محلي

مواقع سياحية هامة بحاجة إلى التأهيل

السياحة في ولاية بومرداس الساحلية...

 

جملة النقائص الكثيرة التي تشكو منها في الهياكل جعلها غير قادرة على الاستجابة لاحتياجات السياح المتوافدين بكثرة من سنة إلى أخرى، كما تغيب مشاريع سياحية مثل الفنادق نهائيا ببعض المناطق والمواقع السياحية بالولاية في ظل غياب استراتيجية واضحة في هذا الجانب، حيث تعرض الكثير منها إلى التخريب جراء الزلزال القوي الذي ضرب الولاية في 2003 على غرار مخيمات "أديم" و "فارس" المتواجدين بمدينة زموري الساحلية التي كانت تستقبل أعدادا هائلة من السياح في مختلف فترات السنة، بالإضافة إلى غابة الساحل بقورصو التي تتربع على مساحة كبيرة، إلا أنها اليوم خاوية على عروشها تحتاج إلى التهيئة لإعادة إحيائها من جديد شأنها شأن نادي الفروسية وما جاوره الذي يحتاج هو الآخر للتهيئة.

تسعى الجهات الوصية على غرار مديرية السياحة بالولاية إلى إقامة فنادق واستراحات وخيم تتناسب مع مستويات الدخول المختلفة إلى جانب تشجيع السياحة المحلية وعدم الاستهانة بمكانة السائح المحلي في الدور الذي يلعبه ومساهمته في تطوير القطاع السياحي بعد أن أضحى هذا الأخير على مستوى ولاية بومرداس الساحلية جد ضعيف باعتبار أن الدولة لم تتخذ أي نوع من السياحة يمكن التخصص فيه رغم تنوع مجالات السياحة بالوطن فضلا عن أنه تم المطالبة بتأهيل العمالة في قطاع السياحة ومنح أهمية أكبر لدور المرأة في الصناعة السياحية سواء كانت عاملة أو ماكثة بالبيت إضافة إلى ربط السياحة بالتنمية المستدامة والاستثمار في مؤسسات التكوين والتأهيل في مجال السياحة ودمج المؤسسات السياحية الصغيرة والمتوسطة باعتبارها توفر 50 من المائة من الغرض الوطني.

وفي ذات الصعيد كشف مدير السياحة بالولاية السيد "نور زوليم" أن قطاع السياحة سيعرف تقدما مستقبلا من خلال الاتفاقية التي تم عقدها بينه وبين قطاع الصناعة التقليدية إضافة إلى إنشاء أربعة أقطاب سياحية مهمة بكل من دلس بودواو وخميس الخشنة و بومرداس يضم 29 مشروعا يضم 3650 سرير في طور الإنجاز سيدخل الخدمة قريبا ويوفر -حسبه- 1058 منصب شغل، يضاف إلى تلك المؤسسات الفندقية المتواجدة حاليا والمقدرة بـ16 مؤسسة بـ6000 سرير و16 مركزا سياحيا و9 مخيمات عائلية بها 6000 سرير إلى جانب 9 وكالات سياحية و4 دواوين وجمعيات تنشط في الميدان وكذا 11 منطقة للتوسع السياحي ستضاف لها -حسب المتحدث- 3 مناطق أخرى متواجدة طور الدراسة.

 

بودواو البحري... قطب الامتياز السياحي للوسط

نظرا لتموقعها الجغرافي الاستراتيجي تزخر منطقة بودواو البحري التابعة لإقليم ولاية بومرداس من الناحية الغربية بثروات طبيعية هامة حيث لديها شريط ساحلي على طول حوالي 4 كيلومترات، تجاوره غابات متنوعة، ما جعلها تحتل المراتب الأولى على مستوى الولاية من حيث القدرات الكبيرة التي تزخر بها هذه البلدية، كما تم تصنيفها ضمن قطب الامتياز السياحي للوسط... غير أن سوء استغلال هذه الثروات الطبيعية جعل هذه البلدية في تراجع ملحوظ، جراء انعدام مشاريع سياحية حقيقية على أرض الواقع، حيث تفتقر البلدية لأدنى مرفق أو هيكل سياحي، ما عدا شاطئ واحد مسموح للسباحة الذي يدخل ضمن مكتسبات البلدية، حيث تحتاج هذه الأخيرة مخططا استعجاليا يعمل على ضرورة توجيه التوسعة العمرانية للمدينة إلى خارج إطار مركز البلدية، وذلك بالتوجه للمناطق الجبلية المجاورة والابتعاد عن ساحل البحر من أجل الحفاظ على عذريته ونقائه من الملوثات المختلفة تحسبا لجلب المستثمرين مستقبلا. 

