محلي
أزمة عطش بقصر البخاري
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 06 جولية 2013
تعيش مدينة قصر البخاري على وقع أزمة خانقة تعقدت مع مرور الزمن، حيث جفت حنفيات معظم أحيائها الشعبية بسبب انعدام الماء الشروب منذ أكثر من أسبوع حيث عادت الاضطرابات من جديد في عملية توزيع الماء الشروب تزامنا مع تسجيل زيادة محسوسة في درجات الحرارة، إذ تعرف أغلب أحيائها منذ أيام نقصا في عملية التزود.
وتذهب جميع المعطيات إلى التأكيد بأن مدينة قصر البخاري ستكون هذا الصيف على موعد مع العطش لتدخل أزمة ماء أكثر حدة من نظيرتها العام الماضي، إلا أن ندرة الماء هذه الأيام بالأحياء الرئيسية بهذه المدينة والخلل الواضح في نظام التوزيع ينذران بالعد التنازلي لبداية أزمة الماء الشروب التي بدأت وأصبح لزاما على المواطن الاستعداد لمجابهتها بالبحث عن مصادر أخرى لجلب هذه المادة الحيوية، وهي مهمة شاقة تضاف على عاتق المواطن الذي ذاق ذرعا. هذا، وتشكل مشكلة نضوب المياه بقصر البخاري هذه الأيام محور حديث العام والخاص بالنظر إلى عجز المصالح المعنية عن إيجاد حل لهذه الأزمة التي طوقت أحياء المدينة، الأمر الذي أجبر المواطنين على إشعار المسؤولين على قطاع المياه بخطورة الأمر الذي قد ينجم عن الوضعية الكارثية لندرة المياه التي تشرف على إرواء عطشها المؤسسة المعنية فالانقطاعات المتكررة لمدة تزيد عن أسبوع للماء الشروب قد ترغم السكان على الخروج من صمتهم للمطالبة "بفضح" هؤلاء على تماطلهم في إيصال الماء لحنفيات المواطنين الذين طالبوا بإيضاح عن سبب نقص الماء الشروب لمدة زمنية طويلة، فالوضعية الحالية لا تحتمل وهذا بعد ثبوت تقاعس المصلحة المعنية في ضمان محكم للمياه الموجهة للسكان وحذروا من وقوع عواقب وخيمة والتي دقت أبواب قصر البخاري. وفي هذا الصدد يطالب المواطنون المسؤولين في القطاع بأخذ انشغالهم بعين الاعتبار خاصة مع اشتداد درجة الحرارة هذه الأيام ويأملون أن يجد ندائهم صدى لدى المعنيين.. ليبقى السؤال مطروحا: كيف الحل لقطاع صرفت لأجله السلطات الملايير لإنشاء قنوات التزود بالماء الشروب والظاهر أن هذه الوضعية هي نتاج تسيير أعرج لقطاع حساس لأن الواقع أثبت للمرة الألف أن شبكة التوصيل وغياب الصرامة في تسيير هذه الموارد أدخلت القطاع بأكمله في نكبة شاملة تجسدت في ضياع الآلاف اللترات من المياه يوميا نتيجة التسربات واختلاط المياه الصالحة للشرب مع القذرة منها، فسكان مدينة قصر البخاري قد ألِفوا هذه الأزمة الخانقة لانهماكهم في البحث عن قطرة الماء ومن مناطق عدة خارج المدينة ومن ينابيع لم تجف بعد أو شراء صهاريج للتزود بالماء الشروب بثمن باهظ.
وما يلاحظ هو تلك التصريحات المتضاربة للمسؤولين في القطاع للتخلص من المسؤوليات وازدياد عمق الهوة الموجودة بين مختلف الأجهزة والهيئات وغياب التنسيق بينها والبطء في التدخلات عند حدوث أي عطل.. كما أن معظم شبكات توزيع المياه قديمة ولا تستجيب لمعايير ماء الشرب العصرية ما ينجر عن ذلك حدوث نسبة كبيرة من التسربات التي تبدو واضحة للعيان خاصة المتواجدة داخل المدينة وعبر أنبوب الربط بين مدينة قصر البخاري والبيرين الذي تتزود منه.