محلي
برامج سكنية في مختلف الصيغ لكنها غير كافية ببلدية تيانت
تلمسان
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 20 جولية 2013
تعتبر بلدية تيانت الواقعة أقصى شمال غرب ولاية تلمسان واحدة من البلديات التي تعرف أزمة حادة في السكن وهو ما يعكسه حجم الطلبات المودعة لدى المصالح الوصية مقارنة بما تم انجازه من مشاريع سكنية وفق الأنماط الساري بها العمل، وهو ما جعل مواطني الجهة يعبرون عن استيائهم من هذه الوضعية في أكثر من مناسبة بسبب طول انتظار معالجة ملفاتهم تارة وغياب البرامج تارة أخرى إلا أنه ومع الفترة الأخيرة شهدت البلدية حركة غير مسبوقة للتقليل من حدة المشكل.
حصة 50 سكن اجتماعي تعرف تقدما تقنيا معتبرا
ومن بين بوادر القضاء على المشكل، استفادة تيانت من حصة سكنية تمثلت في 50 وحدة بصيغة السكن الإجتماعي، والتي تعرف تقدما تقنيا معتبرا بعد ما وقع اختيار الأرضية المجاورة للملعب البلدي لانجاز السكنات الاجتماعية هذه وجاء اختيار المكان بالنظر إلى مساحتها الهامة من جهة وللتخفيف على الضغط داخل النسيج الحضري لتيانت من أجل التوزيع المتوازن من الجانب الديمغرافي والتي عرفت توسعا عمرانيا معتبرا خلال السنوات الأخيرة، ومن جهة أخرى فقد جاء ذلك أيضا تطبيقا لاقتراحات لجان تقنية عاينت المنطقة والتي أكدت أن هذه الأرضية تعتبر الأفضل بالنظر لطبيعتها الصالحة للبناء وكذا قربها الشديد من شبكات حيوية لا سيما الطريق الرئيسي الذي يربط تيانت بباقي البلديات المجاورة وفي مقدمتها الغزوات وندرومة، كما أن الأرضية أيضا قريبة من الشبكة الرئيسية لغاز المدينة وكذا شبكات قنوات الصرف الصحي وأيضا المياه الشروب.
... وبرنامج 240 وحدة سكنية ريفية
أما المخطط الثاني والذي يعتبر الأكثر أهمية بتيانت بالنظر لطبيعة المنطقة شبه الريفية وقروية يضم ما لا يقل عن 240 تعاونية قصد بناء السكنات الريفية المدعمة بقيمة مالية تصل إلى 70 مليون سنتيم للسكن الواحد وهي أضخم حصة تستفيد منها البلدية على الإطلاق.
وهي موزعة عبر تراب البلدية وخارج النسيج الحضري طبقا للقانون المعمول به وتنجز في الأراضي القريبة من الملكيات الفلاحية لأهلها وذلك لمساعدتهم على البقاء بأريافهم ومكافحة النزوح الريفي الذي شهدته الجهة خلال السنوات الماضية بشكل رهيب لا سيما فترة الإرهاب الهمجي باعتبار تيانت أيضا منطقة جبلية وتمتاز بتضاريس وعرة أيضا.
آمال معلقة على المشروعين
من جهة أخرى لم يكن استفادة البلدية من هذه المشاريع أمرا هينا، وتمت الموافقة عليها طبقا لملفات وإجراءات إدارية شاركت فيها عدة قطاعات ويعول على المشروع هذا كثيرا، حيث أن المساحة الإجمالية التي خصصتها له البلدية قد وصلت إلى 5000 متر مربع ولم تكن سهلة أيضا بالنظر لأشكال العقار التي تعاني منه تيانت أيضا. وفي سياق آخر تعول السلطات المحلية على مستوى البلدية أن تساهم هذه الحصة المعتبرة بشكل كبير وفعال من تخفيف أزمة السكن بالمنطقة خاصة في ظل الإستفادات السابقة لعدد آخر من المواطنين، لا سيما أن ذات المصالح المسؤولة بالبلدية عاشت على وقع احتجاجات عدة من السكان مطالبين بحقهم في السكن رغم أن القرار ليس بيد الجماعات المحلية التي تجدد في كل مرة مطلبها إلى السلطات العليا بالولاية لمضاعفة حصة تيانت من السكنات في مختلف الصيغ ومن جهة أخرى ومن أجل إنجاح هذه البرامج التي تهدف إلى التقليص من مشكلة السكن بتيانت القريبة من الحدود المغربية.
ع. التلمساني