محلي

البناءات الفوضوية ملف يجوبه الغموض

الشلف

 

استفحلت ظاهرة البناء الفوضوي في ولاية الشلف بشكل لا يزال يطرح الكثير من التساؤلات خاصة أن البعض تعمد الاستيلاء على الملك العمومي، أراضي فلاحية خصبة وكذلك الملك الخواص والبناء دون تراخيص قانونية ما يعد خرق صارخ للقانون. فقد استغل هؤلاء الفراغ القانوني الرهيب الذي يطبع إجراءات هدم أشكال البنايات الفوضوية وبتواطؤ الجهات المكلفة بالعملية ذاتها ليشيدوا بنايات دون وجه قانوني رغم تأثيرها على جمالية هذه الولاية. والعينة من بلدية أم الدروع التي عرفت انتشارا واسعا للسكن العشوائي وغير المهيكل على مستوى حي القلافطية، حي الضواحي ام الدروع، حي عزون.

  وتعتبر هذه الأحياء خطير في جميع المجالات منها:

-انعدام نسب في تحديد المساحة المخصصة للطرق والممرات وانعدام فضاءات وحدائق ومنتزهات عامة.

-عدم تناسق المعمار والبناء بأماكن ممنوعة وغير مهيكلة تتخذ شكل منحدرات خطيرة وأودية. 

إلى جانب غياب وتدهور نظام جمع النفايات والصرف الصحي وانتشار المطارح العشوائية واللجوء إلى حرق مما يسبب تلوثا خطيرا ومضرا بالبيئة والإنسان بشكل مباشر، وكذا الانتشار الكبير للكلاب الضالة والقطط المتشردة التي تكون مصحوبة بأمراض خطيرة. هذا البناء الفوضوي زحف على الأراضي الفلاحية خصبة وهو ما يمثل خطرا حقيقيا على النسيج الحضري والعقار الفلاحي معا باعتبار أن نية البعض اتجهت نحو استغلال انشغال السلطات المحلية أو في بعض الأحيان تواطأ بعض المنتخبين والمسؤولين في مجابهة إشكاليات عديدة لتحقيق أغراض ومآرب يمنعها القانون•وتبقى ظاهرة التمرد على قانون التعمير أكثر شيوعا وانتشارا في حي القلافطية الذي شهدت اعتداءات خطيرة على مساحات خضراء و الأراضي الفلاحية. وتساءل هؤلاء السكان عن دور المصالح المكلفة بحماية العمران وعقارات الدولة والسهر على تطبيق القوانين، وأن السلطات المحلية ـ سواء إدارة أو منتخبين ـ تدير هذا الملف بغموض كبير، إذ تقوم بهدم وإزالة عدد قليل جدا من البنايات الفوضوية من إجمالي غير محصور العدد، بينما تغض الطرف عن أخرى أصحابها من رجال المال والأعمال... إلخ يقرأ المبلغون في هذا النهب للعقار المسكوت عنه، ورغم أن مصالح ولاية الشلف تنام على العديد من التنديدات والبلاغات عن نهب العقار.

وفي هذا الصدد كشف المكتب الولائي للرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان لولاية الشلف أن السلطات المحلية منذ 05 سنوات لم تباشر بأي هدم ما عدا حالة واحدة في حي القلافطية (كانت تصفية حسابات سياسية وليس تطبيق قوانين)، ويلاحظ أن كثيرا من رجال المال والأعمال الذين خرقوا القوانين بتشييدهم لبنايات وفيلات غير مرخص بها، قد استثنتهم السلطات المحلية من قائمة المعنيين بهدم بناياتهم، وهو ما يتفق حوله عدد من المبلغين الذين زودوهم بوثائق وقرارات هدم غير منفذة ودلوهم على بنايات يتم تشييدها بدون رخصة، بأن “هذا التغاضي ليس مجانا بل هو تغاض في شكل تقنية جديدة يجلب على المسؤولين المحليين أموالا طائلة.

 بغياب سلطان القانون وشيوع سياسة اللاعقاب والفساد، التقنية – حسب الذين تحدثنا إليهم – تتمثل في اكتفاء مصالح رئيس البلدية بتحرير محاضر معاينة تقنية وإصدار إعذارات وقرارات هدم، لكن دون تنفيذها على أرض الواقع، حماية لأنفسهم في حال تم تشكيل لجان تحقيق في الموضوع.

 

 

من نفس القسم محلي