غابة "الساحل" بقورصو منظر خلاب، وجو بعيدا عن ملوثات المدن وضوضائها

تمتد غابة "الساحل" المتواجدة على مستوى مدينة قورصو الساحلية على مساحة شاسعة تفوق 800 كيلومتر وتبعد بحوالي 15 كلم شرقا عن مقر ولاية بومرداس الساحلية، وهي منطقة يعبرها الطريق الوطني رقم 24 جنوبا، وتتوزع مساحتها على كل من بلدية زموري ولقاطة ورأس جنات فهذه الغابة لا تزال على طبيعتها الأصلية وتحتفظ بعذريتها، إذ أنها عبارة عن ديكور طبيعي خلاب يمزج بين ثروة غابية ونباتية كثيفة ومتنوعة وجبال وشواطئ رملية ساحرة تمتد على أكثر من 4 كيلومترات، وما يزيد من رونق وجمال هذه المنطقة الخلابة وجود ميدان سباق الخيل المعروف الذي أخذ اسم "الأمير عبد القادر". هذا الميدان عاد إلى نشاطه المعهود بعد التراجع الذي عرفه خلال السنوات الماضية وهو يعرف حاليا تنظيم عدة سباقات للخيل شهريا، بالإضافة إلى احتضانه لفعاليات وطنية ودولية أبرزها الجائزة السنوية الكبرى لرئيس الجمهورية، كما أنه موقع مفضل للتحضير والتدريب لمختلف الفرق الرياضية عبر الوطن.

وأصبحت الإمكانات الطبيعية الفريدة من نوعها لهذه الغابة تجلب الزوار ليس في فصل الصيف فحسب وإنما امتدت إلى العطل الموسمية على مدار السنة للإستمتاع بالهواء النقي وظلال الأشجار العالية وتذوق متعة الراحة في منظر خلاب وجو بعيدا عن ملوثات المدن وضوضائها.

وأنت تتجول في ربوع هذا الفضاء الطبيعي يجلب انتباهك العدد الهائل من الباعة المتجولين القادمين من مختلف مناطق الوطن للاسترزاق الذين يعرضون مختلف المنتوجات التي يأخذ منها الزائر حاجته نذكر منها الشاي والمشروبات الغازية الباردة والمثلجات والمأكولات الخفيفة.

وتنتشر على طول الغابة بقايا حوالي 8 مخيمات صيفية وهي مخيمات طالها القدم بعد أن تخلى عنها أصحابها من شركات عمومية وخاصة باستثناء البعض منها التي لا تزال تستغل إلى يومنا من طرف العديد من هواة التخييم من العائلات والجمعيات وأفواج الكشافة الوافدين من الولايات المجاورة منها تيزي وزو والبويرة والبليدة ومن ولايات الجنوب البعيدة.

زموري... واجهة المصطافين المفضلة بإمكانات سياحية غير مستغلة

زموري أو بما كانت تعرف به في العهد الاستعماري بـ "كوربي" تعد من أهم المناطق السياحية بولاية بومرداس، أنشئت سنة 1872 وتتربع على مساحة تقدر بـ 5050 هكتار وبتعداد سكاني يصل إلى 29408 نسمة حسب الإحصائيات الأخيرة.

وتكمن أهمية البلدية هذه، في موقعها المتميز إلى الشرق من ولاية بومرداس وقدراتها الفلاحية الكبيرة حيث تمثل الأراضي الخصبة نسبة 65 من المائة من المساحة الإجمالية بالإضافة إلى الإمكانات السياحية الهائلة التي تزخر بها بفضل المواقع المعروفة وطنيا وشواطئ واسعة وجميلة تستقطب ملايين المصطافين الراغبين في الاستجمام وقضاء العطلة الصيفية من خلال ما توفره بعض هياكل الاستقبال القليلة التي لا تلبي في الغالب الطلبات المتزايدة واقتصارها على مراكز للكشافة وأطفال المدارس والجمعيات الطلابية، كما تتخللها غابة الصنوبر على طول الساحل بمساحة تقارب ثلاثة آلاف هكتار بالإضافة إلى ميناء الصيد الذي يزود الولاية وكذا المدن المجاورة بمختلف الأنواع السمكية وكذا توفرها على مواقع أثرية أخرى متميزة تمثل مختلف الحقب التاريخية والحضارات التي تعاقبت عليها، إلا أن كل هذه القدرات والكنوز السياحية تبقى عذراء وغير مستغلة ولم تستطع أن تجذب المشاريع السياحية الكبيرة بفضل مناطق التوسع السياحي بهذه الناحية التي كثر الحديث عنها لكنها بقيت مجرد مشاريع ورقية وبالتالي تم حرمان البلدية من هذا المورد الهام الذي كان بإمكانه أن يساهم في تحريك مسار التنمية بالبلدية المتميز بالركود مع حرمان شباب المنطقة من فرص للعمل والاستثمار الموسمي في هذا الجانب مثلما نشاهده في أغلب المدن الساحلية وبالخصوص في المناطق الغربية والشرقية من الوطن، لكن الذي يحدث بالضبط أن البلدية لا تزال تعاني من آثار زلزال 21 ماي 2003 الذي أدى إلى تهديم عشرات البيوت والعمارات التي عوضت بالبنايات الجاهزة أو الشاليهات المنتشرة بطريقة فوضوية وفي مواقع، إما فلاحية أو على عقار سياحي وعلى مساحات شاسعة حرمت البلدية من كل أشكال التوسع العمراني أو إقامة مشاريع استثمارية في المجال السياحي، نظرا للإشكالية التي يطرحها سكان الشاليهات في كل مرة وعجز السلطات المحلية في إيجاد حل لها مع تسجيل فوضى كبيرة بمركز المدينة لا يؤهلها أن تصبح مدينة لجلب السواح، نظرا لغياب التهيئة وانتشار البيوت القصديرية والمحلات غير القانونية وغياب سوق مغطاة جعل منها سوقا مفتوحة على الهواء وعلى حافة الطرقات والأرصفة وأكثر من ذلك توسع ظاهرة نهب الرمال بالشواطئ والاعتداء الصارخ على أشجار غابة الصنوبر البحري التي تشكل رئة المدينة وفضائها المستقبلي.

