب

من نفس القسم دولي