وأمام هذه الوضعية التي تعيشها بلدية زموري السياحية بموقعها وتاريخها العريقين وكذا سمعتها التي تعدت حدود الوطن يتطلب من المجلس البلدي والسلطات الولائية عملا كبيرا لإعادة المدينة إلى سابق عهدها والعمل على إخراجها من درجة التخلف والعمل على اتخاذ إجراءات صارمة وسريعة للحفاظ على العقار العمومي الذي طالته أيادي النهب واسترجاع ما يمكن استرجاعه خاصة بعد التعليمة التي وجهها الوزير الأول السابق أحمد أويحيى والتي كشف عنها الوالي في حينها، والداعية إلى حماية العقار السياحي بمنطقة زموري والتأشير له كملكية عمومية حتى في حالة عدم استغلاله في الوقت الراهن كمشاريع إنمائية. 

تعتبر مدينة دلس الساحلية الواقعة على بعد حوالي 60 كلم شرق بومرداس، المدينة الجوهرة بإمتياز، وللأسف وبالرغم من مؤهلاتها الطبيعية والسياحية والبشرية فإنها تعاني الإهمال بإستثناء بعض المشاريع التي لا تعبر على إمكاناتها الحقيقة، فتتميز بشواطئها الخلابة وغابتها المخضرة فضلا على شهرتها العريقة بقصبتها الأصيلة التي تنحت من الحضارات التي تعاقبت عليها الرومانية والعثمانية والتركية وغيرها، في جدرانها الدلائل والرموز الشاهدة على ذلك لا تزال تعاني الإهمال رغم مخطط حماية وترميم القصبة، وأكبر دليل على إهمال هذه المدينة عدم توفرها على فندق واحد؟ 

17 مشروعا سياحيا جديدا وتحفيزات للمستثمرين

تدعم قطاع السياحة بولاية بومرداس بعدة مشاريع هامة تندرج في إطار دعم وتحسين الخدمات بهذا القطاع، حيث تم إحصاء 17 مشروعا جديدا سيدخل قيد الإنجاز خلال السنة الجارية، سيساهم في تحسين القطاع وتقديم مردود جيد للولاية، لا سيما أن هذه الأخيرة تعرف إقبالا كبيرا للسياح خلال كل صائفة للتمتع بشواطئها الخلابة وشريطها الساحلي الممتد من بودواو البحري غربا إلى دلس شرقا.

وكشف مصدر مسؤول من مديرية السياحة بولاية بومرداس، أنه تمت الموافقة المبدئية من قبل وزارة السياحة على تجسيد 17 مشروعا سياحيا ببومرداس، للمساهمة في دفع عجلة القطاع نحو الأحسن، بالإضافة إلى مخطط إعادة تأهيل المشاريع المتوقفة، فيما سجلت اتفاقية بين الوزارة الوصية والبنوك بهدف توفير التسهيلات المالية للمستثمرين الخواص في هذا المجال، حيث أن هذه المشاريع التي من شأنها النهوض بالقطاع السياحي الذي لا يزال بحاجة إلى دفع قوي للمتعاملين السياحيين للاستثمار من جهة، واستيعاب العدد الهائل والمتزايد من المصطافين المتوافدين على شواطئ الولاية خلال كل موسم صيفي من جهة أخرى، وتتشكل هذه المشاريع من 17 مشروعا سياحيا تضاف إلى عدد من المشاريع المتوقفة في الوقت السابق، وهي تتمثل في إنجاز عدد من الفنادق، مجمعات ومركبات سياحية، إلى جانب قرى سياحية، كما سيتم استلام 05 فنادق جديدة بعد الانتهاء من أشغالها، إذ من شأنها النهوض بالقطاع. للإشارة، فإن ولاية بومرداس تعد من بين الولايات الساحلية التي تعرف تدفقا كبيرا للمصطافين صيفا، وتتميز بطابعها السياحي، جبالها ومناظرها الخلابة التي صنفت ضمن المواقع السياحية الهامة في الجزائر، حيث وبدخول هذه المشاريع حيز التنفيذ، ستساهم في دفع القطاع نحو الأحسن، لا سيما أن هذه المشاريع ستضمن الإيواء وخدمات في المستوى لكل السياح.

 

 

من نفس القسم محلي